"رأس الخيمة تقرأ".. مبادرة تؤسس لاقتصاد معرفي مستدام بـ8 حزم ثقافية
"العين الإخبارية" تسلط الضوء على واحدة من أهم مبادرات القراءة بالإمارات "رأس الخيمة تقرأ" التي تضم 8 مبادرات تشجع على القراءة والاطلاع.
تتعدد مبادرات القراءة في دولة الإمارات العربية، والتي نجحت في تشجيع القراءة داخل نطاق الدولة وخارج حدودها، لتشمل العالم العربي عبر مسابقات ومبادرات أشهرها "تحدي القراءة العربي".
"العين الإخبارية" تسلط الضوء على مبادرة من مبادرات القراءة بالإمارات، وهي مبادرة"رأس الخيمة تقرأ" التي أطلقتها دائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة في 8 مايو/أيار 2016 في حفل إطلاق رسمي،استجابة لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات باعتماد 2016 عاما للقراءة، وانعكاساً لروح قانون القراءة الذي اعتمدته الدولة.
تقول أمل إسماعيل، رئيسة الفريق التنفيذي لمبادرة "رأس الخيمة تقرأ" في حديثها لـ"العين الإخبارية" إن المبادرة تتضمن حزمة تضم 8 مبادرات اعتمدها الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، وتهدف إلى تعزيز الثقافة المجتمعية، وتؤسس لجيل قارئ، وتبني اقتصاداً معرفياً متيناً يؤمن بأن الثقافة جزء لا يتجزأ من التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، وتحرص على تجديد مبادراتها وأنشطتها باستمرار سنوياً، إذ أضيفت لها 3 مبادرات أخرى في عامي 2017 و2018، وما زالت تحرص على مواكبة كل ما هو جديد دعماً للاقتصاد المعرفي.
وحول أبرز إنجازات المبادرة، أكدت أمل إسماعيل أن المبادرة تمكنت من الفوز بجائزة أفضل جهة محلية داعمة للقراءة في أوائل الإمارات وتم تكريمها من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في حفل المكرمين في أوائل الإمارات 2016.
وتضيف إسماعيل أنه "تم تشكيل فريق "رأس الخيمة تقرأ" من 11 موظفاً من اقتصادية رأس الخيمة، بالإضافة إلى تطوع 18 موظفاً آخر و3 فرق تطوعية إماراتية عملوا على تنفيذ المبادرات التالية:
- كتاب في كل بيت: توزيع 2000 صندوق قراءة على الأسر في إمارة رأس الخيمة، ويضم كتابين موجهين للأسرة والطفل، هما: أفكار إبداعية لأسرة عصرية، وقصة "نورة والحذاء العجيب"، وكتيب المبادرة، ومصباح قراءة، وهي كتب من تأليف ورسومات موظفي الاقتصادية أنفسهم.
- حيّاكم: إعفاء أصحاب الرخص ذات الطابع الثقافي من رسوم الترخيص لمدة 3 سنوات، عند افتتاحهم لرخصتهم في إمارة رأس الخيمة (يشمل ذلك على سبيل المثال أصحاب المكتبات ودور النشر)، وأثمرت عن افتتاح رخصتين جديدتين.
- كتاب بدرهم: إطلاق معرض لبيع الكتب الجديدة والمستعملة بسعر (من درهم إلى 5 دراهم فقط) ويستمر لـ5 ساعات فقط، وهو معرض متاح لجميع أفراد المجتمع باع أكثر من 1500 كتاب، وحضره أكثر من 2500 شخص، وخصص ريعه لجهة خيرية، وما زال مستمراً إلى اليوم وينفذ مرتين في العام بنجاح منقطع النظير.
- استرخِ واقرأ: إدراج شرط عند إصدار رخصة المقهى، أو عند تجديدها، لتخصيص ركن للقراءة فيه، وبادرت الدائرة بهذا الإجراء ثم تم إدراج الشرط رسمياً في قانون القراءة في الإمارات لاحقاً.
- المنافذ الثقافية: توزيع مكتبة متنقلة على أصحاب الرخصة المتميزة في الدائرة، مزودة بالكتب المتنوعة لتسهم في نشر القراءة للزبائن أثناء انتظار حصولهم على الخدمة، وقدمت الدائرة فيها أكثر من 500 كتاب متنوع، على 33 رخصة من بينها: صالونات حلاقة رجالية ونسائية، عيادات، مقاهٍ، ومستشفيات، ثم تم تعديل اسم هذه المبادرة ليصبح "ركن زايد الثقافي" في عام زايد 2018.
- استراحة سيدات: تشارك رأس الخيمة تقرأ في التنسيق لفرع استراحة سيدات للقراءة – التابع لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة – في إمارة رأس الخيمة، بتنظيم لقاءات العضوات في الإمارة، ومتابعة أنشطتهن وتفاعلهن مع الاستراحة، وتنفيذ أنشطة مشتركة، وأتمت العضوات قراءة 45 كتاباً (بين كتب أدبية وتنمية ذاتية وغيرها) على مدار 26 لقاء، ووصل عددهن إلى 60 عضوة، وما زالت اللقاءات مستمرة والأعضاء في ازدياد.
- رحلة قراءة: توقيع اتفاقية مع هيئة رأس الخيمة للمواصلات، لتزويد مركبات النقل العام للركاب بالكتب، وتم تزويد حافلتين للنقل بين المدن بالكتب، و10 سيارات ليموزين.
- إصدارك الاقتصادي الأول: مسابقة على مستوى طلاب الجامعات للمشاركة بأبحاثهم في مجالات متعددة (الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتنمية الاقتصادية – استشراف المستقبل – الإبداع والابتكار – التحول الرقمي، وغير ذلك من موضوعات تحددها المسابقة)، وانطلقت عام 2017 على مستوى الجامعات في الإمارات، وتوسعت لتستقبل مشاركات الطلاب من جامعات دول الوطن العربي في عام 2018، وكرمت العام الماضي فائزة من جامعة عجمان.
- الاقتصادية تقرأ: أصدرت اقتصادية رأس الخيمة قرارا يقضي بمنح موظفيها ساعة قراءة في الأسبوع، لزيارة ركن المعرفة وقراءة أي كتب في التنمية الإدارية والذاتية والتطويرية والتخصصية، وما زال القرار سارياً منذ 2016 إلى يومنا الحالي.
- أنشودة و فيديو كليب رأس الخيمة تقرأ: أنتجت اقتصادية رأس الخيمة أنشودة وفيديو كليب خاص بمبادرة رأس الخيمة تقرأ، من تأليف وإخراج موظفيها، وتستخدم هذه الأنشودة في المهرجانات والأنشطة الثقافية وفي المدارس أيضاً.
- سلسلة صدى الاقتصادية: سلسلة إصدارات تعد الأولى من نوعها على مستوى الجهات المحلية، تتناول خبرات القيادة العليا في اقتصادية رأس الخيمة، وموظفيها، وذلك في قالب مقالات إدارية وقصص تحكي تجارب العمل الحكومي الإداري والميداني، لتنمية اقتصاد المعرفة والتواصل مع المجتمع ومشاركة الخبرات والتجارب، وستصدر عن دار نشر إماراتية في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2018.
- ماراثون القراءة في حب زايد: قراءة 1215 صفحة عن سيرة القائد المؤسس الشيخ زايد لكتب تناولت سيرته أثناء وقت الدوام الرسمي بدعوة أفراد المجتمع والموظفين للوجود في ركن المعرفة في الدائرة لمدة يوم واحد فقط (7 ساعات).
- مشاركات ثقافية أخرى: شاركت المبادرة بتوزيع إصداراتها، وتنفيذ أنشطة ثقافية مثل الورش الثقافية للأطفال والكبار في كل من: معرض الشارقة الدولي للكتاب – معرض أبوظبي الدولي للكتاب – معرض رأس الخيمة للكتاب، حضانات وجامعات ومدارس على مستوى الدولة.
- توقيع اتفاقيات تعاون مع 9 دور نشر إماراتية للترويج لإصداراتها ضمن رأس الخيمة تقرأ، وما زالت مستمرة إلى اليوم.
أما عن الصعوبات والعقبات التي واجهت المبادرة، قالت إسماعيل: "كانت الصعوبة في إيصال صناديق القراءة لمبادرة (كتاب في كل بيت) للبيوت في بعض المناطق، واستيعاب السكان للمبادرة، حيث تصلهم الكتب إلى منازلهم مجاناً، فبعضهم يظن أنها بمقابل مادي، بالإضافة إلى أن المتطوعين كانوا يزورون البيوت في شهر رمضان، وما بعده، والأجواء كانت حارة نوعاً ما".
وأكدت أنه "كان هناك تعاون وتفاعل من جميع شرائح المجتمع، لذا لم تكن الصعوبات تشكل لنا عقبة في مقابل ما لمسناه من سعادة وتفاعل إذ حصلت (رأس الخيمة تقرأ) على تقييم عالٍ في مؤشر السعادة يتجاوز على الدوام 94% في معظم فعالياتها".
ولفتت إلى أن "اقتصادية رأس الخيمة تؤمن بتكامل جميع القطاعات لرفعة الدولة وازدهارها على جميع الأصعدة".
aXA6IDMuMTcuMTY2LjE1NyA= جزيرة ام اند امز