إنفوجراف.. "أدنوك" ترسي استكشاف منطقتين بحريتين على تحالف " إيني" وشركة تايلاندية
"أدنوك" وقعت اتفاقيتين لترسية منطقتين بحريتين لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز مع تحالف تقوده "إيني" ويضم شركة "بي. تي. تي. إي. بي".
وقعت شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، السبت، اتفاقيتين استراتيجيتين لترسية منطقتين بحريتين جديدتين لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز مع تحالف تقوده شركة "إيني" الإيطالية للطاقة، ويضم شركة (بي تي تي) العامة للاستكشاف والإنتاج التايلاندية "بي. تي. تي. إي. بي"، وذلك عقب جولة مزايدة تنافسية.
وتعد المنطقتان اللتان تقعان في شمال غربي إمارة أبوظبي "المنطقة البحرية 1" و"المنطقة البحرية 2"، أولى المناطق التي تمت ترسيتها ضمن المزايدة التنافسية التي طرحتها "أدنوك" في أبريل 2018 ضمن استراتيجية أبوظبي لإصدار تراخيص لمناطق جديدة للمرة الأولى، وقد أقرّ المجلس الأعلى للبترول في أبوظبي ترسية المنطقتين.
- "أدنوك" ضمن أهم 10 شركات تعيد رسم ملامح قطاع الطاقة عالميا
- اتفاقية بين"أدنوك" و"أو أم في" النمساوية على نسبة 5% في امتياز "غشا"
وبموجب شروط الاتفاقيتين، ستقوم "إيني" بإدارة الامتيازات، وستستثمر الشركتان ما لا يقل عن 844 مليون درهم (230 مليون دولار) في التنقيب عن النفط والغاز وتقييم الاكتشافات الحالية في "المنطقة البحرية 2"، وسيتم في الوقت نفسه الانتهاء من خطط الاستكشاف والتقييم الخاصة بـ"المنطقة البحرية 1"، وتغطي المنطقتان مساحة مشتركة تبلغ نحو 8 آلاف كيلومتر مربع، وعند نجاح عمليات التنقيب والاستكشاف وتحديد الجدوى التجارية للموارد المكتشفة، سيتم إتاحة الفرصة لـ"إيني" و"بي. تي. تي.إي. بي" لتطوير وإنتاج أي اكتشافات.
وقع اتفاقيتي الامتياز كل من الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها، وكلاوديو ديسكالزي، الرئيس التنفيذي لشركة "إيني"، وفونغسثورن ثافيسين، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة "بي. تي. تي. إي. بي".
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر: "يأتي إبرام هاتين الاتفاقيتين الاستراتيجيتين تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة بتحقيق أقصى قيمة ممكنة من الموارد الهيدروكربونية، وبما يعكس التقدم الذي تحققه أبوظبي وأدنوك في هذا المجال".
وأضاف "تؤكد هذه الخطوة التزامنا بتحقيق استراتيجية أدنوك المتكاملة 2030 للنمو الذكي، ونهج توسيع نطاق الشراكات والتعاون مع شركاء قادرين على تقديم قيمة إضافية من خلال نقل المعرفة، وتوظيف التكنولوجيا المتطورة، وضخ الاستثمارات، والقيام بدور مكمّل لخبراتنا التشغيلية والمالية والمساهمة في تسريع تطوير موارد أبوظبي الهيدروكربونية، حيث تسعى "أدنوك" لتحقيق عائدات طويلة الأجل ومستدامة لدولة الإمارات، ومواصلة تلبية احتياجات العالم المتنامية من الطاقة بشكل موثوق".
وتابع "تسهم هذه الخطوة في تعزيز الشراكة بين "أدنوك" و"إيني" والتي تغطي مجالات عدة، إضافة إلى تنويع شراكاتنا الاستراتيجية من خلال التعاون للمرة الأولى مع شركة "بي. تي. تي. إي. بي" التايلاندية، وشهدت المزايدة التنافسية إقبالاً كبيراً ما يعكس ثقة المجتمع الدولي في الجاذبية الاستثمارية لدولة الإمارات والتي تتسم بالأمن والموثوقية".
وتأتي ترسية المنطقتين عقب اعتماد المجلس الأعلى للبترول استراتيجية "أدنوك" الجديدة الشاملة للغاز وخطط الشركة لزيادة السعة الإنتاجية من النفط الخام إلى 5 ملايين برميل يوميا خلال عام 2030، والتي تم إعدادها لتحقيق أقصى قيمة من النفط والغاز في أبوظبي، ودعم جهود الإمارات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز مع إمكانية التحول إلى مصدر له.
من جانبه، قال كلاوديو ديسكالزي: "يمثل الفوز بهذه العقود خطوة مهمة وجديدة ضمن الجهود التي تبذلها "إيني" لتوسعة أعمالها في إحدى المناطق الرائدة عالمياً في صناعة النفط والغاز، وذلك لا يقتصر فقط على المشاركة في الحقول المنتجة، ولكن أيضاً من خلال الاستكشاف في مناطق جديدة خصوصاً المنطقتين البحريتين 1و2 لتكاملهما الوثيق مع مشاريع امتياز "غشا"، ومن شأن هذه الخطوة كذلك أن توطد الشراكة بين "أدنوك" وشركة "إيني" التي ستوفر خبرتها الاستكشافية وتقنيتها الرائدة للمساهمة في تحقيق أقصى قيمة ممكنة من الموارد الإضافية غير المستغلة في مناطق أبوظبي البحرية".
بدوره، قال فونغسثورن ثافيسين: " نحن متحمسون لبدء أولى عملياتنا في الإمارات من خلال الاستثمار في استكشاف المنطقتين البحريتين 1 و2، حيث سيفتح هذا الإنجاز أمامنا فرصا مميزة للتعاون مع شركات عالمية المستوى مثل "أدنوك" و"إيني"، والاستثمار في واحدة من أغنى مناطق العالم بموارد النفط والغاز، ونحن في "بي تي تي" نؤمن بأن هذا الائتلاف سيوفر القدرات والخبرة والتكنولوجيا اللازمة لتطوير هذه المناطق الاستكشافية، وأن هذه الشراكة ستسهم في تحقيق قيمة طويلة الأجل لجميع الأطراف المعنية".
كما ستشهد مرحلة التنقيب والاستكشاف استفادة "إيني" و"بي. تي. تي. إي. بي" وكذلك مساهمتهما مالياً وتقنياً في مشروع المسح "السيزمي" /الزلزالي/ الكبير الذي تنفذه "أدنوك" والذي يستخدم تقنيات رائدة لالتقاط صور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة للتراكيب الجيولوجية المعقدة على أعماق تصل إلى 25 ألف قدم تحت سطح الأرض، والتي سيتم استخدامها لتحديد المكامن الهيدروكربونية المحتملة.
وكانت أدنوك قد أرست في يوليو 2018 عقدين بقيمة 5.88 مليار درهم (1.6 مليار دولار) لتنفيذ أكبر مشروع مسح ثلاثي الأبعاد يشمل مناطق بحرية وبرية، ويغطي مساحة إجمالية تصل إلى 53 ألف كيلومتر مربع، بما فيها المساحة التي تضم المنطقتين البحريتين اللتين تم ترسيتهما على "إيني" و"بي. تي. تي. إي. بي"، ويتيح حصول "إيني" على حصة في المنطقتين البحريتين الفرصة للاستفادة من مجالات التكامل المحتملة مع امتياز "غشا" المجاور، الذي حصلت "إيني" فيه على حصة 25% في نوفمبر 2018، كما وقت "أدنوك" اتفاقيتي امتياز مع شركة "إيني" في وقت سابق من عام 2018، حصلت بموجبهما الأخيرة على 10% في امتياز "أم الشيف ونصر" البحري و5% في امتياز "زاكوم السفلي"، وذلك في أول مرة تشارك فيها شركة إيطالية تعمل في قطاع الطاقة في امتيازات للنفط والغاز في أبوظبي، وسيتم لاحقاً ترسية المساحات الجغرافية المتبقية ضمن الجولة الأولى التي طرحتها أدنوك للمزايدة التجارية التنافسية في أبريل 2018 وجميعها مناطق برية.
وتعد الإمارات سابع أكبر منتج للنفط في العالم، ويوجد نحو 96% من احتياطياتها في إمارة أبوظبي، ولا تزال هناك إمكانات غير مستكشفة وغير مطورة في العديد من المكامن الغنية بالنفط والغاز، حيث تقع في واحد من أكبر الأحواض التي تزخر بالموارد الهيدروكربونية على مستوى العالم، واستناداً إلى البيانات الغنية المتوفرة من الدراسات التفصيلية للنظام البترولي والمسوحات الزلزالية الواسعة وملفات تسجيل المعلومات والعينات الأساسية التي تم الحصول عليها من مئات من آبار التقييم، تشير التقديرات إلى أن المناطق الجديدة تحتوي على موارد كبيرة تقدر بعدة مليارات من براميل النفط وتريليونات من الأقدام المكعبة من الغاز الطبيعي، وتحتوي بعض تلك المناطق فعلياً على اكتشافات، فضمن المنطقة المشتركة هناك 310 أهداف استكشافية و110 تركيبات محتملة، وبالإضافة إلى موارد النفط والغاز التقليدية، تحتوي بعض المناطق المطروحة للعطاءات كذلك على موارد محتملة كبيرة غير تقليدية.