"أديبك 2019".. الرؤية المستقبلية عنوان المؤتمرات الاستراتيجية
التطور الأبرز لمعرض "أديبك 2019" يتمثل في التركيز على "مفهوم النفط والغاز 4.0" برفع مستوى الحدث وربطه بما يُعرف بالعصر الصناعي الرابع.
ينعقد معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك" هذا العام في وقت يواجه قطاع النفط والغاز تغيراً متسارعاً وغير مسبوق.
واختار القائمون على الحدث الأكثر نفوذاً وتأثيراً في قطاع النفط والغاز على مستوى العالم، التطوير المستمر ضمانة لتعزيز مكانته في القطاع، والارتقاء به ليغدو منبراً مرموقاً لتبادل المعرفة المهنية وصياغة المستقبل الاستراتيجي لهذا القطاع.
وتمثل التطور الأبرز خلال العام 2019 في إعادة صياغة مؤتمر أديبك للتركيز على "مفهوم النفط والغاز 4.0"، برفع مستوى الحدث وربطه بما يُعرف بالعصر الصناعي الرابع، والتقنيات الناشئة التي تعمل على إحداث التحول ورفع الإنتاجية والكفاءة.
وتقدم المراجعات الدقيقة التي تُجرى عبر برنامج أديبك جلسات جديدة وأخرى جرى تحديثها، ما يقدم قيمة حقيقية مضافة لقادة القطاع والمختصين المشاركين في الحدث.
وقال عمر صوينع السويدي، رئيس مؤتمرات "أديبك" مدير دائرة المكتب التنفيذي في شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، إن تركيز أديبك سوف يظل منصباً دائماً على المستقبل، وتمكين قادة القطاع والمختصين من المضي قدماً في صياغة الأفكار وابتكار الحلول وإتاحة فرص جديدة سواء في عملهم أو للقطاع ككل.
وأضاف أن "التحدي الذي يواجهنا يكمن في إتاحة برنامج مؤتمرات يفهم الحاجة الملحة إلى التغيير، ويستوعب التحولات الأساسية التي نراها تحدث في جميع مجالات القطاع".
وتابع: "الأمر يتعلق بتلبية احتياجات الأفراد العاملين في مجال النفط والغاز اليوم، وفهم الكيفية التي يمكن أن تتغير فيها بالغد، وتحديد رؤية استراتيجية فاعلة للسنوات المقبلة".
وينظم أديبك 2019 أكثر من 160 جلسة يشارك فيها ألف متحدث، مستضيفاً نحو 10.4 ألف من أعضاء الوفود في مؤتمراته الاستراتيجية والتقنية، ويتحدث أكثر من 100 وزير ورئيس تنفيذي، بالإضافة إلى قادة أعمال عالميين خلال الحدث.
وتزايد تركيز أديبك، منذ سنوات، على التقنية وأثرها المباشر في القطاع، وسرعان ما أصبح الموضوع حاضراً دائماً في أجندته.
وفي العامين 2016 و2017، أضاف المعرض "الأمن الرقمي" قسماً ثابتاً في المؤتمر الاستراتيجي، الذي توسع إلى مناقشة أوسع للرقمنة في عام 2018.
ومع تغيير اسم المؤتمر هذا العام إلى "النفط والغاز 4.0"، توسع الحديث مرة أخرى ليشمل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والبيانات الضخمة وتعلم الآلات والأتمتة والحوسبة السحابية والروبوتات والمركبات ذاتية القيادة، وغيرها من تقنيات "العصر الصناعي الرابع".
ولم يقتصر التطور الذي شهده أديبك على المؤتمر الاستراتيجي، بل امتد ليشمل أيضاً جلسات "المرأة في قطاع الطاقة" التي جرى تطويرها في عام 2018 إلى برنامج "الشمول والتنوع في الطاقة" الحالي.
ما يبرز الحاجة إلى النظر خارج مجموعة المواهب التقليدية في القطاع عند تحديد المهنيين الجدد وتوظيفهم في صفوفه.
ويواصل أديبك كذلك التزامه بالتوسع بما يتجاوز اهتمامه الأول بصناعات المنبع التي تشمل التنقيب والاستخراج، لتشمل سلسلة القيمة الكاملة للنفط والغاز.
وباتت جلسات المؤتمر الآن تدعم مجالات صناعات المنبع والصناعات الوسطى وصناعات المصب، فضلاً عن التخصصات البرية والبحرية، وخدمات النقل اللوجستي.
وتقدم الجلسات الفنية فرصة لتبادل المعرفة والاطلاع على أفضل الممارسات للمختصين الذين يبحثون عن التطور الوظيفي وتنمية المهارات. ويعد البرنامج الفني الرئيس للمؤتمر، والذي تنظمه جمعية مهندسي البترول وتشرف عليه لجنة من خبراء القطاع، أكبر مؤتمر من نوعه في العالم.
ويغطي برنامجا المؤتمر الفني والاستراتيجي سلسلة القيمة الكاملة للقطاع، ويتناولان أحدث التقنيات والابتكارات، مثل التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات، وكذلك اكتساب المواهب واستبقائها.
من جانبه، قال محمد المرزوقي، رئيس لجنة البرنامج الفني في أديبك 2019 النائب الأول للرئيس للتطوير في "أدنوك"، إن المندوبين الذين يشاركون في أديبك يتطلعون إلى الاستفادة من جلسات المؤتمر الفنية التي ستقدم "رؤى وأفكاراً متعمقة حول أحدث الابتكارات التي تؤثر في أعمالهم".
وأضاف: "ينظر المؤتمر الاستراتيجي إلى الصورة الأوسع المتمثلة بالقوى التي تعيد تشكيل القطاع ككل".
وتابع: "أما البرنامج الفني فيتمحور حول الكيفية التي يمكن بها للمختصين في النفط والغاز إحداث التغيير يومياً، فنحن نهدف إلى تقديم محتوى تطويري مهني، وتمهيد الطريق أمام زيادة الإنتاجية وتحقيق الكفاءة لأصحاب العمل".
ويواصل أديبك منذ انطلاقه في عام 1984 نموه والارتقاء بمكانته على الساحة العالمية، حيث يحظى باعتراف الأوساط الدولية وتقديرها باعتباره المعرض والمؤتمر الأول لقطاع النفط والغاز.
وسوف يجمع الحدث أكثر من 2,200 جهة عارضة دولية على مساحة إجمالية تبلغ 160 ألف متر مربع تحتضن 23 جناحاً وطنياً، وبمشاركة 51 شركة نفط وطنية وعالمية، فيما يستقطب أكثر من 150 ألف زائر ومشارك من أنحاء العالم.