"موانئ أبوظبي" تدشن محطة العقبة للسفن السياحية
افتتح الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيّان، سفير دولة الإمارات لدى الأردن، المحطة الأولى والوحيدة للسفن السياحية في العقبة اليوم.
تزامن ذلك مع وصول السفينة السياحية " إم إس سي سبلينديدا MSC Splendida " التي تحمل على متنها أكثر من 2,000 زائر إلى الأردن.
وجاء ذلك تحت رعاية دولة الدكتور بشر الخصاونة رئيس الوزراء الأردني، وسط حضور توفيق كريشان، نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية الأردني.
محطة العقبة للسفن السياحية الجديدة
وتُعدّ محطة العقبة للسفن السياحية الجديدة المشروع الأول الذي تم تدشينه من بين خمسة مشاريع استراتيجية ضخمة مرتقبة بين مجموعة موانئ أبوظبي؛ المحرك العالمي الرائد للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية في المنطقة، وشركة تطوير العقبة لتعزيز قطاعات السياحة والخدمات اللوجستية والنقل في المدينة الساحلية.
وتتكون محطة العقبة للسفن السياحية من رصيف بحري يمتد على طول 700 متر، وقاعة للمسافرين والأمتعة، ومساحات تجارية داخلية، وخدمة الإنترنت المجانية، ومصليات، ومكاتب. وتُعدّ المنشأة فائقة الحداثة أيضًا محطة واحدة للعديد من الجهات المعنية الحكومية التي تعمل على تقديم الخدمات لقطاع الرحلات البحرية، وتحسين العمليات والإجراءات والخدمات، وجعلها وجهة جاذبة لخطوط السفن السياحية الدولية، بما يسهم في زيادة حركة السفن وعدد المسافرين، وبالتالي تعزيز الاقتصاد بشكل عام.
وتوفر محطة العقبة للسفن السياحية – التي تُعدّ أنموذجًا يحتذى به للشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص - تجربة سفر استثنائية؛ حيث ترسّخ مكانة الأردن بوصفه وجهة محورية للمسافرين بغرض الترفيه، وتعكس الازدهار الاقتصادي.
وستسهم المحطة التي تُعدّ مشروعًا فريدًا من نوعه في المملكة في تنويع خيارات الدخول المتاحة للمسافرين القادمين إلى الأردن، كما ستكون جزءًا لا يتجزأ من مرسى زايد الذي تطوّره مجموعة موانئ أبوظبي، وهو مشروع ضخم متعدد الاستخدامات للواجهة البحرية يضم مساحات سكنية وتجارية، ومرافق للمأكولات والمشروبات، ومكاتب، وفنادق، ومناطق ترفيهية مصممة لتعزيز مكانة العقبة بوصفها مركزًا إقليميًا للسياحة والأعمال.
وبالإضافة إلى محطة العقبة للسفن السياحية، ثمة أربع اتفاقيات استراتيجية مرتقبة بين مجموعة موانئ أبوظبي وشركة تطوير العقبة بخصوص منطقة مرسى زايد، واتفاقية مقطع آيلة الرامية لتطوير وتشغيل نظام متطوّر لمنظومة الموانئ، وميناء العقبة متعدد الأغراض، وتطوير وإدارة وتشغيل مطار الملك حسين الدولي، والتي ستُساعد جميعها في ترسيخ مكانة العقبة بوصفها وُجهة إقليمية رئيسية، ومُحفّزًا لجذب الاستثمارات والتطوّر الاقتصادي.
وفي إطار الاتفاقية مع شركة تطوير العقبة، ستعمل مجموعة موانئ أبوظبي على تطوير وإدارة وتشغيل محطة العقبة للسفن السياحية التي تتميز بمستواها العالمي، وهي مخصّصة للمسافرين على متن السفن السياحية الدولية الذين يتطلعون إلى زيارة الأردن، وتحديدًا العقبة والبترا ووادي رم.
ومن المقرر أن ترسو أكثر من 50 سفينة في محطة العقبة للسفن السياحية خلال الأشهر الأربعة المقبلة، حاملةً على متنها عشرات الآلاف من الزوّار إلى الوجهة الشهيرة بأجوائها الدافئة والمشمسة في فصل الشتاء.
شراكة استراتيجية بين دولة الإمارات والأردن
وقام الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيّان؛ وتوفيق كريشان بجولة، استمعا خلالها من الكابتن محمد جمعة الشامسي؛ العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي، إلى شرح حول وسائل الراحة والخدمات المتنوعة التي توفرها المحطة لتلبية احتياجات السيّاح الدوليين الزائرين للمملكة وتطلعاتهم.
وقال الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان إن تدشين محطة السفن السياحية في مدينة العقبة إحدى ثمار التعاون والشراكة الإستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية.
وأضاف خلال كلمته في حفل الافتتاح أن البلدين يرتبطان بعلاقات استراتيجية راسخة ومتجذرة عبر التاريخ، ووصلت اليوم إلى مستويات متقدمة من التنسيق في جميع المجالات، بفضل ما يمثله البلدان من نموذج للتعاون المشترك وصوت للحكمة والاعتدال والسلام والتعايش والتسامح في المنطقة والعالم.
وقال إن دولة الإمارات تعد شريكًا استراتيجيًا هامًا للأردن على كافة الأصعدة، وحريصة على تطوير التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين إلى مستويات أعلى، والبناء على الشراكات القائمة في العديد من المجالات، حيث بلغ حجم التبادل التجاري نحو 3 مليارات دولار العام الماضي، فضلًا عن أن حجم الاستثمارات الإماراتية في المملكة تجاوزت قيمتها 17 مليار دولار.
الإمارات.. كيف حولت تحديات تغير المناخ لفرص تنموية مبتكرة؟
وأكد على متانة العلاقات الإماراتية الأردنية التي ترسخت بفضل رؤية واهتمام قيادة البلدين، وتعد بمثابة شراكة استراتيجية متطورة ومتنامية في مختلف المجالات الحيوية.
وتقدّم بالشكر إلى المملكة الأردنية الهاشمية قيادةً وحكومةً وشعباً، على التعاون والتنسيق المستمر مع جميع المؤسسات الأردنية والتي تعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.
من جانبه، قال فلاح محمد الأحبابي، رئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ أبوظبي: "يعكس افتتاح محطة العقبة للسفن السياحية، علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين ويساهم في الارتقاء بها إلى آفاق جديدة. وبوصفها المحطة الأولى والفريدة من نوعها في البلاد، لن تكتفي محطة العقبة للسفن السياحية بتوفير فرصة غير مسبوقة للاستفادة من قطاع الرحلات البحرية سريع النمو، وإنّما أيضًا ستتيح لنا مشاركة خبراتنا الواسعة في تشغيل محطات السفن السياحية المتطورة، فضلاً عن دورها في دعم خطط موانئ أبوظبي للتوسع العالمي عبر توظيف الموقع الاستراتيجي لمنطقة العقبة وإمكاناتها الواعدة كمركز إقليمي ضمن منطقة البحر الأحمر".
من جهته، قال نايف الفايز، رئيس مجلس مفوّضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، ورئيس شركة تطوير العقبة: "نلتزم في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة على الدوام بتحويل مدينة العقبة إلى وجهة استثمارية وتجارية وسياحية تنافسية تطل على البحر الأحمر، كما يتماشى افتتاح محطة العقبة للسفن السياحية اليوم مع هذه المساعي. كل الشكر والتقدير لشركائنا في مجموعة موانئ أبوظبي على إيمانهم بالإمكانيات الهائلة للعقبة ومشاركة جهودنا المستمرة لتحفيز النشاط الاقتصادي المستدام وتعزيزه في واحدة من أكثر بوابات الأردن أهمية".
بدوره، قال الكابتن محمد جمعة الشامسي؛ العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي: "نتقدّم بخالص الشكر إلى توفيق كريشان؛ نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية، على تمثيله دولة رئيس الوزراء في افتتاح محطة العقبة للسفن السياحية، التي تسعى إلى تعزيز تجربة السفر في العقبة والاستفادة من موقع المدينة الرئيسي وإمكانيات النمو فيه لجذب عشرات الآلاف من الزوّار الدوليين لاستكشاف أشهر المعالم السياحية في الأردن، بما يسهم في إضافة قيمة اقتصادية إلى المدينة الساحلية وترسيخ مكانتها بوصفها وجهة مفضلة في منطقة المشرق العربي. نشكر شركاءنا، وبالتحديد شركة تطوير العقبة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، اللتيْن تُعدّ شراكتهما أساسية لتعزيز مكانة العقبة بوصفها مركزًا رائدًا للسياحة والتجارة".
وفي حديثه، قال عطوفة حسين الصفدي، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة: "تُعدّ هذه الشراكة الاستراتيجية خير دليل على التعاون الراسخ بين الأردن ودولة الإمارات، مما يرسّخ مكانة العقبة بوصفها وجهة رئيسية في الساحة العالمية، ويساعد في توطيد الخطط الوطنية ودفع الازدهار الاقتصادي. ولا يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل سيسهم التحول الرقمي اللاحق الناتج عن هذه الشراكة أيضًا في بناء منظومة جديدة تعزّز مرونة القطاع البحري في العقبة بشكل كبير".