مفاوضو المناخ الأفارقة يجتمعون في نيروبي.. القارة على أعتاب تحول كبير
اجتمع المنسقون الرئيسيون من المجموعة الأفريقية للمفاوضين بشأن تغير المناخ (AGN) في نيروبي للتداول حول القضايا الرئيسية.
شمل الاجتماع أيضا التوقعات لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لتغير المناخ في قمة المناخ الأفريقية الافتتاحية (ACS).
ومن المقرر عقد مؤتمر أفريقيا للمناخ، في الفترة من 4 إلى 6 سبتمبر/أيلول 2023 في نيروبي، والذي تستضيفه كينيا ومفوضية الاتحاد الأفريقي، تحت شعار "النمو الأخضر وتمويل المناخ لأفريقيا والعالم".
ويتمثل هدفها الأساسي في تضخيم صوت أفريقيا العالمي ودمجها بسلاسة في المنتديات الدولية القائمة، بما في ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعمليات مجموعة السبع/مجموعة العشرين، والدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف.
ومن المقرر أن تعقد القمة بالتزامن مع أسبوع المناخ الأفريقي (4-8 سبتمبر 2023)، وهو حدث سنوي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC) يهدف إلى تعزيز الإجراءات المتوافقة مع أهداف وغايات اتفاق باريس.
- "قمة أفريقيا للمناخ".. فرصة لإصلاح ميزان العدالة المناخية
- أفريقيا تعلن موقفها المشترك من مفاوضات COP28 قبل قمة نيروبي
تستضيف الحكومة الكينية أيضا أسبوع تغير المناخ الأفريقي، ACW 2023، تحت عنوان "دفع النمو الأخضر وحلول تمويل المناخ لأفريقيا والعالم"، سيعقد هذا الحدث في الفترة من 4 إلى 8 سبتمبر/أيلول في مركز كينياتا الدولي للمؤتمرات، وسيجذب قادة الحكومات والشركات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني.
وينصب التركيز على استكشاف استراتيجيات للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة مع التكيف مع الآثار المتصاعدة لأزمة المناخ. ومن المتوقع أن يوحد هذا التجمع القادة من أفريقيا وخارجها، إلى جانب شركاء التنمية والمنظمات الحكومية الدولية والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني والنساء والشباب.
والهدف من ذلك هو تصميم وتحفيز الإجراءات والحلول بشكل تعاوني لمعالجة تغير المناخ في أفريقيا. وستعمل المنصة على تسهيل المناقشات حول التفاعل بين تغير المناخ وواقع التنمية في أفريقيا وضرورة زيادة الاستثمار العالمي في العمل المناخي، وخاصة في أفريقيا.
بالإضافة إلى تحديد الموقف الأفريقي المشترك بشأن مختلف مسارات التفاوض المواضيعية المتعلقة بالمناخ، يتداول المنسقون الرئيسيون للمحموعة الأفريقية للمناخ أيضًا بشأن إعلان نيروبي، وهو وثيقة ختامية محورية من المتوقع أن تظهر في ختام القمة.
خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع، أكد رئيس المجموعة الأفريقية للمناخ إفرايم مويبيا شيتيما، الدور الحيوي للمنسقين الرئيسيين على مواصلة لعب دورهم الحاسم كمستشارين فنيين لصانعي السياسات بشأن مشاركة أفريقيا الفعالة في مفاوضات المناخ العالمية فيما يتعلق بحقائق وتطلعات التنمية في القارة".
وفي إطار تكريم هذه المناسبة، أثنت روز مويبازا، مديرة أفريقيا في المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، على المجموعة الأفريقية للمناخ لمساهمتها الطويلة الأمد في مشاركة أفريقيا النشطة في العمليات المناخية.
وشجعت المجموعة على الحفاظ على تركيزها، مؤكدة على الأوقات المثيرة المقبلة بينما تستعد القارة لاستضافة قمة المناخ الأفريقية الافتتاحية. وحثت المفاوضين الفنيين على البقاء ملتزمين بتقديم التوجيه اللازم المتوافق مع احتياجات التنمية في القارة.
فرصة لأفريقيا
أفريقيا، التي كثيرا ما توصف بأنها قارة المستقبل، تقف الآن على أعتاب حقبة تحولية. ومع تميزها بكونها القارة الأحدث سنا والأسرع تحضرا، فمن المتوقع أن يتضاعف عدد سكانها إلى 2.5 مليار نسمة بحلول عام 2050. وتتمتع أفريقيا بإمكانات كبيرة في مجال الطاقة النظيفة، والأراضي الصالحة للزراعة، والمعادن الحيوية، والموارد الطبيعية.
وعلى الرغم من إظهار زخم قوي في دفع النمو الأخضر، فإن القارة تحتاج إلى الاستفادة من هذا الزخم. وينطوي ذلك على تسخير مواردها الهائلة من خلال أجندة نمو أخضر شاملة مع تأمين تمويل المناخ المصمم خصيصًا لتلبية احتياجات أفريقيا لتحقيق طموحاتها في النمو.
وتشير التقديرات إلى أن إمكانات الطاقة المتجددة في أفريقيا ستبلغ 50 ضعف الطلب العالمي المتوقع على الكهرباء بحلول عام 2040. ومع ذلك، لا تشكل الطاقة المتجددة حاليًا سوى 10% من مزيج توليد الكهرباء و20% من إجمالي قدرة توليد الكهرباء المثبتة في أفريقيا.
تعد القارة موطنًا لـ30-40% من معادن العالم، بما في ذلك المعادن المهمة للتحول إلى الطاقة الخضراء والبطاريات، مثل أكثر من 40% من الاحتياطيات العالمية من الكوبالت والمنجنيز والبلاتين. ومع ذلك، حققت أفريقيا تقدما محدودا في مجال الطاقة النظيفة والتنقل.
وعلى نحو مماثل، تمتلك أفريقيا 60% من الأراضي الصالحة للزراعة المتبقية على مستوى العالم. ومن الممكن أن يساهم الاستغلال المستدام لهذا المورد في تحقيق الأمن الغذائي العالمي، ومع ذلك تظل القارة مستوردًا صافيًا للغذاء.
وتهدف القمة إلى تحويل خطاب أفريقيا بشأن تغير المناخ نحو أجندة النمو من خلال الاستفادة من فرص التحول الاقتصادي.
تتألف أجندة النمو الأخضر من خمسة محاور أساسية للنمو: تحول الطاقة والطاقة الجديدة، والمعادن الخضراء والتصنيع، والزراعة المستدامة، واستخدام الأراضي والمياه/المحيطات، والبنية التحتية المستدامة والتوسع الحضري، ورأس المال الطبيعي.
ويتم دعم ذلك من خلال رافعتين حاسمتين شاملتين: التكيف والقدرة على الصمود في مواجهة مخاطر المناخ، وتمويل المناخ وأرصدة الكربون.
ومن المتوقع أن يحضر القمة رؤساء الدول الأفريقية وقيادة الأمم المتحدة ورؤساء وحكومات من مختلف أنحاء العالم. تستعد كينيا، بهدفها الطموح المتمثل في تحقيق طاقة نظيفة بنسبة 100% بحلول عام 2030، لتسليط الضوء على الدور الأساسي لمصادر الطاقة المتجددة في مسار النمو الأخضر في أفريقيا.
وتسعى قمة المناخ الأفريقية، التي تدور موضوعها حول فرص النمو الأخضر والتنمية المستدامة، إلى سد الفجوات الناشئة عن خطة تنفيذ شرم الشيخ ويشمل ذلك تعزيز الثقة داخل المجتمع العالمي وتحقيق نتائج ملموسة.
علاوة على ذلك، توفر القمة منصة لمعالجة التقاء تغير المناخ وتنمية أفريقيا وضرورة زيادة الاستثمار العالمي في العمل المناخي، وخاصة في أفريقيا.
كما أنه يمثل فرصة لأفريقيا لتعزيز موقفها الموحد بشأن تغير المناخ والتنمية المستدامة مع حشد الدعم لتنفيذ البرامج والسياسات القارية، بما في ذلك استراتيجية وخطة عمل الاتحاد الأفريقي بشأن تغير المناخ والتنمية المرنة.
ومن خلال الاتفاقيات والإعلانات المتوقعة، يهدف المنظمون إلى إرسال إشارات السوق للاستثمارات في موارد أفريقيا الوفيرة في الطاقة النظيفة والمعادن الحيوية والزراعة ورأس المال الطبيعي.
تمثل القمة لحظة محورية لمستقبل العمل المناخي في أفريقيا، حيث لا تقدم القمة الأولى من نوعها فحسب، بل توفر أيضًا إمكانية تحديد خارطة طريق للتنمية منخفضة الكربون في جميع أنحاء القارة.
وفي ختام المؤتمر، من المتوقع أن توقع الحكومات الأفريقية "إعلان نيروبي بشأن تغير المناخ"، الذي يحدد العديد من الالتزامات المتعلقة بتنمية الطاقة المتجددة، والزراعة المستدامة، والحفاظ على الغابات، وغير ذلك.