«أديبك 2025» ينطلق غدا.. فعاليات اليوم الأول ترسم مسارا استراتيجيا لتحول الطاقة
تنطلق غدا فعاليات معرض ومؤتمر "أديبك 2025"، أكبر حدث عالمي في قطاع الطاقة، خلال الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر/تشرين الثاني.
ويركز اليوم الأول من أديبك 2025 على رسالة واضحة مفادها أن التحوّل في قطاع الطاقة لم يعد مجرد قضية تكنولوجية، بل هو مسار اقتصادي واستراتيجي شامل يقوم على الرؤية والتعاون الدولي وبناء المرونة في وجه التحوّلات العالمية.
ففي إطار شعار المؤتمر لهذا العام "طاقة ذكية لتقدم متسارع"، يتم مناقشة سبل دفع مسيرة التقدّم عبر 10 برامج استراتيجية، يبحثها وزراء وصنّاع قرار ورؤساء شركات وخبراء من مختلف أنحاء العالم لرسم ملامح توازن جديد بين القوة الاقتصادية والابتكار والاستدامة في مشهد الطاقة المتغيّر.
وتتضمن محاور أديبك 2025: الاستراتيجية العالمية، وإزالة الكربون، والتمويل والاستثمار، والرقمنة والذكاء الاصطناعي، والغاز الطبيعي والغاز المسال، والملاحة واللوجستيات، والقطاع التحويلي والكيماوي، والاقتصادات الناشئة، والهيدروجين، والقيادة وتطوير الكفاءات.
وتشكل هذه المحاور معاً خريطة طريق لبناء منظومة طاقة متنوعة وأكثر ذكاءً واستدامة وقدرة على المنافسة في ظل التقلّبات الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة.
اليوم الأول
ويشهد اليوم الافتتاحي عدة جلسات متوازية في القاعتين A وB، تتمحور حول موضوع «الجغرافيا السياسية، والمرونة الاستراتيجية، وأمن الطاقة».
وتناقش كيفية الموازنة بين الاستقرار قصير الأمد وبناء ركائز الصمود طويل المدى، من خلال حوارات وزارية وجلسات تنفيذية ونقاشات استراتيجية تجمع بين القطاعين العام والخاص.
ففي ظل التحوّلات العميقة التي يشهدها مشهد الطاقة العالمي، تتصدر قضايا القوة والنفوذ والاستثمار المشهد. ويثار التساؤل: أين تتجه موازين القوة؟ وكيف تعيد المناطق تموضعها في هذه الحقبة الجديدة؟ ومن تحولات ديناميات التجارة وتصاعد النزعات الحمائية، إلى استراتيجيات جديدة توازن بين النمو والتحول والأمن، يجري إعادة رسم النظام الطاقي العالمي.
ووفقا لخطة الفعاليات الموزعة إعلاميا، لم يعد أمن الطاقة أمراً مسلَّماً به؛ فهو يعتمد اليوم على القدرة على بناء المرونة داخل الأنظمة الحالية، مع الاستثمار في بنى تحتية متنوعة وذكية قادرة على تلبية طلبات المستقبل. وسيُحدَّد شكل المستقبل بناءً على من سيموّل هذا التحوّل، وبأي شروط.
أبرز الجلسات
وفي جلسة بعنوان «السياسة الطاقية: ركيزة للمرونة»، يقدّم ناثانيال ليمينسكي، وزير الشؤون الاتحادية والأوروبية والدولية والإعلام في ولاية شمال الراين-وستفاليا الألمانية، رؤية متكاملة حول دور أنظمة الطاقة المرنة في تعزيز القوة الاقتصادية والسيادة التكنولوجية والثقة المجتمعية، باعتبار أن أمن الطاقة أصبح جزءاً لا يتجزأ من أمن الدول الاقتصادي والاستراتيجي.
أما الجلسة التنفيذية حول اتجاهات الدمج والاستحواذ، فتناقش تغيّر خريطة الاستثمارات في القطاع، بعد أن بلغت قيمة صفقات عام 2024 نحو 255 مليار دولار، مدفوعة بمخاوف أمن الطاقة والتحوّل نحو إزالة الكربون. ويتناول المتحدثون من شركات عالمية كـ«كارلايل» و«أو إم في» و«بلو ووتر» مستقبل القيمة المستدامة في ظل تحوّل الشركات الوطنية إلى شراكات جديدة وتوجه رؤوس الأموال نحو المعادن الحرجة والطاقة النظيفة.
وفي جلسة «إعادة رسم الجغرافيا السياسية للطاقة»، يقدّم الخبير السياسي إيان بريمر تحليلاً للعلاقات الدولية الجديدة التي تعيد تشكيل خريطة النفوذ العالمي وأسواق الطاقة، باعتبار أن الطاقة باتت أداة دبلوماسية واستراتيجية بامتياز.
كما تتناول جلسة «تفكير الجيل القادم» دور الشباب في صياغة مستقبل القطاع، حيث يناقش ممثلو «أدنوك» وجامعة أبوظبي ومؤسسات استشارية عالمية أهمية الاستثمار في التعليم وبناء المهارات والابتكار كوسيلة لتعزيز التنمية المستدامة.
ويشهد اليوم الأول أيضاً جلسة «التكرير في عصر الذكاء الاصطناعي»، التي تسلط الضوء على اندماج الذكاء الاصطناعي في عمليات التكرير وتحسين الكفاءة، وعلى دوره في خلق طلب متزايد على الكيماويات عالية النقاء والطاقة الموثوقة اللازمة لصناعة مراكز البيانات، مما يجعل قطاع التكرير محوراً مزدوجاً للتحوّل الصناعي والرقمي.
أما الجلسة الاستراتيجية «أمن الطاقة: موازنة المخاطر والمرونة والعوائد»، فتجمع قيادات بارزة من شركات «أدنوك» و«إيني» و«بتروناس» إلى جانب نائب وزير الطاقة الأمريكي جيمس دانلي، لمناقشة كيفية تطوير أنظمة طاقة أكثر ذكاءً وقدرة على التكيّف عبر تبني التحول الرقمي والتقنيات التنبؤية المتقدمة.
وعلى مدار اليوم، يؤكد «أديبك 2025» مكانة أبوظبي كمركز عالمي للحوار في مجال الطاقة، ومثالاً على القوة الناعمة التي تجمع بين السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا في رؤية واحدة للتقدّم المشترك. إذ تتيح المنصات التفاعلية مثل جلسات الطاولة المستديرة، وحوارات المواجهة المباشرة، وجلسات “فِيشبول” الحوارية فرصاً واسعة للتفاعل والمشاركة وصياغة حلول مشتركة.
ومع استمرار فعاليات المؤتمر على مدى أربعة أيام تضم مئات الجلسات، يبدو واضحاً أن «أديبك 2025» يضع ملامح مرحلة جديدة من التحوّل في قطاع الطاقة العالمي، عنوانها أن المرونة هي عملة القوة الجديدة، وأن التعاون الدولي هو الطريق الوحيد لبناء مستقبل طاقي آمن ومستدام.
أبرز المشاركين
ومن أبرز المشاركين من الجانب الإماراتي، يأتي حضور عدد من القيادات التنفيذية في شركة أدنوك وشركات الطاقة العالمية، ضمن جلسات ناقشت قضايا محورية في مستقبل القطاع. وتتحدث عائشة الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لإدارة المواهب المؤسسية والتميّز التنظيمي في أدنوك، في جلسة بعنوان «المنافسة في عالم متعدد الأقطاب» تركز على تمكين قادة الجيل القادم في صناعة الطاقة وتعزيز التفكير الاستراتيجي في بيئة متغيرة.
كما تشارك نورة النعيمي، نائب رئيس قطاع الطيران التجزئي في أدنوك، في جلسة حول «أمن الطاقة» تتناول ضرورة مواءمة استراتيجيات قطاعي الطيران والطاقة لتسريع اعتماد الوقود المستدام للطائرات (SAF)، بما يعزز استدامة النقل الجوي عالميًا. وفي الجلسة الاستراتيجية الرئيسة.
ويقدّم مصبح الكعبي، الرئيس التنفيذي لقطاع الاستكشاف والإنتاج في أدنوك، رؤية متكاملة حول موازنة المخاطر والمرونة والعوائد لضمان أمن الطاقة في ظل التحولات العالمية المتسارعة.
ويختتم اليوم المهندس أنس الجعيدي، الرئيس التنفيذي لشركة مانسمان إنرجي، بجلسة عن «التمويل والاستثمار» تتناول حلول إعادة توظيف البنية التحتية الحالية لدمج الهيدروجين بطرق فعالة ومنخفضة التكلفة باعتبار أهمية الابتكار في تمويل مشاريع الطاقة النظيفة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODcg جزيرة ام اند امز