من ينتصر في معركة السينما وطالبان.. هوليوود أم أفغانستان؟
تناولت كثير من الأفلام الأجنبية الحرب في أفغانستان موضوعًا لها، ولكن رغم اختلاف هذه الأفلام سيطرت صورة نمطية محددة ومكررة عليها.
وركزت أغلب الأفلام الأجنبية على الأوضاع المتدهورة في أفغانستان، ولكنها لم تطرح حلًا، حتى خلال فترة سيطرة القوات الأمريكية، ظلت هوليوود تطرح نفس الصورة النمطية للأوضاع المتردية دون اختلاف.
وعندما جسدت هوليوود قصصا واقعية وحقيقية من أفغانستان، كان الحل دومًا يكمن في المنقذ الأمريكي، والمتمثل في الجندي الأمريكي الذي يضحي بنفسه في سبيل أمريكا، ولكن ما علاقة ذلك بالشعب الأفغاني الذي يجد نفسه ممزقًا بسبب الحرب، بين المطرقة والسندان.
في بعض الأحيان، حاولت السينما نقل صورة حية للأوضاع في أفغانستان، من وجهة نظر أهلها، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك فيلم Escape from Taliban (الهروب من طالبان)، وهو فيلم مأخوذ من قصة حقيقية.
فيلم "الهروب من طالبان"، بطولة مانيشا كويرالا ويتناول قصة سوشميتا بانيرجي التي هربت من أفغانستان بعد 6 أعوام قضتها مع زوجها الأفغاني تعاني من ويلات الحرب.
ويسير فيلم Osama "أسامة" على النهج نفسه؛ فالفيلم مأخوذ من وجهة نظر الشعب الأفغاني، الذي يحاول أن يحيا حياة طبيعية بينما لا يوجد شيء حوله طبيعيا، وهو أمر مرعب على كافة الأصعدة.
فيلم "أسامة" الذي يبكي القلوب، يدور حول طفلة صغيرة ووالدتها، التي أجبرتها على التنكر في هيئة صبي يدعى أسامة لحمايتها.
وحاولت المخرجة الأمريكية كاثرين بيجلو تقديم وجهة نظر أكثر توازنًا من تلك المنحازة للجانب الأمريكي، في فيلم Zero Dark Thirty (زيرو دارك ثرتي)، حيث تلقي الضوء على وسائل التعذيب التي تستخدمها أمريكا ضد أعضاء حركة طالبان لمعرفة الحقيقة، إضافة إلى مطاردة السلطات لأسامة بن لادن.
وركز فيلم The Tillman Story على الدور الذي تلعبه التغطية الإعلامية في إخفاء كثير من الحقائق، إذ يتناول الفيلم الوثائقي "قصة "تيلمان" حقيقة وفاة بات تيلمان.
وتيلمان هو لاعب كرة قدم اتجه للجيش الأمريكي وتوفي في الحرب بأفغانستان، حيث حوله الإعلام الأمريكي لبطل، ضحية الحرب، لكن في الحقيقة توفي الجندي بيد نيران صديقة.
وبعد 20 عاما من الحرب في أفغانستان، لا تزال السينما غير منصفة لطرف على حساب الآخر في هذا البلد، وعلى سبيل المثال، لم نشاهد طول هذه السنوات فيلما يعكس واقع الأفغانيين أنفسهم، أو يعرض تفاصيل حياتهم اليومية نقلا موضوعيا؟
الأيام المقبلة فقط ستحمل إجابة هذا السؤال الذي لطالما جال بخاطر الكثير من نقاد السينما، الذين ينتظرون بفارغ الصبر المغامر الذي يخوض هذا التجربة السينمائية الإنسانية في المقام الأول.