تقرير أمريكي: طالبان تحاول "غسل سمعتها" تزامنا مع مكاسبها العسكرية

مع اقتراب القوات الأجنبية من إتمام عملية الانسحاب من أفغانستان، وتعثر محادثات السلام، تحاول حركة طالبان غسل سمعتها بين الأفغان.

وذكر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن طالبان عندما سيطرت على منطقة إمام صاحب، شمالي أفغانستان، في يونيو/ حزيران الماضي، خطب قائد المتمردين الذي يحكم المنطقة الآن في السكان، بما في ذلك بعض موظفي الحكومة، قائلا لهم: "استمروا في عملكم، افتحوا متاجركم وحافظوا على نظافة المدينة".

• حقائق "حرب أبدية" في أفغانستان.. واشنطن تطوي الصفحة

وتشكل إمام صاحب واحدة من عشرات المناطق التي احتلتها طالبان في هجوم عسكري تمكنت عبره من الاستيلاء على أكثر من ربع مناطق أفغانستان، العديد منها في الشمال، منذ بدء الانسحاب الأمريكي في مايو/ آيار.

وأشار التقرير إلى أن ما تقوم به طالبان هو "جزء من استراتيجية أوسع لمحاولة إعادة وصف أنفسهم باعتبارهم حكام مؤهلون في الوقت الذي يشنون فيه هجومًا قاسًيا للاستيلاء على الأراضي في جميع أنحاء البلاد".

هذا المزيج هو إشارة صارخة إلى أن حركة طالبان تعتزم فرض هيمنة شاملة على أفغانستان بمجرد انتهاء الانسحاب الأمريكي.

وذكر سراج الدين حقاني، نائب زعيم طالبان ورئيس الجناح الأكثر عنفًا في الحركة، في بث إذاعي حديث لمقاتلي طالبان: "هذا الوضع يمثل فترة اختبار لنا. كل شيء تتم مراقبته. تصرفوا بطريقة جيدة مع عامة الناس."

لكن المؤشرات على الأرض، لا تشير إلى أن طالبان مؤهلة للحكم، فهي، بحسب نيويورك تايمز، مستمرة في اغتيال موظفي الحكومة وقادة المجتمع المدني وقوات الأمن، ولا تسعى لإنجاح محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية، على الرغم من التعهدات التي قطعتها للولايات المتحدة.

وفي المناطق التي سيطرت عليها طالبان، تُجبر النساء على ترك وظائفهن التي يواجهن فيها الجمهور، وتخرج الفتيات من المدارس، مما يقوض الكثير من المكاسب التي تحققت خلال العشرين عامًا الماضية في وجود الغرب.

بالنسبة للكثير من الشعب الأفغان المنهك والخائف، كانت مكاسب طالبان الأخيرة سببا للذعر، فهناك خوف واسع النطاق مما تحمله الأيام القادمة حيث تحاصر بالفعل طالبان العديد من عواصم الولايات المهمة.

وفي الوقت ذاته، بدأت مجموعات إقليمية في تأسيس ميليشيات للدفاع عن أراضيها، مشككة في قدرة قوات الأمن الأفغانية على الصمود في غياب الدعم الأمريكي، الأمر الذي قد يعيد البلاد للحرب الأهلية المدمرة في التسعينات.