أول مصرية تحترف فن ترويض الزجاج بالنار.. أفروديت السيسي
أفروديت السيسي تؤكد أنها تهدف لتوعية أفراد المجتمع المصري بأهمية العمل الحرفي وإنقاذ مهنة فن الزجاج اليدوي في مصر من الاندثار.
شغفها منذ الصغر بفن التشكيل دفعها للالتحاق بكلية الفنون التطبيقية التي تخرجت منها عام 2010؛ لتبدأ رحلتها الفنية وتصبح أول فتاة تصنع الزجاج يدويا في بلادها.. إنها الشابة المصرية أفروديت السيسي التي أحيت فنا اكتشفه المصريون القدماء عام 2500 قبل الميلاد، وكان منتشرا في مصر لعدة سنوات وأصبح الآن على وشك الاندثار.
خلال حوارها مع "العين الإخبارية" كشفت أفروديت عن الرحلة الصعبة التى مرت بها خلال اقتحامها مجالا احتكره الرجال أعواما كثيرة، وكيف أصبحت الفتاة المصرية الوحيدة التى تستطيع تشكيل الزجاج الحر في وقت قصير ولماذا اختارت مجال تصنيع الزجاج يدويا.. وإلى نص الحوار:
لماذا اخترت مجال تصنيع الزجاج يدويا؟
إعجابي الشديد بالتاريخ المصري القديم ودوره في عالم الزجاج اليدوي جعلني عاشقة لهذا الفن وحالمة بأن أقتحمه؛ لذا قررت دخول كلية الفنون التطبيقية حتى أسير على نهج القدماء، وإحياء فن حرفي أصبح حاليا مندثرا، وبفضل الله استطعت خلال الفترة الأخيرة أن أكون الفتاة المصرية الوحيدة التى أحيت هذا الفن.هل مشوارك الجامعي كان كفيلا لإتقانك تشكيل الزجاج يدويا؟
لا بالطبع، فعلى الرغم من التحاقي بكلية الفنون التطبيقية التي جعلتني متعددة المواهب في قسم الزجاج نظريا، نظرا لعملية الاحتكاك التي خضتها سواء من قبل زملائي والمدرسين بالجامعة، فإنني عقب التخرج شعرت بأنني أحتاج إلى مزيد من التعلم في مجالي؛ لذا اتجهت إلى الدراسات العليا حتى أكون ملمة بالجانب التطبيقي الذي يعد من أهم الجوانب في هذه المهنة اليدوية.كيف استطعت أن تثقلي موهبتك في الجانب التطبيقي بمجالك؟
لجأت إلى طريق الدراسات العليا في تخصص فن صناعة الزجاج اليدوي، وحصلت بالفعل على الماجستير عام 2017 من جامعة حلوان في تقنيات التشكيل اليدوي للمنحوتات الزجاجية بصعوبة لأنني واجهت عدة عراقيل، ولكن في آخر المطاف تحسنت كثيرا في الجانب التطبيقي الذي ساعدني في صناعة الزجاج وتحريره يدويا بفضل التصميمات الكثيرة والعديدة التي نفذتها خلال دراسة الماجستير.ما أبرز المشاكل التي واجهتك؟
في بداية الأمر كنت أواجه صعوبات لا حصر لها، أولها عدم قدرتي على تنفيذ تصميماتي برسالة الماجستير يدويا، وأحيانا كانت المصانع المتخصصة ترفض دخولي كوني فتاة بحجة أن هذه المهنة مقتصرة فقط على الرجال، بالإضافة إلى مواجهتي لعدة أشخاص كانوا يقولون لي: "لم نستطع تنفيذ أعمالك لعدم وجود فني متخصص ومتميز". وفي نهاية الأمر استطعت اجتياز الصعاب والتغلب عليها والحصول على درجة الماجستير بعد أن عثرت بصعوبة على مصانع تستطيع تنفيذ تصميماتي الفنية بدون عراقيل وجعلتني ممارسة بشكل أكبر للجانب التطبيقي، ولكن على الرغم من ذلك لم أتوقف عن هذا الحد في الجانب اليدوي؛ لذا قررت التوجه إلى الخارج.
ولماذا سافرت إلى الخارج؟
للبحث عن مدارس متخصصة في مجالي أتعلم من خلالها بشكل أكبر وأشمل حرفة الزجاج اليدوي؛ لأنني على الرغم من حصولي على ماجستير؛ فإن مهارتي اليدوية لم تكتمل، وكنت أشعر أنه لا يزال ينقصني الكثير؛ لذا كانت أمريكا أول دولة سافرت إليها والتحقت هناك بكورسات عملية أفادتني في مهارة اليد وأثقلت موهبتي.وخلال دراستي بالولايات المتحدة الأمريكية شاهدت أول فرن لزجاج يدوي مصري يرجع تاريخه إلى عام 2500 قبل الميلاد، وهذا الأمر زادني إصرارا وعزيمة لاستكمال مشواري بقوة؛ لأن مجالي الذي أعشقه وأريد النجاح فيه بدأه المصريون قديما وأنا حاليا استكمله؛ لذا كثفت رحلاتي للخارج لمتابعة ما هو جديد في فن تشكيل الزجاج اليدوي، وكانت إيطاليا الدولة الثانية التى قمت بزيارتها عقب أمريكا وصولا إلى ألمانيا.
هل حصلت على منح دراسية في مجالك؟
نعم، حصلت على منحتين من أكبر المدارس لتعليم الزجاج في الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا أدركت أنني الفتاة المصرية الوحيدة التي جاءت للتعلم هذا الفن الحرفي، فأنا سعيدة أنني أصبحت طالبة علم معروفة لدى أهم الدول التى تعلم الزجاج اليدوي، الأمر الذي يجعلني أبذل قصارى جهدي خلال الفترة المقبلة للحصول على العديد من الشهادات التعليمية التي تفيدني في مجالي.
كيف بدأت مشوارك في سوق العمل؟
بدايتي الحقيقية في سوق العمل جاءت بعد انضمامي لمركز تحديث الصناعة في قسم تطوير الحرف اليدوية المصرية وكانت الأعمال اليدوية مقسمة إلى الزجاج والجلود والأخشاب، الأمر الذي أهلني لمنصب مدير تنفيذي لقسم الزخرفة بإحدى الشركات الكبرى، وحالياً دشنت صفحة على "فيسبوك" باسم "أفروديت جلاس" لتنفيذ بعض المنتجات اليدوية بالتعاون مع بعض الورش التي لا تزال متاحة بهذا المجال في مصر، وخلال الفترة المقبلة أسعى بقوة لامتلاك ورشة شاملة مجهزة بجميع الإمكانيات لتنفيذ أعمالي اليدوية.
وكيف استقبل المحيطون بك التحاقك بمجال عملك؟
في بداية الأمر كان البعض يستغرب رغبتي وإصراري على السير في طريق صناعة الزجاج اليدوية، ولكن منذ التحاقي بكلية الفنون التطبيقية، شجعني المقربون، وهناك آخرون دفعوني للأمام حتى أسير بخطى ثابتة نحو هدفي خلال المرحلة الدراسية بأشكالها المختلفة وصولا إلى بدايتي في سوق العمل، وأنا أعتقد أنه لا يزال الطريق طويلا حتى أثبت نفسي بشكل أقوى في مجال الزجاج.
ما أهم الأهداف التي تسعين لتحقيقها خلال الفترة المقبلة؟
نشر التوعية بين أفراد المجتمع المصري بأهمية العمل الحرفي، وإنقاذ مهنة فن الزجاج اليدوي في مصر من الاندثار، فضلا عن خلق ظروف مناخية مناسبة لتعليم المرأة المصرية هذا الفن من خلال المدرسة التي أسعى لإنشائها بمصر لتعليم الزجاج اليدوي الحر حتى لا يقتصر هذا العمل على الرجال فقط.
شاركت بأعمالك الفنية في معارض عالمية الفترة الماضية؟
حتى الآن هذا لم يحدث، ولكن في القريب ستكون أعمالي موجودة في الخارج بالمعارض العالمية، وقريبا في مصر سأشارك بمعرض "كرافتي" في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بأرض المعارض بمدينة نصر لعرض آخر المنتجات التي صنعتها يدويا داخل وخارج مصر.