أبوظبي تستضيف المؤتمر الأول للرؤية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي
المؤتمر يناقش الاستراتيجية العربية للاقتصاد الرقمي وستنبثق عنه مبادرات ومشاريع تنموية لاقتناص الفرص المتاحة للأعضاء.
تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تستضيف العاصمة الإماراتية أبوظبي المؤتمر الأول المعني بتطوير الرؤية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي يومي 16 و17 ديسمبر الجاري.
ويأتي المؤتمر الذي أعلن عنه مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بجامعة الدول العربية، الأربعاء، في القاهرة، ضمن جهود المجلس في مواكبة التحولات العالمية الكبيرة في مجالات الاقتصاد الرقمي عن طريق حشد القدرات العربية والخبرات الدولية، وتفعيل التعاون العربي المشترك لتحقيق مجموعة من الأهداف الإيجابية التي من شأنها النهوض بالمجتمعات العربية.
ويستهدف المؤتمر عرض محاور الاستراتيجية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي على ممثلي الدول العربية والخبراء والمفكرين والأكاديميين والممارسين العرب والدوليين، وستنبثق عن الاستراتيجية مبادرات ومشاريع تنموية من شأنها تسليط الضوء على الفرص الاقتصادية المتاحة للدول الأعضاء في الجامعة العربية في مجالات التحول الرقمي في ظل تكامل عربي غير متنافس لضمان استفادة كل الدول العربية من الفرص المتاحة.
وتم الإعلان عن المؤتمر في مقر الأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية بحضور السفير محمد محمد الربيع، أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، والمهندس عاطف حلمي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري السابق، والدكتور علي الخوري، مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وعدد من أصحاب التخصصات ذات الصلة بالاقتصاد الرقمي.
وأكد الربيع أهمية المؤتمر، قائلاً: "امتلكنا الأمل والطموح عندما أطلقنا السوق العربية المشتركة عام 1964 واليوم حقق الاتحاد الأوروبي ما كنا نطمح إليه ويسابق الاتحاد الأفريقي الزمن للوصول إلى سوق أفريقية مشتركة ووصلت رابطة دول جنوب شرق آسيا إلى مستويات متقدمة في هذا المجال. وما زلنا في الوطن العربي نواجه التحديات الداخلية والخارجية الواحدة تلو الأخرى. وبالرغم من هذا، يحدونا الأمل بوجود فرصة ذهبية اليوم للنهوض بعالمنا العربي عن طريق الاقتصاد الرقمي".
وأضاف: "لدينا الإمكانيات والموارد الهائلة والموقع الجغرافي والأهم من هذا كله جيل يطمح للأفضل شغوف بالتكنولوجيا ولديه مقومات النجاح في البرمجيات والإلكترونيات والتقنيات الحديثة، لدى جيل الألفية العربي غريزة معرفية بالتكنولوجيا، والذي سيمثل مع أقرانه في العالم قرابة 75% من القوى العاملة بحلول عام 2025 ولا نريد لهذا الجيل أن يكون مستهلكاً بل منتجاً ومبدعاً ومبتكراً ورائداً في مجالات الاقتصاد الرقمي وأن يأخذ مكانه الطبيعي في نهضة مجتمعاته وأمته العربية".
وأشاد الأمين العام بدور الإمارات وقادتها، قائلاً: "لدينا دولة الإمارات التي يقدم قادتها اليوم خبراتهم وإنجازاتهم لدعم رؤية عربية مشتركة للاقتصاد الرقمي، ومشاركة تقدمهم التنظيمي والتكنولوجي وتجاربهم الناجحة في مجالات الاقتصاد والتحول الرقمي مع الأمة العربية. قادة الإمارات الذين يبذلون كل ما في وسعهم للنهوض بالمجتمعات والاقتصادات العربية بدعم واهتمام بأدق التفاصيل ورعاية غير مسبوقة من قبلهم".
وقال: "سنقوم بإدارة مجموعة من المحاور لدعم خطط التحول الرقمي للحكومات العربية وتعزيز خطط الشمول المالي ودعم تطوير البنى التحتية المعرفية والتشريعية والتكنولوجية، لتمكين جيل الشباب العربي من تحقيق آماله وطموحاته في مجال التقنيات الحديثة"، معرباً عن الامتنان العميق للإمارات وقادتها على نظرتهم الاستراتيجية الثاقبة لدعم التعاون العربي المشترك في ظل التحولات العالمية.
من جانبه أوضح الخوري أن المؤتمر يهدف إلى عرض محاور الاستراتيجية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي الداعمة للتنمية المستدامة والاستثمار في المشاريع التكنولوجية والبنى التحتية في الوطن العربي.
وقال: "تشارك عدد من المؤسسات والمنظمات الدولية والعربية وأكثر من 70 خبيراً دولياً من كبار الخبراء العالميين والمتخصصين في مجال الاقتصاد الرقمي في صياغة الاستراتيجية، كما أوجدنا لجاناً فرعية تشارك فيها العديد من الجهات الدولية والعربية لمراجعة الاستراتيجية قبل إطلاقها في المؤتمر من ضمنها الأمم المتحدة والبنك الدولي والمفوضية الأوروبية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومكتب الخدمات الحكومية الرقمية التابع لمكتب مجلس الوزراء في المملكة المتحدة وغيرها من المؤسسات العاملة في مجال الاقتصاد الرقمي".
وكشف الخوري عن تقديم المؤتمر لمحاور الفرص الاقتصادية المتاحة للدول العربية من جراء التحول الرقمي، مشدداً على وجود استثمارات تأتي من صناديق استثمار عالمية في مجالات التكنولوجيا تصب في الوطن العربي، فضلاً عن وجود فرص ضخمة للاستثمارات البينية العربية في البنى التحتية للاقتصاد الرقمي.
كما شدّد على أن شباب المنطقة العربية أكثر اتصالاً وتواصلاً وأكثر تفاؤلاً وأملاً من أي وقت مضى، وتابع: "تتمتع منطقتنا بعدد كبير من الشباب حوالي 60% لم يبلغوا سن الثلاثين ولدينا ثمار ديموغرافية ضخمة تحتم علينا الاستثمار في البنى التحتية للاقتصاد الرقمي للارتقاء بأدوارهم وإبداعاتهم".
وقال الخوري إن التشريعات والمناخ الاستثماري المدروس للبنى التحتية المعرفية والتكنولوجية من شأنه أن يجذب رؤوس الأموال بطرق تلبي الأهداف الإيجابية المرجو تحقيقها للشعوب العربية.
ويقام مؤتمر الاقتصاد الرقمي العربي في قصر الإمارات بأبوظبي بمشاركة نخبة من المسؤولين وممثلي الدول العربية ووزراء المالية والاقتصاد ومحافظي المصارف المركزية وممثلي غرف التجارة والصناعة وكبار رجال الاعمال والمستثمرين وممثلي وسائل الإعلام العربية والدولية.