اختتمت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى دولة الكويت الأحد الماضي.
وبحث رئيس دولة الإمارات مع الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة خلال الزيارة العلاقات الأخوية التاريخية التي امتدت عبر عقود طويلة من التفاهم المشترك وجوانب التعاون المختلفة في الاقتصاد والتجارة والاستثمار وغيرها.
وحرص الزعيمان على مواصلة العلاقات الأخوية القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون في مختلف المجالات وأهمية دفع العمل الخليجي المشترك وحرصهما على تعزيز منظومة العمل الخليجي المشترك مما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة ويعزز من استقرار منطقة الخليج وازدهارها.
كما ناقش الزعيمان تطورات المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وبالأخص ما تشهده منطقة الشرق الأوسط اليوم من تطورات في قطاع غزة ولبنان، داعيين إلى وقف إطلاق النار وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين وفق قواعد القانون الدولي الإنساني وضرورة تكثيف العمل من أجل منع اتساع الصراع وامتداده في منطقة الشرق الأوسط وتجنيبه تبعات لأزمات أخرى جديدة قد تهدد أمنه واستقراره، والعمل الجاد لإيجاد مسار السلام والعمل.
وفي ختام الزيارة قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن العلاقات الإماراتية الكويتية أخوية راسخة وتجمعنا روابط القربى والتاريخ والجوار والقيم والمصالح المشتركة.
من جانبه أكد أمير دولة الكويت ذلك قائلا إن زيارة رئيس دولة الإمارات إلى الكويت تعد محطة جديدة لتوثيق العلاقات التاريخية التي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع حكام دولة الكويت السابقين رحمهم الله جميعاً، وتأصيل للروابط التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين.
وتجمع البلدين روابط قوية قائمة على القيم المشتركة، والعادات والتقاليد، بالإضافة إلى وحدة الهدف في الكثير من القضايا الإقليمية، كما شهدت العلاقات بين الدولتين تطوراً على مدى العقود الماضية وتعاونا في مجالات اقتصادية واستثمارية مختلفة، فالإمارات والكويت هما جزء من المنظومة الخليجية التي تجمعها روابط تاريخية وثقافية واجتماعية. وقد كانت العلاقات بين العائلات الحاكمة في الدولتين متينة منذ القدم.
وتتميز العلاقات الإماراتية الكويتية إنها علاقة قديمة تعود لأكثر من ستة عقود بفضل السياسة الحكيمة التي كان يتبعها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –طيب الله ثراه- في تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين لا سيما أن الدولتين عضوان في مجلس التعاون لدول الخليج العربية منذ تأسيسه في عام 1981. ويعملان بشكل متكامل في مجالات السياسة الخارجية، الدفاع، والأمن. وهناك تشاور مستمر بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية، خاصة فيما يتعلق بالأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي.
وترتبط الإمارات والكويت بعلاقات اقتصادية وتجارية قوية. فالإمارات هي واحدة من أكبر الشركاء التجاريين للكويت في المنطقة، وتستثمر الكويت في العديد من القطاعات الاقتصادية في الإمارات، بما في ذلك العقارات، السياحة، والخدمات المالية، وهناك تعاون واضح في مجال الطاقة، خاصة في قطاع النفط والغاز، حيث أن الدولتين تعدان من أبرز الدول المنتجة للنفط في العالم، كما أن هناك مجالات مهمة برز فيها التعاون منها التعليم والصحة، حيث يدرس العديد من الطلاب الكويتيين في الجامعات الإماراتية، كما أن هناك تعاوناً بين المؤسسات الصحية في البلدين، وكما تتشاركان في العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، بما يعزز التبادل الثقافي بين شعبيهما.
التعاون بين الدولتين من خلال مشاركتهم في تدريبات ومناورات عسكرية مشتركة. وتعملان معًا للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، خاصة في مواجهة التحديات الأمنية مثل الإرهاب.
كما تتقاسم البلدان رؤية مشتركة للسلام والاستقرار في المنطقة وتسعيان لمحاولة إيجاد حلول دبلوماسية لحل النزاعات الإقليمية والحفاظ على موقف يتماشى مع القوانين الدولية، دائمًا ما تقفان جنبًا إلى جنب في الأزمات الإنسانية والسياسية على سبيل المثال خلال أزمة الغزو العراقي للكويت في عام 1990، كانت الإمارات من أوائل الدول التي دعمت الكويت واستضافت العديد من العائلات الكويتية.
ولا يقتصر التعاون بين البلدين على الجانب السياسي والاقتصادي بل هناك زخم مماثل في التعاون الثقافي والذي يعود إلى الخمسينيات من القرن، تعتبر العلاقات الإماراتية الكويتية نموذجا للعلاقات الأخوية بين الدول العربية، حيث أبرمت البلدان الكثير من اتفاقيات التعاون الثنائية في مجال التعاون المشترك فيما يصب في مصلحة الجميع وتحقيق تطلعات الشعوب نحو التقدم والازدهار سواء في مجلس التعاون الخليجي أو على المستوى العربي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة