تُعرف أفريقيا -بحسب استراتيجية قياداتها- بأنها القارة التي يمكن أن تكون سلة غذاء العالم، لما تملكه من موارد طبيعية ومياه وفيرة وأرض خصبة وأيد عاملة.
كل هذه المعطيات جعلتها داخل دائرة أطماع الدول الاستعمارية الكبرى، فتم تقسيمها بين مختلف الإمبراطوريات الكبرى في العالم، التي سخرت قوتها لاحتلال دول القارة الأفريقية وأثرت فيها ثقافيا واجتماعيا، وعملت على تغيير العديد من العوامل الأنثروبولوجية.
ورغم كل هذه المعطيات الطبيعة والجغرافية والبشرية ظلت الولاءات الأفريقية للدول الاستعمارية، هي التي تحدد طبيعة ونوعية التحرك الاقتصادي في كل مناطق القارة، ومنها من ظلت تعتمد على منح وهبات الآخرين، متناسية الثروات التي تمتلكها وقدراتها الطبيعية، وهي موارد عدة قد تفيد الدولة وغيرها من الدول المجاورة لها «في عملية تكاملية».
وظلت الثروات الأفريقية حكرا لحكومات وأنظمة فرضت سطوتها على أنظمة دول القارة السمراء، وعملت لفترات طويلة كمحرك لتلك الثروات التي لم يستفد منها إنسان المنطقة.
وفي وقتنا الحالي تواجه القارة الأفريقية مشاكل في توفير الغذاء، بسبب عدة عوامل منها الحروب والصراعات، وعم الاستقرار الأمني والسياسي، الذي أثر على المزارع الأفريقي بصورة كبيرة في كل المواقع، وعوامل أخرى مثل هيمنة العملات الغربية على كافة المعاملات الاقتصادية حتى بين الدول الأفريقية الفقيرة، لتكون مهمة توفير الغذاء أكبر تحدٍ يواجه الحكومات والشعوب الأفريقية.
بالإضافة إلى ذلك، اعتمدت بعض الأنظمة على المساعدات الخارجية والإغاثات في حال حدوث أقل حدث أو ضرر، وهي تحركات أثرت بصورة كبيرة على قدرات بعض الدول التي لم تقدم أي جهود لتطوير قدراتها الاقتصادية من خلال الاستفادة من مواردها الطبيعية والبشرية وأراضيها الخصبة التي ظلت مهجورة ومجمدة.
أثرت عدد من العوامل الأخرى على اقتصاد القارة الذي بات يعمل بصورة كبيرة على توفير الدعم في كافة المحافل، متناسيًا أن له أراض يمكن الاستفادة منها بصورة كبيرة لسد الحاجة من الغذاء.
تشهد المنطقة الأفريقية الآن العديد من الأحداث والصراعات في أنحاء مختلفة من أقاليم القارة، وهو ما زاد عبئا على عدم استقرار الدول الموجودة فيها وأغلبها دول منتجة لبعض المصادر، مثل: «المعادن، الثروات، التنوع»، وهو تحدٍ جديد مستقبلا قد يكون له أثر على تقييد شعوب القارة، مما قد يعمل على زيادة الأزمات، وهو بدوره يعني لجوءا وهجرات ونزوحا، في تحركات قد تحتاج لمساعدات وتوفير الغذاء لهم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة