أحمد نواف رئيسا لوزراء الكويت مجددا.. تفاؤل واسع بعد تجربة ناجحة
أمر أميري، الأربعاء، بإعادة تعيين الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيسا لمجلس الوزراء وتكليفه بترشيح أعضاء الوزارة الجديدة.
يأتي الأمر الأميري بعد 3 أيام من قبول استقالة الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح الأحد، الذي تقدم بها عقب الإعلان عن نتائج انتخابات مجلس الأمة الجمعة.
وتنص المادة 57 من الدستور على إعادة تشكيل الحكومة عند بدء كل فصل تشريعي لمجلس الأمة.
وصدر أمر أميري اليوم، نص على تعيين الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئيسا لمجلس الوزراء وتكليفه بترشيح أعضاء الوزارة الجديدة وعرض أسمائهم على القيادة الكويتية لإصدار مرسوم تعيينهم.
الأمر الأميري صدر مزيلا بتوقيع ولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وذلك بناء على الأمر الأميري الصادر بتاريخ 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 بالاستعانة بولي العهد لممارسة بعض اختصاصات الأمير
الدستورية.
ثاني حكومة
وتعد الحكومة الكويتية المرتقب تشكيلها هي الحكومة الثانية التي يترأسها الشيخ أحمد نواف الأحمد الجابر الصباح بعد تعيينه رئيسا للحكومة السابقة 24 يوليو/تموز الماضي، قبل أن يقدم استقالته الأحد عقب إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية.
كذلك ستكون الحكومة الجديدة هي الحكومة رقم 41 في تاريخ البلاد السياسي، والخامسة في عهد الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى مقاليد الحكم في 29 سبتمبر/أيلول 2020.
ورغم قصر الفترة التي تولى فيها الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح الحكومة السابقة والتي تبلغ نحو شهرين إلا أنه نجح بشكل كبير على الصعيدين الداخلي والخارجي.
على الصعيد الداخلي، نجحت حكومة الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح في الإعداد والإشراف على انتخابات مجلس الأمة، كما أن أدائه وجولاته المستمرة في مرافق الدولة الخدمية خلال تلك الفترة حظيا بترحيب شعبي كبير.
على الصعيد الخارجي، ترأس وفد بلاده في الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مقر المنظمة في نيويورك ممثلا عن أمير البلاد، وألقى كلمتها التي استعرض خلالها رؤية بلاده لمعالجة مختلف التحديات الإقليمية والدولية.
وأعرب في تصريح صحفي التزام دولة الكويت بسياستها الخارجية الراسخة وثوابتها المبدئية القائمة على مساندة جهود الأمم المتحدة والسعي الدائم للتوصل إلى سلام عادل وشامل في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وقال إن دبلوماسية دولة الكويت ثابتة منذ انضمامها للمنظمة الدولية وتؤكد على ضرورة الحفاظ على سيادة الدول وحسن الجوار والاحترام المتبادل بينها بما يحقق تطلعات الشعوب في العيش بأمن وسلام واستقرار.
ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته من أجل وقف الحروب وفض النزاعات وتعزيز حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ونبذ العنف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره ومحاربة الفقر مؤكدا دعم دولة الكويت المستمر لجهود الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة في هذا الصدد.
وأشار إلى حرص دولة الكويت على مواصلة دورها الإنساني المميز في معالجة الكوارث والأزمات وإغاثة الشعوب المنكوبة ودعم جهود التنمية في مختلف دول العالم.
مهام وتحديات
ويتولى الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح رئاسة الوزراء للمرة الثانية في مرحلة هامة ومليئة بالتحديات في تاريخ الكويت، حيث يرتقب يوم 11 أكتوبر الجاري افتتاح مجلس الأمة الكويتي، وبالتالي بدء مرحلة جديدة في تاريخ البلاد.
مرحلة جديدة تشهد ولادة برلمان جديد تم تغيير 54 % من تركيبته السابقة بموجب الانتخابات الأخيرة وحكومة جديدة يأمل الكويتيون أن تكون على مستوى طموح القيادة والشعب لمواجهة تحديات المرحلة القادمة.
ويعكس إعادة تعيين الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح في منصب رئيس الوزراء في هذا التوقيت ثقة القيادة الكويتية بقدراته على تجاوز تحديات المرحلة الراهنة والتعاون مع البرلمان بما في صالح الوطن والمواطن.
قدرات وخبرات اكتسبها طوال مسيرة حياته التي تدرج فيها خلال العديد من المناصب المدنية والعسكرية ترك فيها بصمات مميزة.
سيرة ومسيرة
والشيخ أحمد هو نجل أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
ولد الشيخ أحمد في الكويت عام 1956، وتلقى تعليمه في مدارسها وصولا لحصوله على بكالوريوس التجارة من جامعة الكويت.
عقب تخرجه، التحق بوزارة الدفاع وتلقى بها دورات عسكرية مكثفة مكنته من الحصول على رتبة ملازم أول عام 1985.
وفي العام التالي، التحق بالإدارة العامة بقوة الشرطة في 5 مارس/آذار 1986 برتبة نقيب.
وبعدما أثبت جدارته وكفاءته في المهام الموكلة إليه، تدرج في العديد من المناصب، أبرزها منصب وكيل وزارة مساعد لشؤون الجنسية والجوازات بوزارة الداخلية ثم منصب وكيل وزارة مساعد لشؤون التعليم والتدريب بوزارة الداخلية.
وبموازاة نجاحه في عمله الشرطي والعسكري، حقق الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح نجاحا أيضا في المجال الرياضي، حيث نال الشيخ أحمد عضوية الجمعية العمومية للنادي العربي، وأصبح مديرًا للكرة في العصر الذهبي لذلك النادي العريق وعضوا للاتحاد الكويتي لكرة القدم في عام 1988.
نجاحه في المجالين الرياض والعسكري وخبراته بهما كان أحد أبرز أسباب تزكيته رئيسا لمجلس إدارة الاتحاد الرياضي الدولي للشرطة لعدة فترات، فضلا عن ترؤسه لاتحاد الشرطة الكويتي.
وإثر تقاعده عن العمل في وزارة الداخلية برتبة فريق أول متقاعد، انتقل لخدمة بلاده في مجال آخر ، حيث تم تعيينه محافظا لحولي عام 2014 بدرجة وزير وتمكّن بفضل خبراته الواسعة من إحداث نقلة نوعية في المحافظة، حيث دشن مشروعات تطويرية بالتعاون مع الجهات الحكومية طورت من البنى التحتية وحققت الراحة والرفاهية للمواطنين والمقيمين وأبرزت الوجه الحضاري للبلاد.
سجل النجاح الدائم خلال مسيرته، كان أحد أسباب اختياره في منصب هام في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وصدر أمر أميري في نفس التاريخ بتعيينه نائب رئيس الحرس الوطني بدرجة وزير خلفا لولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح الذي كان يشغل هذا المنصب الهام على مدار 17 عاما وحتى توليه ولاية العهد في أكتوبر/تشرين الأول من العام 2020.
وبعد نحو عام، وتحديدا في سبتمبر/أيلول 2021 صدر أمر أميري بتعيينه وكيلا لوزارة الداخلية.
وفي 9 مارس/آذار من العام 2022 صدر أمر أميري بتعيين الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح نائبا أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية.
وفي 24 يوليو/ تموز الماضي تولى رئاسة الحكومة الكويتية، لأول مرة، وذلك خلفا للشيخ صباح خالد الحمد الصباح الذي قدم استقالة حكومته 5 أبريل/نيسان الماضي، والتي تم قبول استقالتها في 10 مايو/أيار الماضي مع استمرارها بتصريف الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة.
وغداة قيامه بتشكيل أول حكومة يترأسها مطلع أغسطس/ آب الماضي، تم في اليوم التالي صدر مرسوم بحل مجلس الأمة كان سبق الإعلان عنه في 22 يونيو/ حزيران الماضي، بعد أزمة مستمرة بين الحكومة والبرلمان على مدار عامين.
آمال وتطلعات
واليوم الأربعاء، صدر أمر أميري بإعادة تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة.
ويسود تفاؤل كويتي واسع بقدرة الشيخ أحمد على تشكيل حكومة على قدر ثقة القيادة وطموحات الشعب لها القدرة على تعزيز التعاون مع البرلمان لخدمة الوطن والمواطن، بعد الأزمات المتلاحقة بين الحكومة السابقة والبرلمان المنحل خلال الفترة الماضية.
وأدت التوترات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في الكويت إلى إعاقة عمل الحكومة منذ الانتخابات البرلمانية التي جرت في 5 ديسمبر/كانون الأول 2020.
وتم على إثر تلك التوترات تقديم الحكومة استقالتها 3 مرات خلال تلك الفترة القصيرة كان آخرها 5 أبريل/نيسان الماضي، إضافة إلى حل البرلمان، وانتخابات برلمان جديد سيعقد أولى جلساته الثلاثاء القادم.
وتنص المادة 98 من الدستور على أن الحكومة فور تشكيلها تتقدم ببرنامجها إلى مجلس الأمة، وللمجلس أن يبدي ما يراه من ملاحظات بصدد هذا البرنامج.
ويأمل الكويتيون أن يكون هناك تعاون بين البرلمان الجديد والحكومة الجديدة المرتقب الإعلان عن تشكيلها خلال الأيام القادمة، بما يسهم في تجاوز تحديات المرحلة الراهنة ورسم مسار مستقبل أفضل للبلاد.