تلوث الهواء وعقم الرجال.. كيف تتأثر جودة الحيوانات المنوية؟
يؤثر الهواء الملوث والمشبع بمستويات مرتفعة من المعادن الضارة بالسلب على الرئتين والعينين والقلب وأيضا على خصوبة الرجال.
لا تؤدي الطبقة السميكة من الضباب الدخاني التي تلف المدن إلى إزعاج الرؤية فحسب، بل إنها تنذر بالخطر على الصحة أيضا.
وبينما يواجه العديد من المرضى مشاكل تنفسية خطيرة مع شكاوى من التهاب الجيوب الأنفية والاحتقان وصعوبة التنفس والربو، يجد العديد ممن يحاولون الحمل مشاكل نتيجة تدهور جودة الهواء التي باتت تؤثر على النشاط الجنسي والدافع الجنسي لدى الرجال.
تلوث الهواء والعقم لدى الرجال
مع ارتفاع معدلات التلوث، يعاني رجل واحد من كل 3 رجال من مشاكل العقم، حيث يزيد عدد السكان الذكور الذين يعانون من مشاكل الخصوبة عن عدد الإناث بنسبة 15%، وفقا لموقع timesofindia.
تنشأ المشكلة من حقيقة أن استنشاق مثل هذا الهواء السام يتسبب في تدهور الحيوانات المنوية وانخفاض عدد الحيوانات المنوية بشكل كبير مما قد يكون مرغوبا في الحمل.
ومع هذا العدد المنخفض والحركة والتركيز، فإن الحيوانات المنوية غير قادرة على الوصول إلى داخل قناة فالوب، ما يؤدي إلى الفشل على الرغم من محاولات الشريكين التي لا حصر لها.
يقول خبير الخصوبة الدكتور جونجان جوفيل "نشاط اضطراب الغدد الصماء (عدم التوازن الهرموني) هو العملية التي تتسبب في تقلص خلايا الحيوانات المنوية وموتها".
ونقل الموقع عن المختص توضيحه أن "الهواء الذي نستنشقه يتكون من جسيمات (أدق 30 مرة من شعر الإنسان) مكونة من النحاس والزنك والرصاص وما إلى ذلك، وهي مادة استروجينية ومضادة للأندروجين يمكنها أيضًا إعاقة إنتاج التستوستيرون وخلايا الحيوانات المنوية إذا تم استنشاقها".
ينتج عن عوادم الديزل وارتفاع مستويات الأوزون وثاني أكسيد الكبريت والجسيمات المختلطة في الهواء تفاعلات كيميائية في الدم، ما يؤدي إلى ارتفاع تركيز الجذور الحرة التي تؤثر بشكل غير مباشر على جودة الحيوانات المنوية حتى في الرجال الذين يتمتعون بالخصوبة.
تبلغ دورة حياة خلايا الحيوانات المنوية 72 يوما، وقد تظهر الآثار الضارة للتلوث على الحيوانات المنوية بعد 90 يوما من التعرض.
ومع كل زيادة بمقدار 10 ميكروجرامات في ثاني أكسيد الكبريت يحدث انخفاض في تركيز الحيوانات المنوية بنسبة 8%، وينخفض عدد الحيوانات المنوية بنسبة 12٪ وتنخفض القدرة على الحركة بنسبة 14%.
ومن خلال التأثير على شكل الحيوانات المنوية وحركتها، تتأثر خصوبة الذكور بإحداث الإجهاد التأكسدي وتلف الحمض النووي، ويعد فقدان الاهتمام بالجماع من الأعراض الأولى التي تدل على ظهور العقم عند الرجال.
ويرتبط التعرض المفرط للمستويات المحيطة من تلوث الهواء بانخفاض وزن المواليد وتأخر النمو والولادات المبكرة ووفيات الأطفال حديثي الولادة وهو نتيجة غير مباشرة لسوء جودة الحيوانات المنوية.
تلوث الهواء وجودة الحيوانات المنوية
يشير بحث أجري على عينات من 30 ألف رجل في الصين إلى أن قدرة الحيوانات المنوية على السباحة في الاتجاه الصحيح تتأثر بسبب تلوث الهواء.
ووفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن "تلوث الهواء يؤثر على جودة السائل المنوي، وتحديداً على حركة الحيوانات المنوية وقدرتها على السباحة في الاتجاه الصحيح".
نظر الباحثون في كلية الطب بجامعة تونغجي في شنجهاي في سجلات البيانات لما مجموعه 33876 رجلاً من 340 مدينة صينية تتراوح أعمارهم بين 34 في المتوسط، مع درجة متفاوتة من التعرض لتلوث الهواء فيما بينهم، وحملت زوجاتهم من خلال المساعدة خلال يناير 2013 وديسمبر 2019.
وخلص البحث، الذي نُشر في مجلة JAMA Networks، إلى أنه كلما قل حجم الجزيئات الملوثة في الهواء زاد الارتباط بجودة السائل المنوي الرديئة.
وكتب مؤلفو البحث: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الكسور ذات حجم الجسيمات الأصغر قد تكون أكثر فاعلية من الكسور الأكبر في إحداث ضعف في حركة الحيوانات المنوية".
وتشير البيانات إلى أن تأثيرات التلوث تكون أكثر وضوحًا عندما يحدث التعرض خلال الجزء الأول من 90 يومًا من تكوين الحيوانات المنوية، وهو ما يسمى تكوين الحيوانات المنوية، بدلاً من المرحلتين الأخريين.
هذا بدوره يعني أن الجسيمات تؤثر على الحيوانات المنوية على المستوى الجيني، وفقًا للباحثين، لكن هذه مجرد تكهنات وهناك المزيد من الأبحاث التي يتعين القيام بها في هذا المجال.
ويعتقد الباحثون أن هذه النتائج تسلط الضوء على سبب آخر لضرورة تقليل التعرض لتلوث الهواء بين الرجال في سن الإنجاب.
aXA6IDEzLjU4LjE4OC4xNjYg جزيرة ام اند امز