مشاركة أندية خليجية في الدوري السعودي ليست بالجديدة ومعمول بها قاريا ودوليا ولا يوجد بها ما يخالف أنظمة الاتحاد الآسيوي أو الدولي.
طبيعي جدا حالة الاعتراض التي انتابت بعض قاطني الساحة الرياضية، بعد قرار إضافة ناديين لدوري المحترفين السعودي، أحدهما المحرق البحريني، أكثر الأندية في دلمون جماهيرية وبطولات، والآخر كويتي لم يتحدد حتى الآن، على اعتبار أن هناك قاعدة في علم النفس البشرية تقول: “الإنسان يخشى من المجهول”.
فكرة مشاركة أندية خليجية في الدوري السعودي ليست بالجديدة كليا ومعمول بها قاريا ودوليا ولا يوجد بها ما يخالف أنظمة الاتحاد الآسيوي أو الاتحاد الدولي كما حاول البعض الترويج لذلك
وللتوضيح فقط؛ فإن الإنسان إذا كان في طريق سفر بري يسلك الطريق الذي يعرفه ويألفه، حتى وإن كان هناك طريق جديد أقصر مسافة وأقل زمنا، وشيئا فشيئا تبدأ رحلة التأقلم مع الطريق الجديد حتى يصبح هو الأساس ويتحول الطريق القديم إلى المجهول، إضافة إلى أن هناك ثقافة سائدة في المجتمع وهي “النظرة السوداوية” في كل مناحي الحياة، وأصحاب هذه النظرة أعداء لكل ما هو جديد، ويريدون أن تبقى الأشياء على ما هي عليه حتى وإن كانت خاطئة.
وهذه الفكرة ليست بالجديدة كليا ومعمول بها قاريا ودوليا، ولا يوجد بها ما يخالف أنظمة الاتحاد الآسيوي أو الاتحاد الدولي كما حاول البعض الترويج لذلك؛ ففي القارة الصفراء تمت إضافة أستراليا وهي دولة تقع في قارة أخرى سواء كمنتخب أو أندية، وسبق أن استضافت بطولة أمم آسيا، وأنديتها سبق أن حققت دوري الأبطال، وما زال الأمر مستمرا على الرغم من اعتراضات البعض في البداية، وفي الدوري الأسترالي نفسه يسمح بمشاركة فريق من نيوزيلندا.
وفي اليابان، أكثر دول القارة تطورا في كل المجالات، يسمح بمشاركة فريقين في الدوري السنغافوري، وسبق أن حقق فريق ياباني بطولة الدوري السنغافوري، ولم تتأثر مقاعد المشاركة في دوري الأبطال.
أما على مستوى القارة العجوز فهذا الأمر مسموح به في أقوى دوري في العالم وهو الدوري الإنجليزي، إذ يسمح بمشاركة 7 أندية ويلزية في مختلف الدرجات، ولعل أشهرها كارديف سيتي وسوانزي سيتي اللذان ينشطان في الدوري الكبير، وسبق لأحدهما تحقيق كأس هناك.
وعلى مستوى البطولات القارية يسمح في بطولة “كوبا أمريكا”، وهي واحدة من أقوى البطولات العالمية، بمشاركة منتخب من خارج دول القارة الأمريكية الجنوبية، وعادة تتم إضافة المكسيك، وقد سبق لمنتخب اليابان أن شارك بها، بل إن آخر بطولة أقيمت خارج القارة، وبالتحديد في الولايات المتحدة الأمريكية التي تسمح في دوريها بمشاركة فرق كندية ومكسيكية.
عموما هي “تجربة” أشاد بها أغلب رجال الاستثمار والتسويق الرياضي، وننتظر تفعيلها للحكم الدقيق عليها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة