"يوم أفريقيا".. 60 عاما من وحدة القارة السمراء
لحظة حاسمة في تاريخ التكامل الأفريقي شكلت مخاضا لولادة وحدة القارة السمراء عبر ميثاق رسم خارطة تحقيق الهوية والقيم المشتركة.
حدث ذلك في الليلة الفاصلة بين 25 و26 مايو/ أيار 1963، حين تمكن 30 رئيس دولة وحكومة بالقارة من الاجتماع والاتفاق على مشروع مشترك، أعلن ولادة منظمة الوحدة الأفريقية، سلف الاتحاد الأفريقي الحالي.
واحتفاء بالتاريخ الذي يمثل الكثير للقارة، يوافق 25 مايو/أيار من كل عام الاحتفال بـ"يوم أفريقيا"، الذكرى السنوية التي تصادف الخميس، مرور 60 عاما على تأسيس المنظمة.
وظلت المنظمة مستمرة حتى تحولت في 26 مايو/أيار 2002، إلى الاتحاد الأفريقي الحالي، التكتل الذي تسلم مشعل تحقيق روح الوحدة الأفريقية والهوية الثقافية والقيم المشتركة.
نجاحات
برصيد تكتل القارة السمراء تاريخ من النجاحات رغم الصعوبات، وأبرزها مكانته التي يحظى بها اليوم، والتي تتجلى من خلال سفراء 50 دولة غير أفريقية من المعتمدين لديه.
ومؤخرا، باشرت الدول الكاريبية الأعضاء في "كاريكوم"، وهي منظمة حكومية دولية تضم 15 دولة من قارة أمريكا والمحيط الأطلسي، بإنشاء علاقات رسمية مع الاتحاد الأفريقي.
كما أن للاتحاد العشرات من المهام العسكرية التي تساعد الحكومات في محاربة الإرهاب في العديد من المناطق، بدءا من ساحل القارة السمراء وصولا إلى شمال موزمبيق، إضافة إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ويسعى التكتل إلى تجسيد مفهوم التكامل والوحدة الأفريقية سعيا نحو توحيد صوت القارة بالمنظمات الدولية، وهو ما يتجلى بالخصوص من خلال العمل على تشكيل هيئة دبلوماسية وبعثات دبلوماسية دائمة في بروكسل والقاهرة ونيويورك (في الأمم المتحدة) وواشنطن وبكين لتكون همزات وصل مع المؤسسات الدولية.
60 عاما
بدأت القصة بالعاصمة الغانية أكرا في 15 أبريل/نيسان 1958، حين دعا المؤتمر الأول للدول الأفريقية المستقلة، إلى تأسيس يوم الحرية الأفريقي.
وضم المؤتمر ممثلين من مصر والعديد من الدول الأفريقية منها إثيوبيا وليبيريا وليبيا والمغرب والسودان وتونس.
وبعد 5 سنوات من ذلك التاريخ، التقى قادة 30 دولة أفريقية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وهناك وقعوا على الميثاق التأسيسي لمنظمة الوحدة الأفريقية.
وكانت تلك هي أول مؤسسة قارية بالقارة الأفريقية عقب استقلال العديد من دولها، وكان من أهدافها الأولية الدفع نحو استقلال بقية الدول المستعمرة مثل أنغولا وموزمبيق وجنوب أفريقيا.
ولاحقا، وتحديدا في يوليو/تموز 1964، استضافت القاهرة أول قمة أفريقية، وبعدها، تغير "يوم الحرية الأفريقي" إلى "يوم تحرير أفريقيا".
وحين حل الاتحاد الأفريقي محل منظمة الوحدة الأفريقية في 2002، استمر الاحتفال بهذا اليوم لكن أطلق عليه "يوم أفريقيا" في 25 مايو/أيار احتفاء بتاريخ إنشاء المنظمة.
وحاليا، يضم تكتل القارة 55 دولة أفريقية، وتستضيف أديس أبابا مقره الرئيسي، وتتناوب على رئاسته كل الدول الأفريقية لمدة عام، بعد تصويت الدول الأعضاء.