"لقاح ضد الانقلاب".. 5 دول أفريقية تسرع "التحصين"
على غرار فيروس كورونا، الذي تفشت عدواه بين الدول كالنار في الهشيم، سارت الانقلابات في أفريقيا على خطاه.
ومع تسارع عدوى الانقلابات في القارة السمراء، سعت دول أفريقية لتحصين نفسها من تلك العدوى بلقاح "الولاء والتغيير".
- مرشح رئاسي سابق في الغابون يكشف لـ"العين الإخبارية" خفايا الانقلاب ودور زوجة الرئيس
- "حزام الانقلابات".. هل الأفارقة "سجناء للجغرافيا"؟
وطالت التغييرات التي جرت في عدة دول أفريقية، آخرها غينيا بيساو, الدوائر المحيطة بالرؤساء، وكبار قادة الجيش، في خطوات تبدو في ظاهرها إصلاحية فيما يعترف البعض بأنها تحصين ضد "الانقلاب".
جاء ذلك بعدما شهدت القارة السمراء، 8 انقلابات عسكرية، منذ أغسطس/آب 2020، آخرها في الغابون وقبلها النيجر.
غينيا بيساو.. تعيينات أمنية
وفي هذا الإطار أقدمت غينيا التي شهدت 4 انقلابات عسكرية منذ استقلالها عام 1974، آخرها في 2012، غير محاولة الإطاحة بإمبالو في فبراير/شباط 2022، على تحصين نفسها عبر تعيينات أمنية بالقصر الرئاسي، لتعزيز فريق حماية الرئيس.
وأصدر الرئيس سيسوكو إمبالو، الجمعة، قراراً قضى بتعيين الجنرال توماس دجاسي، رئيساً للأمن الرئاسي، والجنرال هورتا إنتا، رئيساً لمكتب الرئيس.
ورغم أن هذين المنصبين موجودان منذ فترة طويلة بالهيكل التنظيمي للحكومة، إلا أنه لم يتم شغلهما منذ عقود، قبل تعيينهما مؤخرا.
وتسلّم المسؤولان الأمنيان الجديدان مهامهما، الإثنين، في القصر الرئاسي في غينيا بيساو.
وأدّى جاسي وإنتا اليمين الدستورية خلال حفل أقيم في القصر الرئاسي، بحسب "فرانس برس".
وألمح الرئيس عمر سيسوكو إمبالو، خلال حفل أدائهما اليمين إلى الانقلابات في دول أخرى في القارة الأفريقية.
وقال الرئيس، في تصريحات صحفية: "صحيح أنّ الانقلابات التي ينفّذها ضباط الأمن الرئاسي أصبحت رائجة"، مؤكدا أنّ "أيّ تحرّك مشبوه سيقابل بالردّ المناسب".
وقبل تعيينه الجديد كان جاسي رئيساً للحرس الوطني، وهي وحدة النخبة في الجيش التي ساعد تدخّلها في وقف محاولة الانقلاب عام 2022، أما إنتا فكان رئيساً لقسم الشرطة المركزي في بيساو.
رواندا.. فصل عسكريين
وفي رواندا، نقلت وسائل إعلام محلية، بيانا للجيش أكد أن "الرئيس بول كاغامي فصل، الأربعاء الماضي، أكثر من 200 عسكري بينهم ضباط كبار في الجيش بعد أيام من إقالة وزير الدفاع".
ولفت البيان إلى أن "القائد العام للجيش أقال الجنرال ألويس موغانغا، والجنرال فرانسيس موتيجاندا، و14 ضابطا آخرين".
وتابع أنه "تمت إقالة 228 عسكريا آخرين من رتب أخرى دون ذكر أسباب الإقالة".
الكاميرون.. تغييرات كبيرة
من جهته، أجرى رئيس الكاميرون بول بيا، الذي يحكمُ البلاد منذ 1982، تغييرات كبيرة بوزارة الدفاع، كما عيّن نائبا له، ورئيس أركان جديد.
وكشفت مصادر إعلامية محلية، أن "الرئيس الكاميروني أجرى تعيينات شملت رؤساء إدارات جدد".
وكان من بين الإدارات التي طالها التغيير "قيادة القوات المسلحة وسلاح الجو والبحرية والمفتشية العامة لقوات الدرك".
سيراليون.. اعتقالات
وفي سيراليون، أعلنت قوات الأمن اعتقال مجموعةٌ كبيرة بينهم ضباط من الرُتبِ العليا بالجيش.
واتهمتهم بالتخطيطِ لقلبِ نظام الحُكم، والعمل على تقويض السلام والهدوء في الدولة".
وأضافت أن المشتبه بهم خططوا لاستغلال الاحتجاجات السلمية المخطط لها الأسبوع المقبل ضدَ نتائجِ الانتخاباتٍ الرئاسية التي جرت مؤخرا ومنحت الرئيس جوليوس مادا بايو ولايةً ثانية، كذريعة "لشن هجمات عنيفة على مؤسسات الدولة والمواطنين".
وكانت سيراليون، قد شهدت انتخابات عامة في 24 يونيو/حزيران، أعيد خلالها انتخاب مادا بيو لولاية ثانية في الجولة الأولى، بحسب نتائج رسمية رفضتها المعارضة، التي رفضت المشاركة بأي منصب محلي أو وطني، وقاطعت البرلمان.
السنغال.. الرئيس يتراجع
ورغم أن السنغال، التي تعرضت لمحاولة انقلاب أحبطتها في 2011، لم تتخذ خطوات تشمل إقالات أو تعيينات، لكن رئيسها ماكي سال أعلن عدمَ ترشُحِه لولايةٍ رئاسيةٍ ثالثة.
وكانت المعارضة تؤكد سعيه للترشح، ما أجج اضطراباتٍ دموية رافضة لاستمرارِ حُكمِهِ، مطلع يونيو/حزيران أحد، أسفرت عن مقتل 16 شخصا على الأقل.
وينص الدستور السنغالي على أنه "لا يمكن لأحد أن يخدم أكثر من فترتين متتاليتين"، لكنه ماكي سال اعتبر، في وقت سابق أن "هذا الفصل لا ينطبق عليه، لأنه خدم ولايته الأولى قبل التعديل الدستوري"، قبل أن يعدل عن الترشح خشية الانقلاب بحسب مراقبين.
aXA6IDUyLjE1LjEzNi4yMjMg جزيرة ام اند امز