الشيخ أحمد الصباح رئيسا لوزراء الكويت.. تحديات وتطلعات
تحديات عديدة تنتظر الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح في مهمته الجديدةرئيسا لمجلس الوزراء بالكويت.
وصدر، اليوم الإثنين، أمر أميري بتعيين الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيسا لمجلس الوزراء بالكويت.
ونص الأمر الأميري الذي أصدره أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بتكليف رئيس الوزراء الجديد بترشيح أعضاء الوزارة الجديدة، وعرض أسمائهم عليه لإصدار مرسوم تعيينهم.
ويأتي تعيين الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيسا لمجلس الوزراء، بعد نحو أسبوع من قبول استقالة الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح في 7 أبريل/نيسان الجاري الذي تقدم بها غداة إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية 2024.
وجاءت استقالة الحكومة وفقا للمادة 57 من الدستور، التي تنص على إعادة تشكيل الحكومة عند بدء كل فصل تشريعي لمجلس الأمة.
تشكيل حكومة
ويعد تشكيل الحكومة الجديدة هو أبرز التحديات أمام رئيس الوزراء الجديد، في ضوء سيطرة المعارضة على غالبية مقاعد البرلمان، بعد النتائج التي أفرزتها انتخابات مجلس الأمة التي جرت في 4 أبريل/نيسان الجاري.
وسيقع على عاتق الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح اختيار فريق حكومي قادر على تنفيذ طموحات القيادة الكويتية، ويحظى في الوقت نفسه بقبول أعضاء مجلس الأمة، وقادر على التعاون مع السلطة التشريعية من أجل مصلحة الوطن، حتى لا تتكرر تجربة تشكيل الحكومة الـ 41 ، التي تعد أقصر الحكومات عمرا في تاريخ الكويت.
وكان الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيس الوزراء الأسبق قد شكل الحكومة الـ 41 في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إلا أنها تقدمت باستقالتها بعد 24 ساعة من تشكيلها، إثر رفض نيابي لها، بعد أن أكد نواب أن "الحكومة أقل من الطموح الشعبي والنيابي".
وتعد الحكومة الكويتية المرتقب تشكيلها هي الـ46 في تاريخ البلاد السياسي، والثانية في عهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى مقاليد الحكم في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
كما تعد الحكومة الأولى التي يشكلها الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح الاقتصادي الذي تقلد مناصب وزارية عدة قبل تعيينه رئيساً لديوان ولي العهد في سبتمبر/أيلول 2021.
برنامج عمل الحكومة
التحدي الثاني مرتبط بالتحدي الأول وهو يتعلق بقدرة الحكومة على إعداد برنامج واضح للفترة المقبلة يضمن مكافحة الفساد وتحسين معيشة المواطن ودفع مسيرة التنمية التي واجهت العديد من العراقيل بسبب التوترات المتلاحقة بين الحكومات المتعاقبة والبرلمان على مدار السنوات الماضية.
وتنص المادة 98 من الدستور على أن الحكومة فور تشكيلها تتقدم ببرنامجها إلى مجلس الأمة، وللمجلس أن يبدي ما يراه من ملاحظات بصدد هذا البرنامج.
ومن المقرر أن يعقب تشكيل الحكومة، انعقاد أول برلمان في عهد أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في 14 مايو/أيار المقبل.
ويتألف مجلس الأمة من 50 عضوا ينتخبون بطريق الانتخاب العام السري المباشر، ومدة الدورة البرلمانية 4 سنوات من تاريخ أول اجتماع لمجلس الأمة.
ويملك مجلس الأمة الكويتي صلاحيات واسعة؛ أبرزها قدرته على استجواب رئيس الحكومة أو وزرائه، فضلا عن قدرته على التصويت لحجب الثقة عن الوزراء، أو «عدم التعاون» مع رئيس الوزراء، ومن هنا تكمن أهمية وجود تعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
توجيهات القيادة
التحدي الثالث أمام رئيس الوزراء الكويتي الجديد يتعلق بقدرته على تشكيل حكومة قادة على الاستمرار بنفس قوة حكومة الشيخ محمد صباح السالم الصباح (الحكومة السابقة) في اتخاذ إجراءات قوية في العديد من الملفات التي وجه بتنفيذها أمير البلاد، وعلى رأسها ملف الجنسية الكويتية.
وتشهد الكويت حاليا إجراءات متواصلة لتنفيذ توجيهات القيادة بالحفاظ على الهوية الوطنية، كان من بينها تخصيص خط ساخن، للإبلاغ عن مزوري ومزدوجي الجنسية.
واستبق الإعلان عن الخط الساخن وأعقبه سلسلة قرارات تم بموجبها تجريد عشرات الأشخاص من الجنسية الكويتية لأسباب عدة من بينها حصولهم عليها عن طريق الغش والتزوير.
ويأتي مراجعة ملف الجنسية تنفيذا لتوجيهات أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بالحفاظ على الهوية الوطنية ووحدة المجتمع الكويتي.
وسبق أن أشاد أمير الكويت بكافة الجهود والإجراءات الهادفة إلى الحفاظ على الهوية الوطنية وأكد دعمه لها.
وقال في هذا الصدد إنه: "لقد ثبت للجميع مدى الضرر الفادح الجسيم الذي لحق بالهوية الوطنية من خلال العبث بالجنسية الكويتية".
وأضاف أنه "نظرا لما تمثله الهوية الوطنية من بقاء ووجود وقضية حكم ومصير بلد فإن الاعتداء عليها هو اعتداء على كيان الدولة ومقوماتها الأساسية ولا يمكن السكوت عنه ".
التحديات الإقليمية والدولية
التحدي الرابع يرتبط بالتحديات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة والتي تلقي بتأثيراتها الأمنية والسياسية على جميع دول المنطقة، ومن بينها الكويت.
وباتت منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن، بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل أول أمس السبت.
هجوم إيران على إسرائيل كان ردا على مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي القيادي البارز بفيلق القدس التابع للحرس الثوري في غارة استهدفت القنصلية الإيرانية بدمشق.
المواجهة المباشرة مع إيران تأتي أيضا في وقت يتواصل فيه التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ثقة القيادة
وفي مقابل تلك التحديات، يعكس تعيين الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح في منصب رئيس الوزراء في هذا التوقيت ثقة القيادة الكويتية بقدراته لتجاوز تلك التحديات والتعاون مع البرلمان بما في صالح الوطن والمواطن.
يعزز من تلك الثقة القدرات والخبرات التي اكتسبها الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح طوال مسيرة حياته التي تدرج فيها خلال العديد من المناصب الاقتصادية والسياسية وصولا إلى عمله عن قرب مع أمير البلاد الشيخ مشعل الصباح حين كان وليا للعهد، وذلك بعد تعيين الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيسا لديوان ولي العهد سبتمبر/أيلول 2021.
والشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح من مواليد عام 1952 درس في المدرسة الشرقية ثم الداخلية الأمريكية في لبنان وسافر إلى الولايات المتحدة والتحق بجامعة "إلينوي" وتخصص في دراسة تمويل البنوك والاستثمارات وتخرج عام 1976.
ثم عمل في المركز المالي الكويتي حتى عام 1978 وعمل حتى عام 1987 في البنك المركزي الكويتي وكان آخر منصب شغله فيه هو مدير إدارة الرقابة المصرفية.
• شغل رئاسة مجلس إدارة بنك برقان فى الفترة ما بين عامي 1987 و 1998.• في يوليو/تموز 1999 عين وزيرا للمالية ووزيرا للمواصلات.
• في 14 فبراير/شباط 2001 عين وزيرا للمواصلات.
• في 14 يوليو/تموز 2003 عين وزيرا للمواصلات ووزيرا للتخطيط ووزير دولة لشؤون التنمية الإدارية.
• في 15 يونيو/حزيران 2005 عين وزيرا للمواصلات ووزيرا للصحة.
• في 9 فبراير/شباط 2009 عين وزيرا للنفط.
• في 29 مايو/أيار 2009 عين وزيرا للنفط ووزيرا للإعلام.
• في 20 سبتمبر/أيلول 2021 اعتمد مجلس الوزراء مشروع مرسوم بتعيين الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح رئيسا لديوان ولي العهد بدرجة وزير.
ويسود تفاؤل كويتي بقدرة الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح على تشكيل حكومة على قدر ثقة القيادة وطموحات الشعب والبرلمان لها القدرة على تعزيز التعاون مع مجلس الأمة لخدمة الوطن والمواطن واستكمال مسيرة التنمية ومواجهة تحديات المرحلة الراهنة.
aXA6IDMuMTM3LjIxOC4xNzYg
جزيرة ام اند امز