أحمد القرملاوي لـ"العين الإخبارية": جائزة الشيخ زايد منحتني الثقة
الروائي المصري أحمد القرملاوي يقول إن تتويجه بجائزة الشيخ زايد للكتاب العام الماضي قاده لحصد جائزة معرض القاهرة للكتاب 2019.
قال الروائي المصري أحمد القرملاوي، إن فوزه بجائزة الشيخ زايد للكتاب العام الماضي، منحته ثقة كبيرة قادته لنيل جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب يناير/كانون الثاني الماضي، عن روايته "نداء أخير للركاب"، الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية.
وأكد "القرملاوي" في حوار لـ"العين الإخبارية" أنه انشغل منذ بداياته في الكتابة بفكرة المعرفة، وإشكالية اليقين، موضحاً أن الثابت في الحياة هو أن اليقين دائماً قابل أن يتبدل ويتغير.، كما كشف عن انتهائه من كتابة مجموعة قصصية جديدة، وذلك في سياق الحوار التالي..
احترقت "وكالة الموصلي" في رواية "أمطار صيفية"، على عكس رغبة "يوسف"، واستقر "هاني" في واحة سيوة، في "نداء أخير للركاب"، وهي (الواحة) عالم أبيه الذي طالما رفضه طوال عمره.. هل أردت التأكيد على فكرة القدر الذي يبدل مصائرنا طوال الوقت؟
القدر دائماً ما يحرك حياتنا بأشخاصها وأحداثها، والرواية صورة للحياة التي بها جانب رئيسي قدري، وفيها الاختيارات، وكل شخص منا بطل حكايته التي يختار أحداثها، وحريق الوكالة كان مختصاً بالورشة، وهي المسؤولة عن تصنيع الآلات الخاصة بالتراث، وهي دليل على أن أبطال الحكاية لم ينجحوا في حماية تراثهم والدفاع عنه لخلاف المصالح وانعدام اليقين الذي لم يكن يقيناً ثابتاً، أما هاني فكان يملك الاختيار أن يبيع البيت، ومع تسييره القدري اختار هو تشكيل النهاية والاستقرار في واحة سيوة.
- على الرغم من سيطرة فكرة الرحلة من أجل الميراث على "هاني"، إلا أنه عندما قابل "ليالي" في الكويت، انتابه شعور صبياني، حيث سعى للقائها، وكان ينتظر بشغف ردودها على رسائله، رغم أنه رجل متزوج.. ألا يستطيع الرجل الحياة بدون أنثى مهما كانت الظروف؟
الرجل يحتاج للأنثى دائمًا، وهاني كان في حالة صراع دائم مع زوجته "تايا"، التي لم يكن لديه أي مشكلة في أن يطلقها، ولكن ما يمنعه هو الأمور المالية التي لن يستطيع تحملها في حالة إتمام الطلاق.
يمكن أن تعتبر علاقته مع ليالي بمثابة مراهقة متأخرة، أو حالة من التفكير المستمر، وإعادة الحسابات، وهي مرحلة أو فكرة تأتي لكل واحد فينا عندما يجلس ليسأل نفسه إذا ما كان تسرع في اتخاذ قرار الزواج، وارتبط بشخص بشكل قسري مدى الحياة.
أردت لهاني أن يكون نموذجاً بشرياً متكاملاً، بكل تناقضاته ومشاكله، أردت أن يدخل في حكاية مع ليالي، على الرغم من أنه كان يعيب على والده غرامه بتلك الحكايات، واعتراضه الكامل على مغامرات والده، وتعاطفه مع أمه، ولكنه هنا يعيد قصة أبيه، ويفعل مثله تماماً، وهناك ابنته التي ستكبر يوماً ما، ومن الوارد جداً أن تنظر إليه نفس النظرة، وعندما يفكر هاني في حياته عند لحظة ما يجد أن هناك تناصا بين علاقته مع ابنته وعلاقته مع أبيه، وكانت هذه مفارقة، وجزءًا من بناء شخصية هاني.
- احتاج الدكتور هاني، بطل رواية "نداء أخير للركاب"، للمحامي صديق والده، كي يتعرف على ذاته والعالم وحقيقة حياة أبيه، تمامًا كما احتاج "يوسف"، في روايتك السابقة "أمطار صيفية" لظهور "زينة" التي فتحت له نوافذ جديدة على نفسه وقناعاته والعالم.. هل نحن دائمًا في حاجة لمن يساعدنا على اكتشاف ذواتنا، والعالم أيضًا؟
تشغلني بشكل شخصي فكرة المعرفة، وإشكالية اليقين. لأن البشر يولدون داخل سياق معين، ويعتقدون امتلاكهم للحقيقة المطلقة، وهذه الفكرة شغلتني منذ بداياتي في الكتابة.
يشترك هاني ويوسف في أنهما آمنا بضرورة تغيير مفاهيمهما عن الذات والعالم واليقين، حيث كانت المعطيات الجديدة التي ظهرت أمامهما من خلال ظهور المحامي في حالة هاني، وزينة في حالة يوسف، تطورت الشخصيتان ولكن يختلف هاني عن يوسف في أن الأول هدم حياته القديمة ليقيم أخرى جديدة، في حين قام يوسف بالهدم لكن لم تكن هناك إعادة بناء.
ولماذا رسم والد هاني هذه الخطة الطويلة كي يتعرف ابنه على حقيقته وظروف حياته؟
بتر العلاقة بين الأب والابن كان باختيار هاني، عندما قرر في إحدى مراحل حياته، أن يسافر لأمريكا لاستكمال دراسته، حيث سعى لإحداث قطيعة في علاقته مع أبيه. هو من اختار ذلك، ومن ظواهر ذلك أنه هو من غيرّ إيميله وأعطى الميل الجديد لأمه، ولم يفعل ذلك مع أبيه، وكان يعتمد عليه فقط في سداد مصروفاته الدراسية.
فازت روايتك "نداء أخير للركاب" بجائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب لهذا العام.. هل توقعت ذلك؟
لم أتوقع الفوز، لكن سعادتي كانت كبيرة طبعاً، خاصة أن الاهتمام المحلي بها كان ضخماً، حيث احتفت بها الأوساط الثقافية الرسمية وغير الرسمية، وشعرت باهتمام لافت.
المميز في هذه الجائزة أنها لا تقتصر على فئة عمرية معينة، بل مفتوحة أمام الجميع، الجائزة كانت مفاجأة لأني "لعبت مع الكبار" وحظيت بشرف الفوز بها، وأظن أن جائزة الشيخ زايد للكتاب التي نلتها العام الماضي منحتني مزيدا من الثقة للفوز بجائزة معرض القاهرة الدولي.
ما الجديد لديك؟
انتهيت من مجموعة قصصية جديدة تضم 20 قصة تعبر عن تجارب مختلفة، لأني أفضل أن تحتوي المجموعة القصصية على تجارب متنوعة، أكثر من فكرة العالم المحدود أو المتتاليات القصصية، أحب قراءتها لكن لا أحب أن أكتبها، وكذلك دخلت في مشروع روائي جديد.