خبراء: تحركات قبائل ليبيا تقطع الطريق أمام تدخلات المبعوث الأممي والإخوان
عدد من القبائل الليبية بدأت اتصالات مكثفة لتنظيم أكبر ملتقى يجمع زعماء القبائل في البلاد لوضع حل جذري للأزمة الليبية
بدأت عدد من القبائل الليبية اتصالات مكثفة لتنظيم أكبر ملتقى يجمع زعماء القبائل في البلاد خلال الفترة المقبلة، وذلك بمشاركة قبائل أقاليم فزان وبرقة وطرابلس الكبرى وذلك لوضع حل جذري للأزمة السياسية الليبية وإنجاز المصالحة الوطنية بين شتى القبائل.
وقال مصدر قبلي ليبي إن عددا من قبائل ورفلة التي تتواجد في مدينة بني وليد بدأوا اتصالات لتنظيم "ملتقي القبائل" بين شيوخ وأعيان المدن الليبية، لإقرار المصالحة الوطنية بين جميع القبائل بدون استثناء، وانتشال البلاد من مستنقع الإرهاب والعصابات الإجرامية والمليشيات المسلحة.
وأكد المصدر أن أبرز التحركات التي يسعى الملتقي إلى القيام بها إبرام المصالحة بين قبائل "أولاد سليمان" و"القذاذفة" بجنوب البلاد، ودعم عمليات الجيش الوطني الليبي ضد الجماعات الإرهابية المتطرفة والعصابات الإجرامية في البلاد.
وأكد خبراء في الشأن الليبي استطلعت " العين الإخبارية" آراءهم أن تحركات القبائل الليبية تقطع الطريق أمام تدخلات المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة في الشأن الليبي كما تقطع الطريق أمام تنظيم الإخوان الإرهابي.
وقال الدكتور محمد الزبيدي، رئيس اللجنة القانونية في المجلس الأعلى للقبائل الليبية سابقا، وأحد أعيان قبيلة ورفلة، لـ"العين الإخبارية" إنه تم إرسال الدعوات لجميع قبائل ليبيا لحضور الملتقى، مشيرا إلى أن القبائل الداعمة للمليشيات المسلحة والمنتمية لتيار الإسلام السياسي لن تحضر الملتقى.
وأوضح الزبيدي، أن السبب وراء عدم حضور تلك القبائل المنتمية لتيارات الإسلام السياسي، هو أنهم لن يستطيعوا دخول مدينة "بني وليد" بسبب العداء التاريخي بين هؤلاء والقبائل الوطنية الليبية وعلى رأسها قبيلة "ورفلة".
وقال السياسي الليبي، إنه بعد أحداث فبراير 2011، كانت مدينة "بني وليد" الوحيدة التي لم تخضع لولاية وسلطة حكومة "المؤتمر الوطني" التي يتزعمتها تنظيم الإخوان الإرهابي، ولم يتم تشكيل مجلس محلي فيها يتبع هذا المؤتمر كما لم يتم تشكيل أي مليشيا تتبع الإخوان في المدينة خلال تلك الفترة.
وأضاف أن هذا الأمر جعل "المؤتمر الوطني" يصدر القرار رقم 7 لعام 2012 لغزو المدينة وكان الاقتحام في أول يوم بعيد الأضحي، وارتكب الإخوان مجازر في حق أبناء المدينة ولكن لم يتمكنوا من السيطرة عليها وتم طرد مليشاتهم بعد 5 أيام من الغزو، مشيرا إلى أن هذا هو السبب الرئيسي لكراهية القبائل المنتمية للإخوان للمدينة.
وفيما يتعلق بالملتقي القبلي المرتقب، قال الزبيدي، إنه تم خلال الأسبوع الماضي انعقاد مؤتمر تحضيري وتم وضع خارطة طريق وجدول أعمال للملتقى.
وأشار الزبيدي إلى أنه كان من المقرر انعقاد الملتقي الأسبوع الجاري، لكن بسبب انشغال شيوخ قبيلة ورفلة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الذي نشب الأسبوع الماضي بين عناصر مسلحة واللواء السابع في جنوب العاصمة طرابلس فقد تم تأجيله لعقده خلال الفترة المقبلة.
كان "المجلس الاجتماعي ورفلة" الذي يضم عددا كبيرا من أبناء قبيلة ورفلة، قد أنجز اتفاقا للصلح بين أعيان العاصمة بطرابلس وشيوخ مدينة ترهونة، ووقف الاشتباكات التي اندلعت مؤخرا بين اللواء السابع وعناصر مسلحة مسيطرة على العاصمة.
وأكد السياسي الليبي أن الملتقى سيعقد قبل انعقاد "الملتقى الجامع" الذي يعد له المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، وذلك لقطع الطريق عليه، لأنه يسعى لضم قبائل إخوانية لدمجها من جديد بالحياة السياسية الليبية، مشددا أن البعثة الأممية تتعامل بانتقائية وتريد مشاركة عناصر محسوبة على التيارات الوطنية حتى لا تثير أزمات في ملتقى البعثة الأممية.
وكان أول ملتقى جمع القبائل الوطنية انعقد عام 2012، حيث تأسس حينها "المجلس للأعلى للقبائل الليبية" في منطقة "ورشفانة " إحدى ضواحي طرابلس، وبعد تأسيس المجلس حاولت قبائل ورفلة أن يكون لهذا المجلس دور في العملية السياسية، لكن المجلس لم يكن بالمستوى المطلوب منه، الأمر الذي أدى لانسحاب ورفلة من المجلس الأعلى.
في السياق ذاته، قال المحلل السياسي في الشؤون الليبية الدكتور العربي الورفلي، إن قبائل ليبيا لها دور أساسي في حل كثير من أزمات البلاد الأمنية والسياسية والاجتماعية، باعتبار أن كل قبيلة لها مرجعية اجتماعية تستند عليها، وبالتالي فإن تكاتف الجهود بين شتى القبائل يصب في مصلحة الوطن بشكل رئيسي وفعال.
وأضاف الورفلي، وهو أحد الشخصيات البارزة بقبيلة "ورفلة" في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أنه يجب تضافر الجهود بين القبائل والجيش الوطني الليبي لدحر العصابات الأجنبية المسلحة المنتشرة في الجنوب كالمعارضة التشادية والسودانية المسلحة وغيرها، وإنهاء سيطرة المليشيات ونزع سلاحها.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xNDcg
جزيرة ام اند امز