"كولاج" لأحمد عبدالكريم تتوج بجائزة "الجزائر تقرأ"
جائزة للرواية مخصصة للمشهد السردي الجزائري ترعاها دار "الجزائر تقرأ" للنشر للمرة الأولى وفاز بها الروائي الجزائري أحمد عبدالكريم.
في أجواء حميمية بقلب العاصمة الجزائرية، توجت جائزة "الجزائر تقرأ"، صباح الجمعة، الرواية الفائزة بطبعتها الأولى، كأول جائزة وطنية خاصة الروايات الجديدة.
وأعلنت لجنة التحكيم برئاسة الروائي والأكاديمي الجزائري الكبير السعيد بوطاجين، وعضوية دكتور محمد لمين بحري، والناقدة المسرحية دكتورة جميلة مصطفى الزقاي من الجزائر، والأديب أنيس الرافعي من المغرب، وبرهان شاوي من العراق، فوز الروائي أحمد عبدالكريم عن روايته "كولاج" في الدورة الأولى من جائزة "الجزائر تقرأ" للإبداع الروائي.
فيما جاءت في المرتبة الثانية رواية "وادي الجن" لمبروك دريدي، وفي المرتبة الثالثة "أوركسترا الموت" لآسيا رحاحلية، وجاءت في المرتبة الرابعة، رواية "رعاة أركاديا" محمد فتيلينه، والذي رفضت لجنة التحكيم انسحابه لغياب خطاب رسمي بمبررات مقنعة، وصنفت روايته ضمن القائمة القصيرة لها، فيما فازت بالمرتبة الخامسة مناصفة كلا من روايتي"هالوسين" لإسماعيل مهنانة و"حرب القبور" لمحمد ساري.
وأشار الروائي الجزائري عبدالرزاق بوكبة، ومدير نشر "الجزائر تقرأ" في حديث لـ"العين الإخبارية" عن أن الدورة المقبلة سوف يتم الإعلان عنها مطلع العام المقبل 2019، وأن الحفل الرسمي للاحتفاء بالمتوجين في هذه الدورة فسيتم خلال الأسابيع القليلة المقبلة عقب انتهاء فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب.
وأكد بوكبة أن الجائزة التي رعتها بالكامل دار نشر"الجزائر تقرأ" وصاحبها قادة زاوي تم تمويلها بالكامل من الدار بالرغم من العروض الكثيرة والمغرية لرعايتها مالياً، وعلى خلاف ما هو متعارف عليه قمنا بالإعلان عن أعضاء لجنة التحكيم، وذلك كون الجائزة تقوم على الشفافية التامة.
وكشف بوكبة أن الجائزة تلقت 284 رواية لأسماء مكرسة وأسماء تخطو خطواتها الأولى في عالم الرواية، وتم مراعاة مساحة الحرية التامة للجنة التحكيم لتختار الفائز". أما قادة زاوي، صاحب دار نشر "الجزائر تقرأ" فقد أعرب عن سعادته بوصول هذه المغامرة لتلك المرحلة وتدشين هذه الجائزة الأدبية، باعتبارها انتصاراً للثقافة والرواية الجزائرية والتي اعتبرها جائزة القراء الجزائريين، معبراً عن سعادته بتشجيع القراء والنقاد والروائيين للجائزة.
وتدور رواية "كولاج" حول عالم الفن، وتحديداً تتناول موضوع سرقة المخطوطات الفنية، عبر بطلين هما الفنان الجزائري علي الجنوي وصديقه القديم الجيلاني عابد الملقب بـ"البرذون"، والقضية الأساسية في الرواية هي اختفاء مخطوطة أصلية من معاهدة تمت بين البيزنطيين والمسلمين في العصر العباسي، وقد كتبها خطاط مشهور يدعى "ابن مقلة" واتهم البرذون بسرقتها، ويلتحق الصحفي الفرنسي نافري بالقضية من باريس متتبعاً أثر البرذون في الصحراء الجزائرية قبل أن ينتقل بنا الكاتب بتقنية فلاش باك إلى الجيلاني عابد ورحلاته بين بغداد وباريس وتخطيطاته الدقيقة لفعل ما عجز الكثيرون عن فهمه.
وعن حيثيات الجائزة، قال الروائي والأكاديمي الكبير السعيد بو طاجين: "اعتمدنا في التقييم على القضايا البنيوية وهندسة النصوص، واللغة والخصوصية السردية، والرؤية والأثر أي الرؤية الذاتية للكاتب، والقيمة التي تضيفها للقارئ من معرفة وعلم"، لافتاً إلى أن النص الجيد هو النص الذي ينطوي على تأويل أي أننا ننتهي من قراءته ولا ننتهي.