جنود أفغان يبحثون عن "طالبان" في هرات.. طلبا للعفو
بين شوارع مدينة هرات، احتشد آلاف الجنود الأفغان في مكتب الحاكم بحثا عن مسلحي حركة طالبان ليس لمحاربتهم بل لطلب العفو.
وسقطت ثالث أكبر المدن الأفغانية بدون قتال، الخميس، مع انسحاب القوات الحكومية واحتجاز المتمردين لإسماعيل خان أو ما يعرف بأمير الحرب الشهير في هرات.
ومع تزايد المخاوف من أعمال انتقامية عنيفة مع اقتراب طالبان من السيطرة الكاملة على البلاد، تجمع جنود أفغان في هرات معظمهم يرتدون ملابس مدنية، السبت في محاولة للحصول على مذكرة عفو، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
داخل مكتب حاكم هرات في السابق، جلس أفراد من طالبان على أرائك وُضعت على بعضها بنادق عسكرية أمريكية، فيما كانوا يدونون الأسماء ويراجعون قوائم موضوعة على طاولة سطحها زجاجي.
وكان أحدهم يكتب مذكرات العفو على أوراق تحمل شعار طالبان، بعضها طويل الأجل وبعضها صالح لبضعة أيام فقط.
وروى جندي أفغاني كان في المكان، أن وحدته كانت محاصرة من قبل طالبان قبل سقوط المدينة.
وقال أحمد شهيدي: "الآن، لا أريد سوى أن أكون بأمان.. جئت إلى هنا للحصول على مذكرة عفو للخروج من المدينة.. حتى أجد مكانا يمكنني أن أبقى فيه آمنا في المستقبل".
مغادرة المدينة
نجيب الله كاروخي أحد أفراد طالبان قال إن حوالى 3 آلاف شخص حصلوا على عفو.
وأضاف أن "الأشخاص الذين ينتمون إلى ولايات أخرى سيحصلون على مذكرة عفو تصلح لمدة ثلاثة أيام حتى يتمكنوا من الوصول إلى ولاياتهم الأصلية حيث سيحتاجون إلى الحصول على مذكرة عفو أخرى طويلة الأجل من مسؤولينا هناك".
في الجزء المظلل من الفناء في المجمع، كان يجلس مئات بصبر فيما يحمل رجل خطابات عفو ينادي بالأسماء الواحد تلو الآخر لاستلامها.
ويبدو أن العملية البيروقراطية لطالبان بدأت بسلاسة بعد السرعة الخاطفة لهجماتها عبر أفغانستان.
قبل أسابيع فقط، كان إسماعيل خان الذي حكم هرات بقبضة من حديد على مدى عقود، يعد بالدفاع عن المدينة بميليشياته ويدعو القوات الحكومية إلى إظهار المزيد من الشجاعة.
لكن دفاعات المدينة تبخرت بين ليلة وضحاها مع انسحاب القوات الحكومية إلى قاعدة خارج المدينة ما مكّن طالبان من أسر "خان".
وقال الناطق باسم أمير الحرب السابق إنه سمح له بالعودة إلى مقر إقامته بعد محادثات مع طالبان، لكن لم يتضح ما هي الصفقة التي تم التوصل إليها بين الطرفين.
بدوره، قال مصدر أمني حكومي كبير من هرات: "اضطررنا لمغادرة المدينة من أجل منع حصول مزيد من الدمار".
والخوف من انتقام طالبان ليس بلا أساس. فقد فرض مسلحو الحركة عقوبات قاسية على المعارضين، وعلى أي شخص كان ينتهك رؤيتهم الصارمة للشريعة الإسلامية عندما كانوا في السلطة بين 1996 و2001.
واتهم المسلحون بارتكاب جرائم حرب في المدن التي سيطروا عليها أخيرا، بما فيها مذابح بحق مدنيين وجنود خارج القتال، إلا انهم ينفون ارتكاب مثل هذه الفظائع.