أمريكا تنوي الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان بعد اتفاق المناخ
دبلوماسيون ونشطاء أعلنوا أنه من المتوقع أن أمريكا ستبلغ منظمة الأمم المتحدة أنها قد تنسحب من مجلس حقوق الإنسان
أعلن دبلوماسيون ونشطاء، الاثنين، أنه من المتوقع أن الولايات المتحدة ستبلغ، غدا الثلاثاء، منظمة الأمم المتحدة أنها قد تنسحب من مجلس حقوق الإنسان التابع لها، ما لم يتم الإعلان عن إصلاحات تشمل إنهاء ما تعتبره "انحيازا ضد إسرائيل".
وقالت نيكي هايلي، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، والتي تتولى منصبا بدرجة وزير في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، إن "واشنطن ستقرر ما إذا كانت ستنسحب من المجلس بعد انتهاء دورته التي تستمر ثلاثة أسابيع في جنيف هذا الشهر".
ودعت هايلي، في مقال كتبته لصحيفة "واشنطن بوست"، في مطلع الأسبوع، المجلس "لإنهاء ممارساته التي تختص إسرائيل بالنقد دون وجه حق".
وكتبت هايلي تقول: "عندما يصدر المجلس أكثر من 70 قرارا ضد إسرائيل، وهي دولة ذات سجل قوي فيما يتعلق بحقوق الإنسان، و7 قرارات فقط ضد إيران، وهي دولة ذات سجل سيء للغاية لحقوق الإنسان، تعلم أن شيئا يسير بشكل خاطئ".
وانتقدت هايلي كذلك عضوية كوبا وفنزويلا بالمجلس، مشيرة إلى انتهاكات لحقوق الإنسان. واقترحت "التصويت على منع أكبر منتهكي حقوق الإنسان من الحصول على مقعد".
وفي عهد ترامب، ابتعدت الولايات المتحدة عن سياسة خارجية تنتهجها منذ عقود بابتعادها عن التعددية. وأثار قرار ترامب الانسحاب من اتفاق باريس المناخي، الأسبوع الماضي، انتقادات من حكومات في مختلف أرجاء العالم.
وكان موقف المجلس من إسرائيل نقطة شائكة بالنسبة للولايات المتحدة. وقاطعت واشنطن المجلس لمدة ثلاث سنوات في عهد الرئيس جورج بوش الأبن، وعادت للانضمام له في عهد باراك أوباما في عام 2009.
وكان احتمال انسحاب الولايات المتحدة قد أثار قلق الحلفاء والنشطاء الغربيين.
وكتبت ثماني جماعات منها "فريدوم هاوس" ومعهد "جاكوب بلوستاين" لهيلي في مايو/أيار الماضي، قائلة إن: "الانسحاب سيكون له أثر عكسي إذ إنه قد يدفع المجلس لاستهداف إسرائيل بشكل غير عادل بدرجة أكبر".
وفي الخطاب الذي اطلعت "رويترز"، عليه قالت الجماعات إنه خلال فترة مقاطعة الولايات المتحدة عانى أداء المجلس "فيما يتعلق بالتعامل مع أكبر المنتهكين في العالم وفيما يتعلق بالانحياز ضد إسرائيل".
ولا يملك المجلس سلطة أكثر من توبيخ الحكومات التي يعتبرها تنتهك حقوق الإنسان وأن يأمر بالتحقيق، لكنه يلعب دورا مهما في الدبلوماسية الدولية.
وإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة من الموضوعات الثابتة على جدول أعمال المجلس الذي يضم 47 دولة وتأسس في عام 2006. وكثيرا ما تكون واشنطن حليفة إسرائيل الرئيسية صاحبة الصوت الوحيد المعارض لقرارات تتبناها دول عربية.
من جانبه، لم يبد على جون فيشر، مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في جنيف أنه منزعج من انسحاب أمريكي فوري. وقال فيشر للصحفيين: "فهمنا هو أنها رسالة للمشاركة والإصلاح".
غير أنه أضاف أن "السجل الإسرائيلي لحقوق الإنسان يستحق تدقيق المجلس، لكن التركيز عليه بشكل خاص مبعث قلق منطقي".
وتابع أنه "أمر غر طبيعي أن يكون هناك بند ثابت في جدول الأعمال لا يوجد مثله لكوريا الشمالية أو سوريا أو أي مكان آخر".
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4yNDQg جزيرة ام اند امز