أدباء صينيون يتحدثون عن غواية الكتابة الإبداعية بمعرض الجزائر للكتاب
الأدباء آلاي، وشيو تسي تشن، وتساو ونش يوان، والشاعر تشاو لي هونج يكشفون بدايتهم الأدبية وكيف سحرتهم الكتابة بمعرض الجزائر للكتاب الـ23
عن هواجس الكتابة وعوالمهم الإبداعية، تحدث أربعة من أبرز أدباء الصين مع رواد معرض الجزائر الدولي للكتاب الـ23 (سيلا 2018)، في ندوة أدارها الناقد والروائي محمد ساري، الذي استخلص منهم تجاربهم في عالم الكتابة والإبداع الروائي والشعري، وترجمها للجمهور صاحب دار نشر "بيت الحكمة" الصينية الناشر المصري أحمد السعيد.
تحدث الشاعر والروائي الصيني ألاي عن تجربته التي ترعرعت في التبت، لافتا إلى أن حياته راعيا للغنم لم تجعله يتصور يوما أنه يمكن أن يكون أديبا في يوم ما، وأنه اكتشف الكتب عقب الثورة الثقافية في الصين عبر مكتبة وحيدة بقريته النائية، مشيرا إلى أنه اختار أن يكتب عن الإنسان، ويكشف عبر كتاباته أن الإنسان واحد في كل مكان، وهمومه وهواجسه واحدة، قائلا: "إننا جميعا متماثلون"، وأكد أنه حاول أن يستمد قوة إلهامه من التراث الصيني، وأن يصل هذا التراث بالحاضر ويجعل أعماله تتخطى حدود الصين.
أما الروائي الشاب شيو تسي تشن صاحب رواية "بكين.. بكين"، فقد كشف أن قضية الهوية وإثباتها والانتماء إلى مكان ما هي التي جعلته يفكر في الكتابة عن ذلك الهاجس الذي قد يهد ويدمر أحلام الإنسان، مشيرا إلى أنه شخصيا عايش تجربة صديق له حرم من حلمه بالدراسة في بكين، بسبب كونه لا يحمل هوية إقامة وانتساب للعاصمة. ولفت إلى أنه كرس مشروعه الأدبي للخوض في عالم المهمشين والمحرومين في الأحياء الفقيرة الذين يصارعون من أجل الحياة.
بينما تطرق الأديب والأكاديمي تساو ونش يوان على تجربته في المزج بين حياته الأكاديمية أستاذا جامعيا وكاتبا لأدب الطفل، واعتبر أنه لا يمكن أن يتم حصر الأدب على فئة معينة من الجمهور، فالأدب لا يفترض أن يكون موجها، لافتا إلى أن ما يميز أدب الطفل عن أدب الكبار هو خلوه من معاني العنف والقسوة والجنس، وغيرها، لكنه يركز على المعاني السامية والقيم الجميلة في الحياة، لذا فإنه لا يعاني من الآلام التي ربما يعايشها كتاب الروايات وأدب الكبار.
بينما روى الشاعر الكبير تشاو لي هونج عن معاناته كطفل أرغمته الحياة على أن يعمل راعيا للأبقار، وكيف ساعده أهل قريته على إشباع شغفه بالقراءة عبر إمداده بكل ما لديهم من كتب.
وتحدث عن علاقته بالشاعر الكبير أدونيس وكيف أنه ساعده في ترجمة مجموعته الشعرية "الآلام" للفرنسية وكتب مقدمتها، مشيرا إلى أن أدونيس حاليا يراجع وينقح الطبعة العربية منها، التي سوف تصدر قريبا لتكون بين أيدي القراء العرب، مؤكدا أن أدونيس بإبداعه يستحق أكثر من جائزة نوبل، وأنه حتى ليس بحاجة إليها، لأن تفرده الشعري أهم من أي جائزة.
aXA6IDMuMTIuMTUyLjEwMiA= جزيرة ام اند امز