"الحالمات الأفغانيات" تنافسن على لقب "فيرست جلوبال" بدبي
الفتيات أكدن أنهن يخضن غمار رحلة نجاح ملهمة للفتيات في جميع أنحاء العالم خصوصا في أفغانستان.
متشحات بعلم أفغانستان تدفعهن العزيمة لتمثيل بلدهن، يحلمن بالفوز في اللقب العالمي لبطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي "فيرست جلوبال" التي تستضيفها دبي في دورتها الثالثة التي تنظم للمرة الأولى خارج الأمريكيتين، بمشاركة أكثر من 1500 طالب وطالبة من 191 دولة، لإيجاد حلول مبتكرة لتحديات البيئة خاصة المحيطات.
وضمت منصة الفريق الأفغاني في فيستيفال أرينا بدبي 5 فتيات، قدمن للمشاركة في "فيرست جلوبال"، البطولة التي ألهمت ملايين الفتيات حول العالم من المهتمات بالبرمجة وتصميم الروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وطوّر فريق "الحالمات الأفغانيات" روبوتاً يطبق 5 عمليات لجمع الملوثات بأحجامها المختلفة من مياه المحيطات باستخدام تقنية التوجيه، ومن ثم نقلها بواسطة رافعة لوضعها في بارجة متخصصة لتدوير تلك النفايات.
الفريق نفسه شارك في الدورة الأولى من البطولة التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية، كما استقبل الفريق قادة دوليون من بينهم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، وهن يحظين بدعم من مغني الراب والناشط العالمي ويل آي آم، وقد شاركن في العديد من منافسات الروبوتات حول العالم.
وعاد الحلم من جديد ليحلق بالفريق المكون بكامله من الفتيات من بلادهن أفغانستان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، لينافسن أقرانهن من المهتمات بالتكنولوجيا الحديثة على توظيف علم الروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لابتكار حلول عملية تنقذ البيئة البحرية وتتصدى لمشاكل التلوث والاحتباس الحراري وتراكم النفايات في محيطات العالم.
وتجمع عضوات الفريق من الفتيات على أنهن واجهن منذ البداية صعوبات في تقبل المجتمع لقدراتهن كطالبات في توظيف مهارات البرمجة والتصميم وحل المسائل الرياضية لابتكار حلول برمجية مفيدة، ويؤكدن أن تأهلهن لم يكن سهلاً، إذ تفوقن على مستوى جمهورية أفغانستان، وتميزن بين آلاف الطلاب والطالبات في تحديات شاركت فيها مدارس من مختلف أنحاء الدولة.
وتؤكد الفتيات أنهن يخضن غمار رحلة نجاح ملهمة للفتيات في جميع أنحاء العالم خصوصاً في أفغانستان، ويتطلعن إلى تحقيق طموحات قريناتهن وتمكينهن بشكل أكبر بالتعليم والتحصيل المعرفي، الذي يركز على العلوم والرياضيات والتكنولوجيا، للمساهمة في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية لبلادهن.
وقد اختيرت رويا محبوب، المشرفة على فريق "الحالمات الأفغانيات" في قائمة مجلة "تايم" العالمية، ضمن الشخصيات المائة الأكثر تأثيراً عام 2013، لدورها في تصميم شبكة إنترنت مجانية للصفوف المدرسية في أفغانستان، من أجل تعزيز منظومة التعليم وتطويرها في مختلف أنحاء البلد الذي شهد عقوداً من النزاع وعدم الاستقرار.
وقالت محبوب: "تعليم الفتيات في أفغانستان آخذ في التطور بشكل تدريجي، بعد أن كان يعد ترفاً للنساء في بلادها، وأن تخصصات العلوم والرياضيات والهندسة كانت دائماً بعيدة عن متناول بنات الأجيال التي سبقتها".
وأكدت رويا أن التنظيم المتميز للبطولة في دولة الإمارات وحسن الضيافة والدعم الكبير الذي لقيه فريقها من منظمي هذا الحدث العالمي بدبي، شكّل دعماً إضافياً لها ولزميلاتها، معربة عن شكرها لدولة الإمارات ودبي على الاهتمام الكبير بصناعة مستقبل العالم.
وتأمل محبوب وفريقها في تحقيق صدى إيجابي بمشاركتهن لينعكس إيجابياً على المجتمع الأفغاني، وتشجيع المزيد من الطالبات والطلاب على تطوير فضولهم العلمي والمعرفي ومتابعة تحصيلهم في تخصصات العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والهندسة، إلى جانب تحفيز المؤسسات والمجتمع على الاستثمار في الأجيال الصاعدة لضمان مستقبل أفضل لها.
وقالت: "متسابقات هذا الفريق أصبحن رمزاً للأمل ووحدة أفغانستان وحين عدن من مشاركتهن الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية بميدالية فضية غالية، أصبح المجتمع الأفغاني فخوراً بهن، وتغيرت النظرة السائدة عن المرأة بإنجازاتهن". وأضافت "سنواصل تحقيق المزيد، ولن نتوقف عن المثابرة حتى يستمر الزخم، هذه خطوة أولى نحو جعل أفغانستان وجهة جديدة لإمكانات الشباب في مجال التكنولوجيا".
وأوضحت المتسابقة صاغار صالح، ذات الـ15 عاماً، أن "العمل على الروبوتات علمنا التفكير بطريقة مختلفة، والمثابرة لتطوير الحلول للمشاكل التي نواجهها".. أما فاطمة قفيران فتقول إنها تريد أن تستخدم تكنولوجيا الروبوتات لمواجهة التحديات التي يواجهها كبار السن مثل التعامل مع الأجسام الثقيلة وتحريكها.
ويتطلع فريق الفتيات الأفغانيات والحكومة الأفغانية إلى إطلاق مراكز ابتكار في مدينتي كابول وهيرات في أفغانستان بالتعاون مع جامعة يال الأمريكية، لتنظيم ورش عمل في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والرياضيات والهندسة، وتشجيع التبادل المعرفي بين الشباب الأفغاني، وتسهيل وصول طلبة المدارس العامة إلى تدريبات متقدمة في برمجة الروبوتات وغيرها من مجالات التكنولوجيا المتقدمة، لتوفير مزيد من الفرص للشباب الأفغاني.