بالصور.. انطلاق ملتقى "أبوظبي للاستثمار" في كوريا الجنوبية
أعمال ملتقى أبوظبي للاستثمار تنطلق في عاصمة كوريا الجنوبية سول بهدف جذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى إمارة أبوظبي.
انطلقت، اليوم الأربعاء، أعمال ملتقى أبوظبي للاستثمار في عاصمة كوريا الجنوبية سول، والذي ينظمه مكتب أبوظبي للاستثمار التابع لدائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي، بالتعاون مع سفارة دولة الإمارات لدى كوريا في إطار برنامجه السنوي لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى إمارة أبوظبي.
وقال عبدالله سيف علي النعيمي سفير دولة الإمارات لدى الجمهورية الكورية الجنوبية في كلمة أن الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا الجنوبية ترتبطان بعلاقات ثنائية متميزة منذ عام 1980 حققا خلالها عديدا من الإنجازات في مسار التنمية والتطور الاقتصادي، وذلك رغم البعد الجغرافي بينهما الأمر الذي دعا قيادتي البلدين الصديقين إلى الانتقال بعلاقات البلدين منذ العام 2009 من الإطار التقليدي إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بإعلان مشروع الطاقة النووية الذي يتم بناؤه حالياً في الإمارات من قبل كونسورتيوم كوري ويعد علامة بارزة في مسار العلاقات الثنائية.
ونوه بأن التحول في مسار العلاقات السياسية والاقتصادية بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية أخذ مسارا متصاعدا منذ زيارة مون جاي إن رئيس جمهورية كوريا إلى دولة الإمارات وتم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات الجديدة في مجالات مختلفة منها الطاقة المتجددة والملكية الفكرية والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والصناعة والرعاية الصحية وتحلية المياه.
وأفاد عبد الله النعيمي سفير دولة الإمارات لدى كوريا الجنوبية في سياق العلاقات الاقتصادية بين البلدين أن حجم التجارة الثنائية بين الإمارات وكوريا الجنوبية بلغ 14.93 مليار دولار في عام 2017 بلغ فيها إجمالي صادرات الإمارات إلى كوريا 9.55 مليار دولار، حيث يعد النفط أكبر سلعة تصدرها الإمارات إلى كوريا فيما بلغت واردات الإمارات من كوريا 5.38 مليار دولار وتشمل الأجهزة المنزلية والسيارات والكهرباء والمعدات الإلكترونية.
وذكر أن إجمالي الاستثمارات المشتركة بين دولة الامارات وكوريا الجنوبية بلغت 1.85 مليار دولار وبلغ إجمالي الاستثمارات الكورية 1.4 مليار دولار بينما بلغت استثمارات الإمارات العربية المتحدة 0.45 مليار دولار.. مشيرا إلى أن هناك أكثر من 200 شركة كورية تعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة وأكثر من 11000 كوري يعيشون في الإمارات، حيث يعد أكبر مجتمع كوري في المنطقة.
ودعا سفير الإمارات لدى كوريا الجنوبية المشاركين في ملتقى أبوظبي للاستثمار في سول من المستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب الشركات الكورية إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي توفرها حكومة دولة الإمارات في مجالات الإعلام والسياحة والطاقة والصناعة والنقل والخدمات اللوجستية والخدمات المالية والتأمين والصحة والتعليم والتكنولوجيا والاتصالات والعقارات والبناء والغذاء بما يحقق الفائدة المشتركة للجانبين ويعزز في الوقت ذاته من حجم الاستثمارات بين البلدين الصديقين.
من جانبه، قال أحمد بن غنام المدير التنفيذي لمكتب أبوظبي للاستثمار في كلمة له خلال افتتاح الملتقى إن مشاركة عدد كبير من المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص من كوريا الجنوبية في هذا الملتقى يعكس حرص الجانب الكوري واهتمامه الكبير للتطور الذي تشهده إمارة أبوظبي ودولة الإمارات بما يوفر فرصا استثمارية واعدة في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وأشار إلى أن العلاقات الاستراتيجية بين كوريا الجنوبية ودولة الإمارات باتت اليوم صلبة وترتكز على التقارب الكبير لقيادتي وحكومتي البلدين الصديقين في عديد من المجالات مثل الطاقة والطاقة النظيفة من خلال بناء أول منشأة للطاقة تعمل بالطاقة النووية في الإمارات من قبل كونسورتيوم كوري.
وأضاف بن غنام أن العلاقات بين كوريا وأبوظبي شهدت كذلك تعزيز التعاون المشترك في قطاع النفط من خلال توقيع شركة أبوظبي الوطنية للبترول "أدنوك" عقدين بقيمة إجمالية تبلغ 3.5 مليار دولار مع الشركة الصناعية الكورية العملاقة سامسونج للهندسة من أجل معالجة النفط الخام واستعادة الطاقة والمياه.
وأوضح المدير التنفيذي لمكتب أبوظبي للاستثمار أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي ثاني أكبر شريك تجاري لكوريا في منطقة الشرق الأوسط، حيث بلغ حجم صادرات الإمارات إلى كوريا الجنوبية خلال عام 2017 ما يصل إلى 9.55 مليار دولار، في حين بلغ حجم الواردات 5.38 مليار دولار كما يتجاوز عدد الشركات الكورية الجنوبية المسجلة في دولة الإمارات 200 شركة باستثناء الشركات الموجودة في المناطق الحرة.
وأكد ابن غنام في كلمته أن إمارة أبوظبي شهدت خلال الأعوام الماضية تطورات رئيسة وجوهرية في بيئة الأعمال قدمت خلالها بعض المزايا والمحفزات للشركات الاجنبية وخاصة الكورية منها التقييم المستمر لتشريعاتها وأنظمتها القانونية والحكومية وتسهيل إجراءات التراخيص الاقتصادية بما يعزز من ثقة المستثمرين وتوسيع الفرص الاستثمارية المتاحة.
وقال إن كوريا الجنوبية تعد نموذجًا متميزًا للتطور المبني على الابتكار والمعرفة والذي يعد نموذجا مهما لتأسيس شراكة مع إمارة أبوظبي التي تسعى إلى تحقيق هذا الانجاز من خلال تبني ونقل المعرفة التي تعتبر جزءا من استراتيجيتها التنموية حيث تولي اهتمامًا كبيرًا للقضايا المتعلقة بالابتكار والتكنولوجيا والصناعات الصغيرة والمشاريع المتوسطة.
وقدم فهد الأجبابي مدير إدارة الاستثمار الأجنبي المباشر بمكتب أبوظبي للاستثمار عرضا خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى أوضح فيه أهمية دور مكتب أبوظبي للاستثمار وأهدافه الاستراتيجية التي تركز على تعزيز الاستثمارات الأجنبية بين إمارة أبوظبي والدول التر ترتبط بها بعلاقات اقتصادية قوية.
وأشار إلى أن كوريا الجنوبية تعد من أهم هذه الدول التي تسعى إمارة أبوظبي إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية والاستثمارية معها وتأتي ضمن اهتمامات مكتب أبوظبي للاستثمار وبرنامجه السنوي لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى إمارة أبوظبي.
وشهدت فعاليات الملتقى جلسة حوار عن محركات التنمية الاقتصادية المستدامة في إمارة أبوظبي شارك فيها المهندس جمال الظاهري الرئيس التنفيذي لشركة صناعات القابضة وسلطان محمد الأميري نائب الرئيس لتطوير الأعمال في منطقة مطار أبوظبي الحرة وعادل السعيدي مدير الخصخصة بدائرة الطاقة وخالد الراشدي مدير إدارة الشؤون الحكومية في شركة مبادلة للاستثمار.
وقال المهندس جمال سالم الظاهري، الرئيس التنفيذي لشركة "صناعات" خلال الجلسة الحوارية إن صناعات تعد مساهما رئيسا في التطور الاستراتيجي لإمارة أبوظبي لتكون الإمارة من أهم محاور الصناعة على الصعيد العالمي.
وأشار إلى أن "صناعات" تؤدي دورا بارزا كأحد أهم الشركات القابضة في القطاع الصناعي، حيث نجحت في تأسيس شراكات ضخمة في القطاع، كما تقوم حاليا بإدارة أصول صناعية بقيمة 27.2 مليون درهم في قطاعات المعادن والأغذية والمشروبات وخدمات النفط والغاز إضافة إلى قطاع الإنشاءات ومواد البناء.
وأوضح الظاهري أن صناعات تتمتع بثقة الشركاء من خلال ما تملكه من خبرات طويلة في تطوير المشاريع الناجحة فضلاً عن معرفتها العميقة بسوق الأعمال الإقليمي، حيث تستمر في بحث خطط وفرص استثمارية متعددة وتبادل الخبرات وتطوير مشاريع استراتيجية.. معربا عن تطلعه إلى توطيد العلاقات والشراكات مع المستثمرين الدوليين وخاصة في كوريا الجنوبية خلال مسيرتها الرامية إلى مزيد من النجاح والتميز.
كما خصصت جلسة الحوار الثانية للملتقى لمناقشة موضوع القطاعات الاقتصادية الواعدة التي تتميز بها إمارة أبوظبي شارك فيها راشد البلوشي الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية وستيف بارنيت مدير التطوير بسوق أبوظبي العالمي.
وقال راشد البلوشي الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية في تصريح له خلال مشاركته بالملتقى إنه على صعيد المستثمرين الكوريين المسجلين في السوق، فقد وصل مع نهاية الربع الأول من العام 2018 إلى 70 مستثمراً ينقسمون بين 35 مستثمرا فردا و35 مؤسسة استثمارية، كما بلغت إجمالي قيمة تداولات المستثمرين من حملة الجنسية الكورية /بيعاً وشراء/ خلال العام 2017 نحو 50 مليون درهم، فيما بلغت القيمة السوقية للأسهم التي يمتلكونها حتى نهاية عام 2017 نحو 160 مليون درهم.
أما بالنسبة لإجمالي قيمة تداولات المستثمرين الكوريين /بيعاً وشراء/ خلال الربع الأول من 2018 فقد بلغت نحو 25 مليون درهم لتشكل ما نسبته نحو 5% من إجمالي تداولات المستثمرين من الدول الآسيوية في الفترة نفسها.
ودعا الرئيس التنفيذي للسوق المستثمرين الكوريين إلى استغلال الفرص الاستثمارية المتوافرة في سوق أبوظبي للأوراق المالية الذي يعد من أفضل أسواق العالم من حيث العائد على الاستثمار، حيث بلغ معدل توزيعات الأرباح النقدية للشركات المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية نحو 5.3 مع نهاية عام 2017، وبذلك يمثل واحداً من أعلى المعدلات في العالم.. مؤكداً أن جذب مزيد من الاستثمارات تعد الركيزة الأساسية في زيادة عمق التداولات بالأسواق المالية.
ومن جانبه، أفاد عبد الله القبيسي نائب مدير عام غرفة أبوظبي أن الغرفة قد بحثت في شهر فبراير/شباط الماضي تعزيز التعاون وتبادل الخبرات وترويج فرص الاستثمار في البلدين مع الشركات الكورية الجنوبية خاصة مع رابطة التجارة الدولية الكورية KITA/ وغرفة كوريا للتجارة والصناعة وممثلي وكالة ترويج صناعة تكنولوجيا المعلومات الوطنية لدى كوريا.
وأكد أن هناك مزيدا من فرص التعاون الاستثمارية التي يمكن الاستفادة منها بين مؤسسات القطاع الخاص في أبوظبي و نظيرتها في كوريا الجنوبية.. مشيرا إلى إمكانية استقطاب الشركات الكورية الجنوبية إلى أبوظبي وبحث عقد شراكات استراتيجية مع مؤسسات القطاع الخاص في الإمارة والعمل في القطاعات الاقتصادية المتنوعة التي تتوفر في إمارة أبوظبي وتحقيق عوائد مجزية تعود بالنفع على الطرفين.
وبدوره أكد عارف حمد العواني الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي أهمية المشاركة في ملتقى أبوظبي للاستثمار في العاصمة الكورية سول بهدف تعزيز فرص التعاون والشراكة مع الجهات الكورية في مختلف المجالات ومنها المجال الرياضي.
وأوضح العواني أن انعقاد ملتقى أبوظبي للاستثمار في كوريا، يعكس متانة العلاقات والروابط القوية والشراكات المهمة التي تجمع الإمارات مع كوريا.. مشيرا إلى أن مجلس أبوظبي الرياضي يحرص من خلال هذا الملتقى على بحث مجالات الاستثمار الرياضي وتعزيز أوجه التعاون مع المؤسسات الرياضية في كوريا الجنوبية، وتعريف الجانب الكوري بتطورات المشهد الرياضي في إمارة أبوظبي التي باتت أحد أهم مدن العالم في استضافة الفعاليات الرياضية العالمية الكبرى تجسيداً لرؤيتنا / أبوظبي عاصمة عالمية للرياضة.. ممارسة.. منافسة.. استضافة / إلى جانب رسالة المجلس لخلق بيئة رياضية تساهم في التوعية بأهمية الرياضة، وتوفير البرامج والفعاليات لممارستها بين أفراد المجتمع، وتطبيق أفضل النظم العالمية المؤهلة للتنافس الرياضي باحترافية على المستويين المحلي والدولي".
من جانبها، شاركت شركة مبادلة للاستثمار في فعاليات ملتقى أبوظبي للاستثمار في كوريا الجنوبية حيث أكد ممثلوها أن "مبادلة" تستثمر 15 مليار دولار أمريكي في صندوق "سوفت بنك فيجن"، وهو منصة استثمارية تركز على الاستثمار في شركات التكنولوجيا والابتكار إلى جانب مجموعة من كبار المستثمرين، كما تسهم "مبادلة" بنسبة 21% في شركة "كوزمو أويل"، وهي إحدى شركات الطاقة الرائدة في اليابان.
وترتبط "مبادلة" بشراكة مع مركز "ووريدول للعمود الفقري"، أحد مرافق الرعاية الصحية الرائدة في جمهورية كوريا وذلك انطلاقا من نهجها الاستثماري القائم على بناء شراكات استراتيجية مع الشركات العالمية، والحرص على مراجعة محفظتها الاستثمارية بصورة مستمرة بهدف تحقيق هدفها الرئيس المتمثل في توفير عوائد استثمارية مستدامة بالتركيز على الاستثمارات الدولية والتوسع في قطاعات جديدة مثل التكنولوجيا.
وتأتي مشاركة مبادلة للاستثمار في اليابان وكوريا الجنوبية مع الجهات الحكومية وشبه الحكومية وشركات القطاع الخاص بإمارة أبوظبي ضمن برنامج جذب الاستثمار الأجنبي المباشر الذي ينفذه مكتب أبوظبي للاستثمار تماشيا مع أهدافها في توظيف استثماراتها مع تطبيق كامل لمعايير النزاهة والابتكار، بهدف المساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي لإمارة أبوظبي على المدى البعيد حيث تعد كل من اليابان وكوريا الجنوبية أسواقاً استراتيجية لأبوظبي ولدولة الإمارات.