الذكاء الاصطناعي يتحدث باسم نائب.. تجربة بريطانية

مع تراكم رسائل ناخبيه، أصبح العبء أكبر من أن يتحمله النائب البريطاني مارك سيواردز الذي أصدر نسخة منه بالذكاء الاصطناعي تشبهه لمساعدته.
فعندما انتُخب مارك سيواردز لعضوية البرلمان البريطاني العام الماضي، اعترف بصعوبة إدارة أكثر من 6000 رسالة تلقاها في الأشهر الثلاثة الأولى فقط.
وفي ذلك الوقت، قال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "لقد بذلتُ قصارى جهدي للجلوس على مكتبي، والإجابة على جميع الطلبات الواردة على حاسوبي المحمول، لكن من المستحيل لشخص واحد القيام بذلك".
ولمواجهة تلك الأزمة، قرر سيواردز (34 عاما) استنساخ نفسه فأصبح يوم الثلاثاء الماضي، وبحسب تعبيره، فإن أول عضو برلمان بريطاني يُطلق نموذجًا أوليًا للذكاء الاصطناعي لنفسه وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وعلى منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، كتب السياسي عن حزب العمال "أشجع أي مقيم في ليدز ساوث ويست ومورلي على تجربة (ايه اي مارك)" وقال "ثورة الذكاء الاصطناعي قائمة، وعلينا احتضانها وإلا سنتخلف عن الركب".
ومع ذلك، لم يكن نموذج الذكاء الاصطناعي مُرضيًا للجميع، حيث تفاعل الكثيرون بسرعة وغضب مع منشوره على مواقع التواصل الاجتماعي، ورد أحدهم: "في الواقع، يجعلك هذا أكثر صعوبة على الوصول إلى ناخبيك مما أنت عليه بالفعل".
وكتب شخص آخر: "لقد فعلت المستحيل تقريبًا ووحدت الجميع في الاعتقاد بأن هذه فكرة سيئة، وكسولة، وغير مسؤولة بيئيًا"، في إشارة إلى التكاليف البيئية الخفية لاستخدام روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
وفي حين لم تتمكن «واشنطن بوست» من الوصول إلى سيواردز كان "ايه آي مارك" متاحا، بل بدا وكأنه معلم الرياضيات السابق الذي أصبح عضوًا في البرلمان متحدثا بلهجة يوركشاير وغيرها من التفاصيل.
وقال روبوت الدردشة، مُكررًا منشورات سيواردز على مواقع التواصل الاجتماعي: "تم تصميم خدمة الذكاء الاصطناعي هذه للمساعدة في توفير المعلومات وتسهيل التواصل مع الناخبين، لكنها لا تُغني عن التفاعل المباشر الذي يُقدمه مارك مع المجتمع.. أنا هنا للاستماع إلى قضاياكم المحلية والسياسية، ولإيصال أفكاركم إلى فريقه".
وعند سؤاله عن أهم القضايا التي تهم ناخبي سيواردز، قال ايه آي مارك: "لا أملك هذه المعلومات في قاعدة بياناتي".
سيواردز ليس أول سياسي يُثير الإحباط بتبنيه للذكاء الاصطناعي، فقد تعرض رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون لانتقادات قبل أيام لاعترافه باستخدامه أدوات الذكاء الاصطناعي بانتظام مثل "تشات جي بي تي" والخدمة الفرنسية "لو تشات" كمرجعية لاتخاذ القرارات السياسية.
وقال كريسترسون لصحيفة "داغنز إندستري" المالية السويدية "أستخدمها كثيرًا.. حتى لو كان ذلك لأخذ رأي ثانٍ".
لكن هذا التوجه أثار قلق بعض الخبراء، وقالت فرجينيا ديغنوم، أستاذة الذكاء الاصطناعي في جامعة أوميا، لصحيفة "داغنز نيهيتر" السويدية: "كلما زاد اعتماده على الذكاء الاصطناعي في أمور بسيطة، زاد خطر الثقة المفرطة بالنظام.. إنه منحدر زلق".
وفي ولاية وايومنغ، الأمريكية وعد مرشح في انتخابات عمدة "شايان" العام الماضي بأنه في حال فوزه، سيسمح لروبوت ذكاء اصطناعي بإدارة العاصمة، إلا أن الحملة المبتكرة لم تُحقق النجاح المرجو.
واستلهم سيواردز فكرته من جهد مماثل في إنجلترا العام الماضي؛ ففي دائرة برايتون بافيليون الانتخابية، وصف "ستيف ايه آي" نفسه بأنه "المرشح الوحيد القادر على إجراء حوار مع 45,000 ناخب في آنٍ واحد، وصياغة سياسات بناءً على ما تمت مناقشته للتو".
وكان الشخص الذي يقف وراء هذه الحملة رجل أعمال محلي يُدعى ستيفن إنداكوت وهو رئيس مجلس إدارة شركة "نيورال فويس" وهي شركة الذكاء الاصطناعي التي تقف وراء روبوت الدردشة الخاص بسيواردز.
وقال جيريمي سميث، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك للشركة، إن الفكرة كانت منح الناخبين إمكانية وصول أكبر إلى نائبهم المحلي، وليس أقل.
وأضاف "لفترة طويلة جدًا، ظل السياسيون بعيدين عن متناول ناخبيهم.. ساعات اليوم محدودة ونحن نعمل مع مارك لتوفير إمكانية الوصول إلى مكتبه للجماهير، وجعله أكثر سهولة في الوصول إلى ناخبيه باستخدام تقنية ثورية" معربا عن اعتقاده بأن سياسيين آخرين سيتبعون هذا النهج قريبًا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز