عفرين.. احتدام المواجهات مع وصول قوات دعم سورية
قوات موالية للنظام السوري دخلت منطقة عفرين في وقت تكثف تركيا عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد.
مع انقضاء الشهر الأول من العدوان التركي على مدينة عفرين السورية ذات الأغلبية الكردية على الحدود التركية، زادت حدة ووتيرة المعارك في المدينة مع وصول طلائع القوات السورية الموالية لنظام الأسد لدعم المقاومة الشعبية والقوات الكردية في الدفاع عن المدينة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء أن قوات موالية للنظام السوري دخلت منطقة عفرين، في وقت تكثف تركيا عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد في المنطقة الواقعة في شمال سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "دخل مقاتلون بالمئات إلى منطقة عفرين بعد ظهر الثلاثاء".
كما عرض التلفزيون السوري قافلة لمن وصفهم بأنهم "مقاتلون موالون للحكومة يدخلون منطقة عفرين".
ومن جانبه، قال =الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء إن قافلة مقاتلين موالين للحكومة السورية كانت بصدد دخول منطقة عفرين بشمال غرب سوريا عادت أدراجها بعد قصف مدفعي تركي مضيفا أن القافلة كانت مؤلفة من "إرهابيين" تصرفوا بشكل مستقل.
وأضاف أردوغان أنه توصل في وقت سابق إلى اتفاق بشأن القضية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني وقال إن الجماعة، التي ذكر أنها مؤلفة من مسلحين شيعة، ستدفع ثمنا باهظا.
وقال الرئيس التركي في مؤتمر صحفي: "للأسف، يتخذ مثل هذا النوع من المنظمات الإرهابية خطوات خاطئة بالقرارات التي يقدمون عليها. من المستحيل أن نسمح بهذا. سيدفعون ثمنا باهظا".
ونشرت وكالة الأنباء السورية "سانا" صورا لما قالت عنه إنه "وصول قوات شعبية لدعم أهالي عفرين" وذكرت أن هذه القوات لدعم الأهالي في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي وعدوان النظام التركي المتواصل على المدينة.
وأشارت الوكالة إلى أن قوات النظام التركي استهدفت بالمدفعية أماكن وجود القوات الشعبية لدى وصولها إلى منطقة عفرين، إضافة إلى استهداف الوفود الإعلامية التي تواكب وصول القوات الشعبية.
وأكدت الوكالة أن القوات الشعبية ستنخرط في المقاومة في إطار دعم الأهالي والدفاع عن وحدة أراضي سوريا وسيادتها وإفشال محاولة نظام أردوغان ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية احتلال المنطقة.
ويأتي هذا بعد ساعات من تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن بلاده منعت حدوث انتشار للقوات الحكومية السورية في المنطقة بعد أن أجرت محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان أردوغان قد قال، في وقت سابق، اليوم الثلاثاء، إن قوات تقودها تركيا ستُحاصر بلدة عفرين السورية في الأيام المقبلة في إطار العملية التركية لإخراج وحدات حماية الشعب السورية الكردية من المنطقة الواقعة في شمال غرب سوريا.
وبدأت تركيا العملية الشهر الماضي مع معارضين سوريين مُتحالفين معها ضد وحدات حماية الشعب التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي شن تمردا بدأ قبل نحو 30 عاما في جنوب شرق تركيا.
وكان مسؤول كردي كبير قد قال في مطلع الأسبوع إنه تم التوصل لاتفاق مع الجيش السوري لدخول عفرين ومحاربة الأتراك.
وزادت عملية تركيا الوضع تعقيدا في شمال سوريا حيث تنخرط الجماعات الكردية والحكومة السورية وجماعات المعارضة السورية المسلحة وتركيا والولايات المتحدة وروسيا في شبكة معقدة من العداوات والتحالفات.
وتأتي هذه التطورات بعد يومين من إعلان قوات سوريا الديمقراطية أنها استهدفت مراكز عسكرية داخل الأراضي التركية ردا على الهجوم الذي تقوده أنقرة ضد عفرين.
وقال بيان لقوات سوريا الديمقراطية: "نفذت قواتنا عملية استهداف نوعية ضد مركز تجمع لجنود الغزو التركي وإرهابيي جبهة النصرة/داعش وغرفة عملياتها المباشرة، في مركز ناحية قرة خانة التابعة لولاية هاتاي التركية".
ومع استمرار المعارك بمدينة عفرين تتزايد يوميا أعداد الضحايا، في الجانبين، وقد أعلن الرئيس التركي أن 32 جنديا تركيا قتلوا منذ بدء العملية العسكرية في عفرين، إلى جانب مقتل 60 مقاتلا آخرين من الجيش السوري الحر خلال العملية ذاتها.
وفي المقابل أفادت وكالة الأنباء السورية الثلاثاء وفق مصادر طبية بأن العدوان المتواصل لقوات النظام التركي على منازل المدنيين والبنى التحتية والمرافق العامة في مدينة عفرين والقرى والبلدات التابعة لها أسفر حتى اليوم عن استشهاد 175 مدنيا وإصابة أكثر من 450 آخرين بجروح أغلبيتهم من الأطفال والنساء.
aXA6IDMuMTQ1LjU5LjI0NCA= جزيرة ام اند امز