شبح "الحرب الباردة".. أوكرانيا تزاحم روسيا بأفريقيا

إلى أفريقيا تنقل أوكرانيا صراعها مع روسيا فيما يحذر تكتل القارة من تحولها لـ"ساحة معركة جيوستراتيجية" وبالتالي نسخة من الحرب الباردة.

واليوم الخميس، أعلنت أوكرانيا رغبتها في تعزيز علاقاتها مع أفريقيا عبر فتح سفارات جديدة وتنظيم أول قمة مع دول القارة حيث يقوم وزير خارجيتها بجولة حاليا.

• طي صفحة معركة باخموت.. الروس يتحصنون في خنادق أوكرانيا
• أوكرانيا بين مطرقة الناتو وسندان روسيا.. تحذير ووعيد وحرب شاقة

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، في بيان صدر بالذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية التي حل الاتحاد الأفريقي محلها: "لقد اعتمدنا مؤخرا استراتيجيتنا الأفريقية الأولى وكثّفنا حوارنا السياسي مع العديد من دول القارة".

وأضاف كوليبا: "هذا العام، سنفتح سفارات جديدة في أجزاء مختلفة من القارة ونعتزم تنظيم أول قمة أوكرانية-أفريقية"، داعيا القادة الأفارقة إلى "المشاركة في هذا الحدث المهم".

وتابع كوليبا: "نريد أن نتخذ خطوة نوعية جديدة في شراكتنا مع أفريقيا على أساس 3 مبادئ مشتركة وهي الاحترام، والمصالح، والمنافع".

وأضاف الوزير الأوكراني: "يعكس ذلك التزامنا الحقيقي بالدخول في حقبة جديدة في العلاقات الأوكرانية-الأفريقية"، مؤكدا: "جئنا للحديث من الند إلى الند والعمل بصفتنا شركاء".

ويزور دميترو كوليبا، الخميس، رواندا بعد أن قادته جولته الأفريقية الثانية في أقل من عام إلى إثيوبيا والمغرب في الأيام الأخيرة. ومن المقرر أن يزور دولا أفريقية أخرى لم يحددها مكتبه.

مزاحمة روسيا

ولا تعتبر أوكرانيا من اللاعبين الموجودين بالقارة السمراء، لكنها تسعى على ما يبدو لمزاحمة روسيا التي تحاول فرض نفسها هناك بديلا عن القوى الاستعمارية السابقة، الأوروبية خاصة.

ومن المقرر أن تعقد قمة روسية-أفريقية، هي الثانية من نوعها، في الفترة من 26 إلى 29 يوليو/تموز المقبل في سان بطرسبرغ.

وبحسب البيان نفسه، أعرب الوزير الأوكراني عن سروره لأن كييف تمكنت "رغم الحصار البحري الذي تفرضه روسيا على موانئنا" من "رفع الحظر الجزئي عن الصادرات الأوكرانية بمساعدة الاتحاد الأوروبي وتركيا"، والحفاظ على الاتفاق المبرم في يوليو/تموز 2022 للتخفيف على مزارعيها وزبائنها الأجانب "بما في ذلك في أفريقيا".

وكان وزير الخارجية الأوكراني قد دعا، الأربعاء، في أديس أبابا بعض الدول الأفريقية إلى التخلي عن "الحياد" الذي أبدته في النزاع بين بلاده وموسكو وإعلان دعم كييف.

أفريقيا تحذر

 رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي شدد، الخميس، على ضرورة ألا تصبح أفريقيا مرة أخرى "ساحة معركة جيوستراتيجية"، داعيا دول القارة إلى "مقاومة استغلال" القوى الكبرى على خلفية النزاع في أوكرانيا.

وجاءت تصريحات فكي بمقر الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية في 25 مايو/أيار 1963، قبل أن تتحول إلى الاتحاد الأفريقي عام 2002.

وقال رئيس المفوضية "في سياق المواجهة الدولي، وتباين المصالح الجيوسياسية، فإن مساعي هذا الطرف أو ذاك تهدد بتحويل أفريقيا إلى ساحة معركة جيوستراتيجية، وبالتالي إنشاء نسخة جديدة من الحرب الباردة".

وتابع: "في هذه اللعبة الخاسرة التي تُترجم مكاسب الآخرين إلى خسائر لأفريقيا، يجب أن نقاوم جميع أشكال استغلال دولنا الأعضاء".

وتقع أفريقيا في قلب التنافس الدولي على النفوذ والذي تزايد منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وتسعى موسكو للحصول على دعم في آسيا وأفريقيا حيث لم تدن العديد من الدول علانية التدخل العسكري الروسي.

وزادت روسيا مبادراتها في القارة في السنوات الأخيرة مقدمة نفسها بديلا للقوى الاستعمارية السابقة.

aXA6IDMuMTQyLjI1MC44NiA=

جزيرة ام اند امز