الانسحاب من أفغانستان.. قنبلة موقوتة يتقاذفها الجمهوريون والديمقراطيون
تبادل النواب الجمهوريون والديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي الاتهامات بشأن "الإخفاقات" المرتبطة بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
وجاء تقرير مايكل ماكول، الرئيس الجمهوري للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الذي يحمل عنوان "تجاهل متعمد: تقييم لانسحاب إدارة بايدن-هاريس من أفغانستان والفوضى التي أعقبت ذلك"، بعد سنوات من التحقيق حول الانسحاب الأمريكي المحموم من أفغانستان.
ويأتي التقرير الجمهوري الذي طال انتظاره عشية المناظرة الرئاسية الأولى بين المرشحة الديمقراطية للرئاسة ونائبة الرئيس كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب، الذي سعى إلى استخدام أفغانستان كقضية سياسية ضدها.
كما أصدر النائب الديمقراطي البارز جريغوري ميكس مذكرة ترد على التقرير دفاعا عن إدارة بايدن.
يشير تقرير الجمهوريين بأصابع الاتهام إلى إدارة بايدن لانسحاب الولايات المتحدة من البلاد، فيما ألقى الديمقراطيون، بما في ذلك البيت الأبيض، باللوم على إدارة ترامب لإبرام صفقة مع طالبان أدت إلى بدء الانسحاب الأمريكي.
"وصمة عار" لإدارة بايدن
ويرسم التقرير الجمهوري صورة للرئيس جو بايدن، وهو يعتزم سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، لكنه يتعثر في الاستعدادات التي مهدت السبيل لخروج "فوضوي ودموي" من أطول حرب في تاريخ أمريكا.
وقال التقرير، إن "الأدلة تثبت أن قرار الرئيس بايدن بسحب جميع القوات الأمريكية لم يكن قائماً على الوضع الأمني، أو اتفاق الدوحة، أو نصيحة كبار مستشاريه للأمن القومي أو حلفائنا، بل كان مبنياً على رأيه القديم الذي لا يقبل التغيير بأن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تبقى في أفغانستان"، في إشارة إلى الاتفاقية التي وقعتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب مع حركة طالبان في فبراير/شباط 2020 بالعاصمة القطرية الدوحة لمغادرة البلاد.
واتهم التقرير إدارة بايدن "بالفشل" في رؤية المؤشرات التحذيرية لمدى سرعة سقوط كابول في أيدي طالبان، وتأخير التخطيط والدعوة إلى الإجلاء، خشية الآراء في مثل هذا الانسحاب وزيادة زعزعة استقرار البلاد.
ويقول التقرير إن إدارة بايدن- هاريس اتخذت قرارها بإجلاء غير المقاتلين في وقت متأخر للغايةً، إذ أمرت بذلك رسمياً في 16 أغسطس/آب، وفشلت في تسهيل التواصل بين الإدارات في واشنطن والمسؤولين في أفغانستان، وأفسدت الإجراءات الورقية اللازمة لمغادرة المدنيين الأفغان المؤهلين لمغادرة البلاد.
تجاهل "أخطاء" ترامب
في المقابل، اتهم النائب الديمقراطي البارز جريغوري ميكس زملاءه الجمهوريين بتسييس التقرير قبل الانتخابات.
وأصر ميكس على أن بعض اللوم عن النهاية الفوضوية للحرب، بعد أقل من 7 أشهر من رئاسة بايدن، يجب أن يقع على عاتق سلفه الجمهوري دونالد ترامب، الذي بدأ عملية الانسحاب بتوقيع اتفاق مع طالبان في عام 2020.
وقال النائب جريغوري ميكس، في رسالة إلى الديمقراطيين باللجنة بشأن التحقيق: "عندما تولى الرئيس السابق ترمب منصبه، كان يتواجد ما يقرب من 14 ألف جندي أمريكي في أفغانستان، قبل أيام من ترك منصبه، أمر الرئيس السابق بخفض إضافي (للقوات) إلى 2500".
ورد البيت الأبيض على لسان المتحدثة باسمه شارون يانج في بيان قائلا: "كل ما رأيناه وسمعناه عن أحدث تقرير حزبي لرئيس اللجنة ماكول يظهر أنه يستند إلى حقائق منتقاة، وتوصيفات غير دقيقة، وتحيزات سابقة شابت هذه التحقيقات منذ البداية. وكما قلنا مرات عديدة، كان إنهاء أطول حروبنا هو القرار الصحيح، وأصبحت أمتنا أقوى اليوم نتيجة لذلك"، وفقا لصحيفة ذا هيل الأمريكية".
وأودت الحرب في أفغانستان بحياة 2238 جندياً أمريكياً، وإصابة ما يقرب من 21 ألفاً آخرين، فيما تشير تقديرات مستقلة إلى أن عدد الضحايا من قوات الأمن الأفغانية والمدنيين تجاوز 100 ألف.
aXA6IDQ0LjE5Mi45NS4xNjEg جزيرة ام اند امز