بعد الجائحة وزوال العولمة.. قوى جديدة تغير الاقتصاد العالمي
أثرت جائحة كورونا بشكل كبير على الأعمال التجارية، لكن يبدو أن الجائحة لن تكون التحدي الأكبر الذي يواجه أصحاب الشركات في السنوات المقبلة.
حدد استطلاع رأي أجرته شركة الاستشارات الإدارية العالمية "أليكس بارتنرز" أربع قوى أساسية سوف تغير الاقتصاد العالمي مستقبلا.
وأجرت الشركة استطلاع رأي شمل أكثر من 3 آلاف مدير تنفيذي في العالم، للتوصل إلى أبرز الاتجاهات التي ستؤثر على الاقتصاد.
4 قوى أساسية سوف تغير الاقتصاد العالمي
1- التراجع الديموغرافي
أعرب نحو 80% من المديرين التنفيذيين الذين شملهم الاستطلاع عن قلقهم، من أن يصبح الانخفاض الحالي في عدد القوى العاملة انخفاضاً دائماً.
ومن المتوقع أن تشهد كل الاقتصادات المتقدمة خلال العقد الحالي، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان والصين، تباطؤاً في نمو القوى العاملة، وقد تشهد الكثير من الاقتصادات انخفاض حجم القوى العاملة.
ومن المتوقع أيضاً أن تفوق أعداد المتقاعدين في الاقتصادات الكبرى أعداد القوى العاملة الشابة، وعلى الجانب الآخر قد تشهد الهند وإفريقيا وبعض مناطق الشرق الأوسط نمو القوى العاملة خلال هذا العقد، وسوف يكون لذلك تأثير كبير على الاقتصاد، إذ جاء ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي على مدى العقود الستة الماضية بشكل مباشر من نمو القوى العاملة.
2- التسارع التكنولوجي
التطورات التكنولوجية المتسارعة لها مزايا وعيوب، فمن ناحية سيكون الابتكار التكنولوجي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي، ومن المفترض أن تساهم التكنولوجيا في تحسين حياة البشر والعالم، لكنها من ناحية أخرى ستسبب الكثير من الاضطراب والخلل.
أعرب المديرون التنفيذيون الذين شملهم الاستطلاع عن قلقهم تجاه التسارع التكنولوجي، حيث يشهد هذا العقد دمج رأس المال البشري مع الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والروبوتات، لتحسين الأعمال، مما يعني أن الشركات غير الرقمية لن يكون لها وجود في المستقبل القريب.
3- التغير المناخي
أصبحت آثار التغير المناخي واضحة للجميع، فلم يعد الأمر مجرد آثار ستظهر على المدى الطويل، لكنها آثار تحدث الآن، فعلى مدار السنوات القليلة الماضية شهدت معظم دول العالم ظواهر مناخية متطرفة.
ولا تقل استجابة العالم للتغير المناخي أهمية عن هذه الظاهرة نفسها، ويتم الآن استثمار نحو 2 تريليون دولار سنوياً في تقنيات الطاقة المتجددة، وتذهب نصف هذه الاستثمارات نحو تحقيق هدف الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية، ومن المتوقع ظهور مجموعة من التقنيات الجديدة ونماذج تشغيل الأعمال لتحقيق أهداف المناخ.
4- تراجع العولمة
بدأت قوى العولمة - التي ساعدت في دفع النمو الاقتصادي من خلال زيادة التبادل التجاري والانفتاح - في التراجع، وذلك بعد نحو ثلاثة عقود من تصاعدها.
يشهد العالم الآن تزايد الحواجز بين الدول، وتراجع التجارة العالمية، وزيادة الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى الحروب التجارية العقابية.
من المتوقع أن تساهم كل هذه العوامل في زيادة عزلة الاقتصادات، وارتفاع أسعار السلع، وزيادة التضخم، كما من المتوقع زيادة الصراع العالمي.