متحف المستقبل خلال 6 أشهر.. 10 آلاف رحلة للفضاء وزوار 136 دولة يسافرون لعام 2071
"متحف المستقبل رسالة أمل.. وأداة تغيير.. ومنصة علمية عالمية.. وآلية مؤسسية متكاملة لاستشراف مستقبل أفضل لنا جميعاً.. متحف المستقبل هو ترجمة للخيال الإنساني.. وتجسيد للإرادة الإماراتية التي تواصل التفوق على نفسها".
بتلك الكلمات افتتح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "متحف المستقبل"، أجمل مبنى على وجه الأرض في 22/2/2022، ليكون أكبر منصة علمية وفكرية في المنطقة لاستشراف المستقبل وتصميمه والمساهمة في رصد الاتجاهات المستقبلة وتصميم حلول مبتكرة بأدوات جديدة للتحديات الراهنة والمستقبلية.
واليوم، وبعد نحو 6 أشهر من افتتاحه، حقق "متحف المستقبل" إنجازات تجسد على أرض الواقع رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تستعرضها "العين الإخبارية" في السطور التالية:
السفر للمستقبل.. زوار 136 دولة
خلال 6 شهور فقط، استقبل المتحف زوار من 136 جنسية، سافر بهم نحو 50 عاما إلى المستقبل من خلال عدة أجنحة وأقسام يضمها.
وحتى يحقق أهدافه لم تكن الرحلة إلى المستقبل مجرد رحلة ترفيهية في عالم من الخيال، فقد حرص المتحف على أن يعيش زواره في رحلتهم إلى المستقبل تجارب جديدة ويتعرفوا على معلومات جديدة، ليستفيدوا من تلك المعلومات والتجارب في حاضرهم، ويعودوا وهدفهم تطوير الحاضر بما يصب في صالح تنمية وازدهار البشرية جميعا عبر تطوير مستوى تطلعاتهم وسمو أحلامهم وأهدافهم.
زوار من 136 جنسية بينهم مشاهير وقادة ومسؤولين وقادة رأي ومخترعين ومبتكرين ليثبت "متحف المستقبل" أن دبي تعتبر وجهة مثالية لتوحيد الجهود العالمية في تصميم مستقبل أفضل للإنسانية.
زوار من 136 دولة دعاهم المتحف إلى تخيّل المستقبل وتصميمه وتنفيذه، قبل أن يشاركوا في رحلة لاستكشاف آفاق مستقبلية جديدة ويعود إلى الحاضر مزودين بالأمل والمعرفة.
الدعوة لتخيل المستقبل وجهت للأطفال أيضا حيث يضم المتحف جناح "أبطال المستقبل"، وهو مساحة مصممة للأطفال دون سن العاشرة تهدف إلى تشجيع النشء على التوصل إلى اكتشافات جديدة عن أنفسهم والعالم من حولهم عبر مجموعة من الأنشطة الترفيهية الهادفة والتي تركز على مهارات تعزز الاستعداد للمستقبل هي الفضول والإبداع والثقة والتواصل والتعاون.
10 آلاف رحلة للفضاء
خلال 6 أشهر فقط، أطلق متحف المستقبل 10 آلاف رحلة للفضاء، عاش فيها الزوار محاكاة لتجربة الانطلاق إلى محطة الفضاء المدارية "أمل" والتي تم تصميمها على نحو يحاكي موطناً للإنسانية في الفضاء.
وتأخذ المحطة زوار المتحف في رحلة افتراضية إلى الفضاء الخارجي، يكتشفون خلالها مختلف المهمات والأبحاث التي يتمّ تنفيذها على متن المحطة، وعند إنجاز المهمة بنجاح، يغادر الزوّار الفضاء عائدين إلى الأرض ليكتشفوا صورة متخيلة لما ستصبح دبي والعالم عليه في العام 2071 مع الجهود المبذولة لاستعادة صحة النظام الطبيعي واستدامة موارد الكوكب.
70 فعالية لتصميم المستقبل
منذ افتتاحه استضاف متحف المستقبل نحو 70 فعالية متنوعة وفريدة على طريق تحقيق هدفه بأن يكون مركزاً علمياً وفكرياً من نوع جديد، وأكبر منصة في المنطقة لدراسة المستقبل واستشرافه وتصميمه، ضمن رؤية مُعمَّقة تسعى إلى حشد العقول والباحثين والعلماء والخبرات والطاقات الفكرية والإبداعية في المنطقة والعالم، وبناء شبكة من الشراكات مع كبريات المؤسسات والمراكز العلمية والبحثية في العالم والعمل على خلق نقاشات معمَّقة حول التغيرات والاتجاهات المستقبلية، في شتى القطاعات التنموية والاقتصادية والعلمية والمجتمعية والإنسانية.
ويوفر المتحف منصة تثقيفية تتمثل في سلسلة "حوارات المستقبل" التي تستضيف نخبة العقول العلمية العالمية، بهدف تسليط الضوء على القضايا الملحة التي تواجهها البشرية، وفي مقدمتها قضايا البيئة والاستدامة، وتعزيز الحوار والتفاعل الذي من شأنه أن يساهم في تقديم حلول أفضل للمستقبل.
وإضافة للفعاليات التي تم استضافتها، هناك الكثير من الفعاليات المهمة يرتقب تنظيمها في المتحف خلال الفترة القادمة، من أبرزها "منتدى دبي للمستقبل"، خلال الفترة من 10 إلى 12 أكتوبر 2022، الذي يشارك به أكثر من 400 خبير عالمي في مجال تصميم المستقبل و45 منظمة ومؤسسة دولية عبر أكثر من 30 جلسة، تهدف إلى تسليط الضوء على أبرز القطاعات والتحديات الحالية والمقبلة والفرص الواعدة لتصميم مستقبل أفضل للبشرية.
كذلك سيستضيف المتحف خلال الفترة من 28 إلى 29 سبتمبر "ملتقى دبي للميتافيرس"، الحدث العالمي الذي يجمع في دبي نخبة الخبراء من المنطقة والعالم لاستشراف مستقبل هذا القطاع وتأثيره على البشرية، وسبل أنسنة إمكاناته، والأساليب الأمثل للاستفادة منه في القطاعات الاستراتيجية للدول والحكومات والشركات في ظل التقديرات العالمية بأن تصل قيمة قطاع الميتافيرس ما بين 10 إلى 30 تريليون دولار في غضون 15 عاماً.
20 ألف كوب قهوة روبوتية
حتى الترفيه خلال زيارة "متحف المستقبل" مختلفا، فأثناء وجود الزوار في المتحف، يمكنهم خوض تجربة لا تضاهى بتناول فنجان قهوة يقدمه روبوت يتواجد في بهو المتحف، ومنذ افتتاحه قدم المتحف لزواره 20 ألف كوب قهوة تم تحضيرها وتقديمها من قبل يد روبوتية.
100 ألف منتج تذكاري
واقتنى الزوار 100 ألف منتج تذكاري مستوحى من تجارب المتحف ومن المبنى الفني الذي يوصف بأنه قطعة فنية عصرية لا تضاهى.
سابق عصره
ويعدّ متحف المستقبل معلًماً حضارياً استثنائياً، يشكل إضافة نوعيةً لأهم المعالم والأيقونات العالمية، كما يعتبر تحفة معمارية لا نظير لها بفضل تصميمه الهندسي ذي الطابع الريادي السابق عصره، ليصوغ من الآن مفهوم عمارة المستقبل ويصنع إرثها، وليليق تصميمه بما يمثله وما يجسده من قيمة علمية ومعرفية وفكرية، وبما يعكس دوره كمنصة تجمع أهم وأبرز العقول والخبرات ومستشرفي المستقبل للاستعداد لبيئة المستقبل والمساهمة في رصد أهم التطورات والتحديات والمعضلات التي ستواجه البشرية في الخمسين سنة المقبلة، وإيجاد حلول غير تقليدية لها.
كما يعد المتحف حاضنة للنوابغ والمواهب من العلماء والمفكرين والباحثين وأكبر مختبر من نوعه للأفكار والتصورات الجريئة، لتنطلق منه المبادرات والمشاريع العلمية والمعرفية للمساهمة في تسريع التطور العلمي في شتى المجالات.
من منظور معماري، يشكل المتحف أعجوبة هندسية، فهو المبنى الأكثر انسيابية في العالم إذ لا توجد في هيكله الخارجي أي زوايا حادة، متجاوزاً كل حدود المألوف في العمارة، مبتكراً أدوات جديدة ومطوراً مقاربات تقنية خلاقة في التصميم والتنفيذ والبناء.
ويستقبل المتحف بمبناه الأيقوني الأجمل في العالم بارتفاع 77 مترا الزوار من مختلف أنحاء الإمارات والعالم للتعرف على اتجاهات المستقبل وأفكار الغد والمساهمة في تصور المستقبل الذي تتطلع إليه البشرية.
وتتزين واجهة المتحف المستقبل بثلاث جمل ملهمة لبناء المستقبل للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تحمل لغة راقية وتعبر عن أهداف ثمينة، وطموحات لا حدود لها، وتلك الجمل هي: (لن نعيشَ مئاتِ السنين، ولكن؛ يمكنُ أن نبدعَ شيئاً يستمر لمئاتِ السنين، المستقبل سيكون لمن يستطيع تخيّله وتصميمَه وتنفيذَه. المستقبلُ لا يُنتظَر، المستقبلُ يمكن تصميمهُ وبِناؤه اليوم، "سرُّ تجدد الحياةِ، وتطوّرِ الحضارةِ، وتقدّمِ البشريّةِ هو في كلمة واحدةٍ؛ الابتكار).
وتم اختيار الخط العربي لتزيين واجهة متحف المستقبل تجسيدا لرؤية المتحف في المساهمة النوعية والفاعلة في استئناف الحضارة العربية، في عصرها الذهبي، التي صدرت علومها ومعارفها للبشرية بلغة الضاد، وفي رسالة واضحة بأن الخط العربي، ليس جزءا من تراثنا فحسب، ولكنه عنصر أساسي لمستقبلنا أيضًا.
ويوظف متحف المستقبل القائم على تلة خضراء فيها أنواع نادرة من نباتات البيئة المحلية التي يتم ريها بطرق مبتكرة، حلولاً مستدامة في البناء والتشغيل والإنارة التي تعكس ضوء الشمس في النهار، بالإضافة إلى الاستفادة من 4,000 ميجاوات من الكهرباء التي يتم إنتاجها بتقنيات تجميع الطاقة الشمسية، من خلال ألواح الطاقة الشمسية المتصلة بالمتحف.
ومع توافر تذاكر الدخول لمتحف المستقبل على موقعه الإلكتروني للزوار من مختلف أنحاء العالم، يمكن للقادمين إليه الوصول إلى مداخله من خلال جسرين؛ يمتد الأول إلى أبراج الإمارات بطول 69 متراً، والثاني يربطه بمحطة مترو أبراج الإمارات بطول 212 متراً.
aXA6IDMuMTQyLjE3Mi4xOTAg
جزيرة ام اند امز