الجندي الأمريكي رايلي ماكولوم في أفغانستان.. موت ينتظر ميلاد

انقشع ليل الحرب الأمريكية الأطول في أفغانستان، لتزيح شمس النهار الجديد في هذا البلد، غبار الوغى عن جروح غائرة في نفوس مبعثرة.

رايلي ماكولوم، الجندي في مشاة البحرية الأمريكية، لن يكون هو القصة الوحيدة التي سيسطرها كتاب أطول حرب أمريكية في أفغانستان، وضعت أوزارها في ليل الإثنين، من آب اللهاب.

فالجندي الشاب الذي توقفت عقارب حياته في هجوم انتحاري استهدف مطار كابول الدولي، الخميس الماضي، وتبناه "داعش خراسان"، كان يسابق الزمن للعودة إلى أرض الوطن لاستقبال مولوده الأول الذي ستلده زوجته بعد ثلاثة أسابيع.

وماكولوم (20 عاما) من ولاية وايومنغ، كان بين 13 جنديا أمريكيا لقوا حتفهم في ذلك الهجوم، حيث كانوا مكلفين بمهام أمنية في المطار، إثر الفوضى التي تسببت بها حشود الأفغان الباحثين عن مهرب في ضفة أخرى من الكرة الأرضية.

ونشرت زوجة رايلي ماكولوم، رسالة مفجعة على حسابها في "فيسبوك" بعد مقتل زوجها في هجوم كابول الإرهابي.

"وكتبت جينا كرايتون في حسابها في فيسبوك "فقدت أعز صديق لي. ولن يقلل أي شيء من الألم. أتمنى أن يرى مدى تأثيره على هذا العالم. أنا فخورة جدا بزوجي".

واستكملت "أردت فقط أن أشكرك على كل الحب والدعم الذي تلقيته اليوم. أوقات كهذه هي كل ما يمكنني طلبه. الكثير من الحب للعائلات الأخرى المتضررة من هذا. كلهم أبطال إلى الأبد ".

في هذه الأثناء، أخبرت شقيقة ماكولوم صحيفة Casper Star Tribune أن أخيها "أراد أن يكون جنديا بحريا طوال حياته".

ووصل ماكولوم إلى أفغانستان منذ أسابيع فقط، وكان من المقرر أن يعود إلى الولايات المتحدة، للم شمله بزوجته جينا كرايتون، المعروفة باسم جيجي. بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في وسائل إعلام أمريكية تداولت قصة الراحل.

التاريخ يعيد نفسه

وقالت حماته جيل ميلر كرايتون إن ابنتها البالغة من العمر 20 عاما "ستلد طفله الشهر المقبل، سيكون حفيدي الأول".

مستطردة "كانت مغرمة به بجنون. كان لها كل شيء مستقبلها وأفضل صديق لها، لقد جعلها سعيدة للغاية. لم أكن أعرف أنها سعيدة للغاية حتى تزوجته واكتشفت أنها حامل. كان الأمر كما لو كانت كاملة ".

ولم تكن هذه المحنة الأولى التي تمر بها العائلة، فالتاريخ يعيد نفسه مع رحيل زوج الابنة.

تقول جيل "لقد توفي زوجي عندما كنت حاملا في الأسبوع التاسع من الحمل بشقيق جيجي ، قبل 15 عاما ، وللأسف فإن التاريخ يعيد نفسه. لم أعتقد أبدا أن إحدى بناتي ستمر بما فعلته ، إنه غير واقعي ومروع."

وبعد رحيل ، أطلقت الحماة المكلومة، حساب GoFundMe على فيسبوك لجمع الأموال لابنتها وطفلها الذي لم يولد بعد.