من الإمارات إلى الكويت.. 76 قمة خليجية في 44 عاما
تستضيف الكويت، الأحد، قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورتها الـ45، فيما تعد ثامن قمة خليجية تعقد بها.
تأتي تلك القمة بعد أقل من شهرين من عقد أول قمة خليجية أوروبية في بروكسل 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تحت عنوان “الشراكة الاستراتيجية من أجل السلام والازدهار”.
وبتلك القمتين، يرتفع عدد القمم الخليجية إلى 76 منذ أول قمة عقدت بدولة الإمارات العربية المتحدة في مايو/أيار 1981.
وتنعقد الدورة الـ45 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي في ظروف استثنائية على المستويين الإقليمي والدولي؛ وينتظر أن تتناول أبرز الملفات الملحة إقليميا ودوليا، وفي مقدمتها التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، إضافة إلى ملفات أخرى اقتصادية وسياسية وأمنية، فضلا عن الموضوع الأبرز وهو تعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون وزيادة التنسيق بينها، وبلورة رؤية خليجية موحدة تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
أهمية خاصة
وتحمل تلك القمة أهمية خاصة، كونها أول قمة خليجية تستضيفها الكويت في عهد أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى مقاليد الحكم ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتؤمن الكويت بضرورة تكثيف الجهود لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تمكن دول مجلس التعاون من مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتغيرة وتلبي آمال أبناء دول المجلس وتعظم المنافع الاستراتيجية والاقتصادية المشتركة للدول الأعضاء.
ويرتقب أن تعطي هذه القمة دفعة قوية لمسيرة عمل مجلس التعاون الخليجي؛ وذلك انطلاقا من حرص دولة الكويت في تعزيز التضامن الخليجي والحفاظ على وحدة وتماسك البيت الخليجي، كونه منظومة قوية ومتكاملة لا غنى عنها، في مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة.
أيضا تعد تلك القمة هي أول قمة خليجية يتم عقدها بعد الإعلان عن فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وهنأ قادة دول الخليج الست ترامب بفوزه برئاسة الولايات المتحدة، مشيدين بالشراكة الاستراتيجية التي تربط دولهم بأمريكا، معربين عن تطلعهم لتعزيز العلاقات خلال فترة ولايته الرئاسية.
وخلال ولايته الرئاسية الأولى في 2017-2021، عقدت في الرياض في 21 مايو/أيار 2017، قمة خليجية أمريكية، وعقدت بناء على دعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وشارك فيها قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وترامب.
كما تأتي القمة بعد أيام من إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، ودخوله حيز التنفيذ الأربعاء، وسط تطلعات أن يؤدي الاتفاق والالتزام به إلى وقف دائم لإطلاق النار، وأن يتم التوصل إلى اتفاق مماثل لوقف النار في غزة.
وتدعم دول الخليج لبنان وسيادته ووحدة أراضيه واستعادة مكانته العربية والإقليمية والدولية، فيما تكثف جهودها للعمل من أجل منع اتساع الصراع في منطقة الشرق الأوسط وتجنيبها تبعات أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها إضافة إلى العمل على إيجاد مسار للسلام العادل والشامل والدائم الذي يقوم على أساس "حل الدولتين" ويضمن تحقيق الاستقرار والأمن للجميع.
وتبذل دول الخليج جهودا مشتركة لإغاثة غزة، ودعم جهود وقف دائم لإطلاق النار، والدفع بحل مستدام للقضية الفلسطينية عبر حل الدولتين.
القمم الخليجية في أرقام
وبعقد القمة الخليجية الـ45، ترتفع عدد القمم الخليجية إلى 76 قمة منذ أول قمة خليجية عقدت في العاصمة الإماراتية أبوظبي في مايو/أيار 1981.
وشهدت مسيرة القمم الخليجية منذ تأسيسها 76 قمة، مع احتساب قمة اليوم، هي عبارة عن 45 قمة اعتيادية، و18 قمة تشاورية، و4 قمم استثنائية؛ إحداها قمة خليجية أمريكية، و3 قمم خليجية أمريكية، إضافة إلى قمة خليجية مغربية بالرياض، وقمة خليجية بريطانية بالمنامة، وقمة خليجية صينية، فضلا عن أول قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى، وأول قمة خليجية مع رابطة دول الآسيان، وأول قمة خليجية أوروبية.
ومن بين 45 قمة اعتيادية تم عقدها، عٌقدت 12 قمة في السعودية، و8 في الكويت و7 في البحرين و6 في دولة الإمارات، و7 في قطر و5 في سلطنة عمان.
ولعل أبرز تلك القمم هي أول قمة خليجية والتي عقدت في أبوظبي في مايو/أيار 1981، بدعوة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واتفق خلالها قادة دول الخليج رسميا على إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية.