لا يفارقنا علم الإمارات فهو يلازم أبناءه في كل مكان وزمان، فهو في قلوبنا تحتويه صدورنا وتعشقه أرواحنا، ويزين ملابسنا وبيوتنا وحياتنا، كل يوم وكل لحظة
لا يفارقنا علم الإمارات فهو يلازم أبناءه في كل مكان وزمان، فهو في قلوبنا تحتويه صدورنا وتعشقه أرواحنا، ويزين ملابسنا وبيوتنا وحياتنا، كل يوم وكل لحظة، ولكننا عندما نحتفل في دولة الإمارات العربية المتحدة في الثالث من نوفمبر بيوم العلم، فإننا نخصص لهذا الحب يوماً نعبر فيه عن صدق الشعور مع أبنائنا وزملائنا وإخوتنا من جميع الجنسيات على هذه الأرض الطيبة، الذين يشاركوننا هذه اللحظة في كل سنة، فما أجمل التفافنا شعبا وقيادة كالبنيان المرصوص، صباح هذا اليوم حول العلم ونشيده يعزف في آذاننا حباً وتبجيلا، وما أجمل أن يشاهدنا العالم ونحن برمزنا نحفل ونفخر بما وصل إليه هذا العلم من مكانةٍ مرموقة بين الأمم .
يوم العلم؛ يوم الشموخ والعزة والرفعة، يوم الرايةِ الخفاقة التي حملتها وتحملها وستحملها سواعد الأوفياء من أبناء هذا الوطن العظيم، هذا الوطن الذي يقدم لشعبه الكثير والكثير، ولا يقف عند هذا الحد فحسب، بل إن يده يد الخير والعطاء، تمتد إلى أقصى بقاع الأرض شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، مستمدةً الخير والبركة من رب السماء ﷻ .
يوم العلم؛ ليس يوم نرفع فيه قطعةً من القماش، ونبتهل حولها ونحن لا ندرك ما تحمله هذه القطعة الملونة من معانٍ عظيمة، فالعلم قبل أن يَرفرف فوق السواري، فإنه يخفق في القلوب حباً وعشقاً لا مثيل له، العلم رمزُ الأوطان وفخر الشعوب، فكم من علمٍ سقط ودُنِّس بعد أن استهان أبناؤه به، وسمحوا للحاقد المغرض بأن يحول بينهم وبينه، فأعلامٌ محيت وأعلامٌ مزقت، وأعلامٌ هرِّمت بسواعد أبنائها، الذين جعلوا من عقولهم وإرادتهم ملعباً يعيث فيه الطامعون كيفما شاؤوا، فلم تعد أعلامهم ترفرف بين الأمم، ولم يعد لها بريقٌ في أعين الناظرين !!
يوم العلم؛ نحتفل به ليس من باب حب المهرجانات والاحتفالات، لا وألف لا، بل هو رسالة لي ولك ولأبنائنا ولأحفادنا، بأن هذا العلم بألوانه الأربعة، منذ أن ولد في عام 1971، وحملته على السارية كفوف حكام الإمارات الأخيار "تغمدهم ﷲ بواسع رحمته"، قد ُولِد كبيراً شامخاً طامحاً، لا يملؤ عينه سوى النجاح والتطور والريادة، ويسعى للمركز الأول حيثما حل وارتحل.
يوم العلم؛ رسالة تدعونا إلى أن نرفع رؤوسنا عالياً، لتتوافق قلوبنا معه، قلوبٌ تخفق وعلم يرفرف، وربٌ كريمٌ، أكرم وأعطى، وبارك وأنعم، ولا جزاء للإحسان إلا الإحسان، فلنحسن إلى وطننا بالسمعة الطيبة وبالعمل الجاد، وبالجد والاجتهاد، وبالعلم والمعرفة، وتحصيل العلوم والثقافات التي تزيد هذا العلَم شموخاً ورفعة، ولندعي دبُر كل صلاة "ربِّ اجعل هذا البلد آمنا، وأعنا على الحفاظ عليه، وارزقنا الإخلاص لك، وله ولترابه الطاهر، ولقادته الأوفياء المحبين لشعبهم .
فلنكن قدوةً لأبنائنا بحبنا للعلم، ولنجعل له قدراً في قلوبنا، ترتسم صورته في أعيننا، ليشاهده أبناؤنا في أبهى حلة، ولنردد دائماً حب الله والوطن والعلَم والقائد، فذلك سبيل الوحدة والترابط والتعاضد، نحو وطنٍ آمنٍ مطمئن، ينعم بالرخاء والاستقرار، ولنأخذ عبرةً ممن تهاون في حب وطنه، فطغت مصالحه الشخصية على مصلحة وطنه، وممن تهاون في معنى العلَم، فباعه رخيصاً، لمن حرضه ضد وطنه، فذاك خائن وذاك متواطئ، وكلٌ منهم سلم عقله لعدوه ليُهلِك به ويقتل وطناً بأكمله .
عشت يا وطني عزيزاً شامخاً بين الأمم، تحفُّك الأرواح المخلصة من كل مكان، وتسقيك الدماء حباً وعشقاً، لتنمو عاماً بعد عام، تشق الطريق إلى أعلى القمم، وكما قال الشاعر الإماراتي سيف كميدش بن نعمان الكعبي في إحدى قصائده الوطنية :
"خذنا يا بوخالد عقالك"
"بك نعتزي ونشحذ هممنا"
"فدوى الإمارات وفدا لك"
"مرفوق ما ينزل علمنا"
فلنقسم بيننا وبين أنفسنا لله سبحانه وتعالى، على ألا نكون سبباً في تنكيس هذا العلم، ولا سبباً في الإساءة إليه، ولنقسم على البذل والعطاء كما أقسم السابقون، على أن نسلم الراية خفاقةً على أرض عامرةٍ بالخير والبركة والأمن والأمان، فكما استلمناها عالية شامخة نسلمها شامخة عالية لمن بعدنا، والله على ما نقول شهيد .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة