تتمتع الإمارات وأذربيجان بعلاقات ثنائية قوية ومتنامية، تمتد عبر مجموعة متنوعة من المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية.
وعلى الرغم من اختلاف التاريخ والجغرافيا بين البلدين، فإن هناك العديد من العوامل التي ساهمت في تعزيز هذه العلاقات، حيث يُعتبر كلا البلدين من اللاعبين الرئيسيين في مناطقهما الجغرافية. الإمارات العربية المتحدة تمثل قوة اقتصادية وسياسية في منطقة الخليج العربي، بينما تعد أذربيجان دولة محورية في منطقة القوقاز، بفضل موقعها الاستراتيجي وثرواتها الطبيعية.
لقد شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1992، بعد استقلال أذربيجان عن الاتحاد السوفياتي. منذ ذلك الحين، عملت الدولتان على تعزيز الشراكة السياسية من خلال تبادل الزيارات الرسمية على أعلى المستويات، وكانت لديهما رؤية مشتركة حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، حيث يركز البلدان على تعزيز الاستقرار والسلام في مناطقهما. كما أن هناك تعاونًا وثيقًا في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وحركة عدم الانحياز، حيث تدعم الدولتان بعضهما البعض في المحافل الدولية.
تعتبر الإمارات من أكبر الشركاء التجاريين لأذربيجان في منطقة الخليج، حيث شهدت التجارة بين البلدين نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. وتتمثل الصادرات الأذربيجانية إلى الإمارات بشكل رئيسي في النفط والغاز والمنتجات الزراعية، بينما تصدر الإمارات إلى أذربيجان مجموعة متنوعة من السلع مثل الإلكترونيات، والمنتجات الاستهلاكية، والخدمات المالية.
وتعد الإمارات مركزًا ماليًا وتجاريًا عالميًا، مما يجعلها وجهة جذابة للشركات الأذربيجانية التي تسعى إلى توسيع نطاق أعمالها في الأسواق العالمية. في المقابل، ترى الشركات الإماراتية في أذربيجان بيئة استثمارية واعدة، خاصة في قطاعات الطاقة، البنية التحتية، والسياحة.
تعتبر أذربيجان واحدة من الدول الغنية بالموارد الطبيعية، خاصة النفط والغاز، والإمارات من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة. ومن هنا، تعمل الدولتان على تعزيز التعاون في هذا المجال من خلال تبادل الخبرات والتكنولوجيا. كما أن هناك اهتمامًا متزايدًا من قبل الشركات الإماراتية بالاستثمار في قطاع الطاقة الأذربيجاني، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والنفط والغاز.
تعد أذربيجان وجهة سياحية مفضلة لدى العديد من مواطني الإمارات، وذلك بفضل جمال طبيعتها، وتنوع ثقافتها، وتاريخها العريق. في المقابل، الإمارات تعتبر وجهة سياحية رئيسية للأذربيجانيين لذلك عملت الدولتان على تسهيل إجراءات السفر من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات المتعلقة بتأشيرات الدخول، وتعزيز الربط الجوي بين البلدين.
في إطار رؤية الإمارات 2021 ورؤية أذربيجان 2020، سعى البلدان إلى تعزيز التعاون في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، حيث الإمارات تعتبر من الدول الرائدة في مجال الابتكار والتحول الرقمي، وتسعى إلى تبادل خبراتها مع أذربيجان في هذا المجال، حيث تعمل أذربيجان على تطوير بنيتها التحتية الرقمية وتعزيز قطاع التكنولوجيا، مما يجعلها شريكًا مثاليًا للإمارات في هذا المجال.
هناك العديد من الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين لتعزيز التعاون في مجالات الابتكار والتكنولوجيا. على سبيل المثال، توقيع اتفاقيات تعاون بين الشركات الإماراتية والأذربيجانية في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتقنيات المعلومات، والابتكار في مجال الطاقة المتجددة.
في السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا في إطار الدبلوماسية الاقتصادية والسياسية. وتسعى الإمارات إلى تعزيز علاقاتها مع أذربيجان كجزء من استراتيجيتها لتعزيز التعاون مع دول آسيا الوسطى والقوقاز، في حين أن أذربيجان ترى في الإمارات شريكًا استراتيجيًا يمكنها من خلاله توسيع نطاق علاقاتها في منطقة الخليج العربي
إن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لأذربيجان في الوقت الحالي للمشاركة في أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP29 تأتي في إطار تعزيز العمل المناخي الدولي حيث التقى على هامش زيارته عددا من رؤساء الدول وتم تبادل الأحاديث حول تعزيز العلاقات الودية بين دولة الإمارات ودولهم ودفع هذه العلاقات إلى الأمام لما فيه الخير والنماء للجميع.
كما استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وتناول اللقاء الدور المهم الذي تقوم به المؤسسات الدينية في تعزيز الوعي بخطورة التغير المناخي وأهمية الحفاظ على البيئة ودفع العمل المناخي لمصلحة البشرية وكوكب الأرض كما وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تقديره للدور الحضاري الذي يقوم به الأزهر في نشر ثقافة التعايش وتعزيز مفهوم الحوار على المستوى العالمي، كما شكر شيخ الأزهر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على الدعم الذي تقدمه الإمارات إلى الأزهر والدور الذي تقوم به في اتباع نهج الإنسانية في العالم بأكمله.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة