العالم والوقود الأحفوري.. نظرة على تجربة الإمارات النظيفة
تتبنى دولة الإمارات رؤية طموحة لقطاع الطاقة، باعتباره يمثل أهم مرتكزات استدامة النمو في البلاد خلال السنوات المقبلة.
وتدرك دولة الإمارات الأهمية الكبرى لمردود الطاقة الكبير على باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى، خاصة أن الخطط التطويرية لهذا القطاع، وهي التي تعبر عنها استراتيجية دولة الإمارات للطاقة 2050، تستجيب في جوهرها لمتطلبات مرحلة اقتصاد ما بعد النفط.
ولم يمنع وصول دولة الإمارات إلى المرتبة الخامسة عالميا كأكبر دولة تملك احتياطيا نفطيا مؤكدا بـ107 مليارات برميل، من تنويع مصادر الطاقة لديها.
باقة متنوعة من مصادر الطاقة النظيفة
ودولة الإمارات اليوم، التي تعد حاليا ثالث أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك، بمتوسط إنتاج 3.5 مليون برميل يوميا في الظروف الطبيعية، تملك أكثر من 4 مصادر غير أحفورية لتوليد الطاقة الكهربائية بعيدا عن النفط والغاز والفحم.
وتتنوع مصادر الطاقة الحالية والمستقبلية حتى 2050 بين النفط والغاز والطاقة المتجددة كالشمس والرياح والكهرومائية، إضافة إلى الطاقة الجديدة النووية، عبر محطة براكة التي تعدّ من الأكبر في العالم.
تضم براكة 4 مفاعلات من الطراز المتقدم إيه آر بي 1400، توفر عند التشغيل بالكامل 5600 ميغاواط من الكهرباء النظيفة، وهو ما سيغطي 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء، وتحدّ من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويا.
وأصبحت محطات براكة أكبر مصدر لكهرباء الحمل الأساسي الصديقة للبيئة في دولة الإمارات، والقادرة على توفير إمدادات ثابتة وموثوقة ومستدامة من الطاقة على مدار الساعة.
واحتفت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بمرور 10 سنوات على بدء تشييد أولى محطات الطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي.
طاقة متجددة
وتعد دولة الإمارات مصدرا للطاقة الشمسية بوجود أكثر من 3 محطات طاقة شمسية، آخرها ما أعلنته شركة مياه وكهرباء الإمارات في يونيو/حزيران 2019، عن افتتاحها محطة "نور أبوظبي"، أكبر محطة مستقلة للطاقة الشمسية في العالم بطاقة إنتاجية قدرها 1177 ميجاوات.
وسيمكن المشروع العاصمة أبوظبي من زيادة إنتاج الطاقة المتجددة، فضلا عن الحد من استخدام الغاز الطبيعي في عمليات توليد الكهرباء، ما سيحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العاصمة بمقدار مليون طن متري سنوياً، أي ما يعادل إزالة 200 ألف سيارة من على الطرقات.
بينما في 2013، قامت شركة مصدر ببناء أول توربين يعمل بالرياح لتوليد الكهرباء في جزيرة صير بني ياس، التي تقع على بعد 250 كيلومتراً جنوب غربي أبوظبي، وتتمتع المحطة بسعة إنتاجية تبلغ 850 كيلووات من الطاقة في الساعة الواحدة.
والعام الجاري بدأت إمارة الشارقة بتشغيل مشروع لإنتاج الطاقة من النفايات، عبر معالجة أكثر من 37.5 طن من النفايات البلدية الصلبة بالساعة لتوليد طاقة كهربائية مستدامة، وتوليد 30 ميجاوات من الطاقة التي تكفي لتلبية احتياجات 28 ألف منزل.
قطاع النفط
وتقود شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركاتها التابعة صناعة النفط والغاز في دولة الإمارات، وسط عمليات توسع خارج البلاد، إذ تعتبر واحدة من أكبر الشركات العالمية المنتجة للنفط الخام والغاز.
وعززت دولة الإمارات في الآونة الأخيرة مكانتها كمركز عالمي لقطاع الطاقة، ليس فقط نتيجة تنوع الشراكات الاستراتيجية مع كبرى الشركات الدولية، وإنما أيضا لأنها تحولت إلى ملتقى لتنظيم واستضافة الفعاليات الكبرى المعنية بمناقشة التطورات والمستجدات في قطاع الطاقة.