خارطة سيطرة طالبان.. من أطراف أفغانستان إلى "قلب" كابول
أضحت حركة طالبان تسيطر على جل مناطق أفغانستان، حتى باتت على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة كابول وسط البلاد والتي بدأت في اقتحامها في وقت لاحق من اليوم.
وبدءا من الشمال والشمال الغربي والشرقي، أكملت حركة طالبان أضلاع سيطرتها، ثم اتجهت شرقا وغربا وجنوبا، لتٌسقط الولاية تلو الأخرى، من أيادي القوات الحكومية، حتى باتت على مشارف كابول العاصمة.
فما هي خارطة السيطرة حاليا؟
أسال إعلان الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلسي تحديد موعد للانسحاب من أفغانستان، لعاب الحركة، التي كان ممثلوها يجلسون إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن، والحكومة الأفغانية.
وجدّدت طالبان نبرتها المحذرة من بقاء القوات الأجنبية في أفغانستان، وتعجيل انسحابها، في بيانات وتصريحات تكررت مرارا في الأشهر الأخيرة.
ولم ينتظر مسلحو طالبان حلول الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية وحلفائها، نهاية الشهر الجاري، فبدأت الحركة مطلع مايو/ أيار بهجمات خفيفة على مراكز حكومية في الأرياف.
وفيما عُرف وقتها باستراتيجية السيطرة على الأطراف، أنهكت طالبان الحكومة الأفغانية، واستنفذت قوة الجيش، الذي انكشف بعد انسحاب القوات الأجنبية، الداعمة له بالعتاد والسلاح، والغطاء الجوي.
زحف حركة طالبان الكبير
وما إن حلّ شهر أغسطس/آب الجاري حتى بدأت طالبان بالزحف نحو المدن، بعد شهور من تحاشي دخولها، والإعلان عن عدم رغبتها في السيطرة على المدن الكبيرة.
في السادس من أغسطس سيطرت طالبان على أول مدينة استراتيجية، هي زرنج، عاصمة ولاية نيمروز جنوب غربي أفغانستان، الواقعة على الحدود مع إيران المجاورة.
ومن زرنج بدأ التقدم نحو باقي المدن الكبرى، في معارك اتسمت بالسهولة بالنسبة لطالبان، حيث استسلم أفراد الجيش الذي فقد الغطاء الجوي، في أكثر من 15 ولاية تباعا، أمام زحف الحركة.
خارطة السيطرة
في البداية تركزت هجمات طالبان على الولايات الواقعة شمال البلاد، حتى بات هذا الجزء حاليا تحت سيطرة الحركة بالكامل.
وهكذا وفي غضون حوالي أسبوع سقطت المدن الاستراتيجية، وعواصم ولايات الشمال بيد طالبان، وباتت الحركة تسيطر على مدن: أيبك- بولاية سامانجان شبرغان بولاية جوزجان، ساري بول، بل خمري بولاية بغلان، فايزاباد، ولاية بداخشان، قندوز، مزار شريف بولاية بلخ.
ومن الشمال والشمال الشرقي والغربي انطلقت قوات الحركة نحو الولايات الشرقية والغربية والجنوبية، بعد أن سيطرت الحركة على تالقان عاصمة ولاية تخار ( شمال شرق)، ومدينة هرات الولاية التي تحمل عاصمتها نفس الاسم (شمال غرب).
ودون مقاومة تذكر اتجهت طالبان غربا، وبسطت السيطرة على عواصم ولايات غربية وجنوبية مثل: ولاية غور، ومدينة فراه، ونزرنج عاصمة ولاية نمروز في الجنوب الغربي.
إلى قلب كابول
ومن الغرب نحو الشرق، وفي الرحلة نحو كابول اقتحمت طالبان مهترلام ، بولاية لغمان، لتتساقط ولايات شرق أفغانستان تباعا، وتسقط شرانة، بولاية باكتيكا، و جلال آباد الاستراتيجية بولاية ننكرهار، الواقعة على الحدود مع باكستان، وغزنة، القريبة من العاصمة كابول.
وكان لسقوط قندهار جنوب أفغانستان وقع كبير حيث تعدّ المعقل التاريخي لحركة طالبان، وموقع القاعدة العسكرية الأمريكية الشهيرة،، ومنها زحفت الحركة نحو وسط البلاد في اتجاه العاصمة كابول.
وبعد سيطرتها الآن على بولي علم بولاية لوغار، وميدان ورد غرب كابول، إضافة إلى تموقعها في غزنة (شمال) باتت الحركة قاب قوسين أو أدنى للسيطرة على قلب أفغانستان، بعد أن طوقت الجهات الأربع، وباتت تحكم قبضتها على حوالي أكثر من 20 ولاية من أصل 34، هي جميع محافظات البلاد.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg جزيرة ام اند امز