تجار أفغانستان سعداء تحت راية "طالبان".. ضحايا الإتاوات الهاربة
إحدى الإيجابيات التي وجدها تجار كابول المتجولون، لعودة حركة طالبان للسيطرة على أفغانستان، هو غياب "الإتاوات".
وأورد تقرير لموقع "باجهوك" الأفغاني الناطق بالإنجليزية أن الباعة المتجولين سعداء من عودة طالبان لتولي الحكم، بعد "إتاوات" غير قانونية كانت تفرضها الشرطة المحلية، وتقاسمهم أرزاقهم.
وكان مسؤولو الشرطة والبلدية يجمعون ما مجموعه 20 مليون أفغاني يوميا (2.5 مليون دولار)، في شكل رشاوى من الباعة الجائلين في كابول، لكن هذه الممارسة لم تعد موجودة اليوم كما يقول تجار.
- الأفيون الأفغاني و"دماغ" طالبان.. هل تتخلى"الحركة" عن التجارة المحرمة؟
- هل تفرج واشنطن عن المليارات الأفغانية من أجل الأبرياء؟.. معضلة طالبان
وسيطرت حركة طالبان على كابول في 15 أغسطس/آب الماضي، وهو الوقت الذي انتشرت فيه على وسائل الإعلام المحلية أخبار وتقارير حول حجم الأموال التي يتحصل عليها أفراد من الشرطة والبلديات المحلية من التجار بشكل غير قانوني.
وبحسب تقارير محلية اطلعت عليها "العين الإخبارية" فإنه يوجد ما لا يقل عن حوالي 500 ألف بائع في العاصمة كابول لوحدها، أما الآن.. يقول الباعة إنهم لا يدفعون رشاوى لأي شخص، وفي السابق إذا رفضوا دفع المال فإنه لن يُسمح لهم بالعمل.
20 يوما على سيطرة طالبان
اليوم وبعد 20 يوما من سيطرة طالبان على الإدارات السياسية والاقتصادية في البلاد، أجرى موقع "باجهوك" مرة أخرى مقابلات مع عشرات البائعين، وسألهم عن دفع الرشوة والجميع قالوا الآن إن المشكلة قد تم حلها ولا يدفعون لأحد.
وقال مصطفى الذي يبيع الفاكهة في منطقة مرويس ميدان وسط العاصمة، إن أحدهم لم يطلب منه المال منذ أن سيطرت طالبان على كابول، "سابقا كان موظفو الشرطة والبلدية يطلبون ما يصل إلى 100 أفغاني من كل بائع في اليوم".
وقال علي رضا الذي يحمل بضائع الناس في عربته: "بحمد الله لم أر أحداً يأتي ويأخذ نقوداً تحت أعذار مختلفة.. في الماضي كان الباعة الجائلون في كل منطقة يدفعون نقوداً إلى مسؤولي الشرطة والبلدية".
طالبان لم تطلب المال
قال محمد صفا، بائع آخر في منطقة سيناما بامير: "منذ أن جاءت حركة طالبان، لم يأت أحد إلينا لطلب المال، نحن سعداء لأن مثل هذه الأشياء اختفت من بلدنا.. لا أحد يعمل حاليا مع أي شخص الجميع يقوم بعمله".
وفي تصريحات صحفية له، الأسبوع الماضي، قال القائم بأعمال رئيس بلدية كابول حمد الله نعماني إنه سيتم النظر في الأماكن الخاصة للبائعين من أجل بيع بضائعهم دون خلق أزمات مرورية.
وقال إن البائعين لا يجب أن يدفعوا نقودا لأحد، وإذا سعى أحد منهم للحصول على المال فسيكون ذلك "لصا.. نحن نهتم بالأشياء التي تثير الجدل، سيكون لدينا منظمة للبائعين حتى يتمكنوا من كسب عيشهم".
اقتصاد يعاني
والأسبوع الماضي، رجحت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني انهيار الاقتصاد الأفغاني المرتبك منذ عدة عقود، في أعقاب الانسحاب الأمريكي من البلاد.
وذكرت الوكالة في تقرير أن توقعاتها تشير إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلاد 9.7% هذا العام، يعقبه انكماش آخر بنسبة 5.2% في 2022.
والثلاثاء من الأسبوع الماضي، فرضت "طالبان" سيطرتها على مطار كابل، عقب انسحاب آخر الجنود الأمريكيين منه مع حلول 31 أغسطس/آب، وهي المهلة الممنوحة لواشنطن للخروج الكامل من أفغانستان.
وقال محللون في تقرير الوكالة إن "الطريقة المضطربة للغاية التي غادرت بها قوات الأمن الأمريكية البلاد واستيلاء طالبان على السلطة، ستعني أن الآلام الاقتصادية للبلاد ستتضاعف على المدى القصير".
وعلى المدى الطويل، رأت الوكالة أن الاقتصاد سيسجل نموا بطيئا بنسبة 1.2% خلال 2023 حتى عام 2030، وهو أقل بكثير من معدل النمو البالغ 6%، الذي كان متوسطا من 2002 حتى 2020.
aXA6IDMuMTQ1LjM5LjE3NiA= جزيرة ام اند امز