مساعد عرفات لـ"العين الإخبارية": هكذا اغتاله "الموساد"
أحمد عبدالرحمن يتحدث لـ"العين الإخبارية" عن الأيام الأخيرة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وحلمه بالدولة
عمل أحمد عبدالرحمن لسنوات طويلة عن قرب مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "أبوعمار"، وهو على قناعة بأن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) اغتاله بالسم الذي طال مفعوله حتى تمكن منه بعد عام.
ويحيي الفلسطينيون اليوم الذكرى السنوية الـ15 لاستشهاد أبوعمار.
وقال عبدالرحمن، الذي كان إلى جانب أبوعمار في فترة ما قبل استشهاده قبل 15 عاما، لـ"العين الإخبارية": "قبل عام من استشهاده أصيب أبوعمار بمرض مفاجئ، وتم جلب الأطباء له من كل مكان ولكن بدون فائدة، حيث فقد من وزنه من 6 إلى 7 كيلوجرامات".
وأضاف أن "الموساد الإسرائيلي استخدم السم القوي في محاولة اغتيال خالد مشعل، ما أدى إلى سقوطه على الفور، لكن السم الذي استخدم ضد أبوعمار كان طويل المدى ومفعوله يستغرق وقتا".
وتابع عبدالرحمن: "لقد تم تسميم أبوعمار من خلال السم في أذنه، وذلك عبر عميل لجهاز الموساد اندس من خلال الوفود الأجنبية التي كانت تصل إلى المقاطعة المحاصرة في رام الله من أجل التضامن مع الرئيس عرفات وفلسطين".
ولفت إلى أن الرئيس الراحل عرفات كان يحرص على استقبال الوفود الأجنبية في رام الله.
وقال إنه "تم اختراق أحد هذه الوفود من قبل أحد عناصر الموساد لأن جهاز الموساد كان قد اقتحم الأراضي الفلسطينية".
ولم يستبعد أيضا إمكانية أن يكون الموساد الإسرائيلي دس السم في أدوية أبوعمار.
وأشار عبدالرحمن إلى أن "تأثيرات المرض على أبوعمار لم تظهر في الأيام العشرين الأخيرة فقط، وإنما دامت لفترة طويلة جدا"، وأوضح قائلا: "كان أبوعمار يتآكل يوما بعد يوم وكانت تظهر أمور غريبة على جسمه".
ولفت عبدالرحمن إلى أنه في الأيام الأخيرة للرئيس عرفات وقبل توجهه إلى مستشفى "بيرسي" العسكري في العاصمة الفرنسية باريس "كان المرض قد نال منه فلم يكن قادرا على الأكل أو الشرب، حتى إنه في تلك الفترة وخلال شهر رمضان كان يريد أن يصوم ولكنه كان مريضا جدا ونصحه الأطباء بعدم الصوم وهو في حالته هذه".
وتابع أنه "عندما جاء الأطباء التونسيون، أعددت لهم وجبة إفطار في منزلي وسألتهم عن أسباب عدم تحسن صحة أبوعمار فكان ردهم: لقد فشلنا، لقد تعرض أبوعمار للتسمم، وعليكم إن كان ممكنا إخراجه إلى خارج الأراضي الفلسطينية لأن في الخارج أجهزة فحص وتحليل طبي أفضل".
وأشار إلى أن أبوعمار كان يرفض في تلك الفترة الخروج من الأراضي الفلسطينية خشية أن تمنعه إسرائيل من العودة بعد أن تم حصار مكتبه في رام الله لأشهر طويلة.
وقال عبدالرحمن: "في حينه لم يكن أحد يجرؤ على الطلب من أبوعمار الخروج من الأراضي الفلسطينية، إذ كان يغضب للغاية".
وأضاف: "في حينه كان أحمد قريع هو رئيس الوزراء، وطلبت منه الاتصال برئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون لإصدار تصريح رسمي بالسماح لأبوعمار بالمغادرة والعودة، وهو ما تم، وفي نفس اللحظة أصدر الأمريكيون تصريحا مشابها".
وواصل عبدالرحمن حديثه قائلا: "ولكن هذا لم يقنع أبوعمار بشكل كامل بالمغادرة، وبالتالي فقد أعد الأطباء العرب الذين زاروه تقريرا ووقعوا عليه بأنه يجب أن يغادر فورا للعلاج".
وأشار إلى أنه "أخذنا هذه الرسالة إلى أبوعمار فوافق عليها وغادر في اليوم التالي إلى فرنسا للعلاج".
ولكن عبدالرحمن استدرك: "عندما خرج أبوعمار إلى فرنسا كان في وضع صحي حرج جدا جعلنا نعتقد أنه سيعود شهيدا".
ويرى عبدالرحمن أن "أبوعمار كان صاحب حلم دخل في وعي الشعب الفلسطيني بأكمله وهو إعادة الشعب إلى التاريخ وإعادة الوطن إلى الجغرافيا".