لغز الصفعة الجوية.. محللو لغة الجسد يفككون صمت ماكرون

شكّك خبيران في تحليل السلوكيات غير اللفظية بصحة تفسير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لما جرى بينه وبين زوجته بريجيت داخل الطائرة.
ماكرون كان قد صرّح لاحقًا بأن تلقيه دفعة مفاجئة على وجهه من زوجته أمام عدسات الكاميرا لا يتعدى كونه تصرفًا عفويًا ضمن سياق المزاح العائلي، إلا أن الخبيرة البريطانية في لغة الجسد جودي جيمس رأت أن الرواية لا تنسجم مع طبيعة المشهد، مؤكدة أن سلوك بريجيت لا يمكن اعتباره من باب المداعبة.
وقالت جيمس، في تصريحات نقلها موقع "ميل أونلاين"، إن حركة اليد التي صدرت من بريجيت لا تحمل أي دلالة مرحة، بل إنها بدت قوية بما يكفي لجعل رأس ماكرون يميل إلى الجانب ويدفعه لاستخدام يده للاتّزان. وأضافت أن تعبيرات ما بعد الواقعة لم تُظهر أي مؤشرات على تواصل ودي أو تفاعل متبادل، بل لوحظ أن ماكرون لمس وجهه لاحقًا بإشارة لا تخلو من انزعاج.
واعتبرت الخبيرة أن غياب الابتسامات والتعليقات التلقائية بين الزوجين عقب الحادثة يدحض فكرة أنها كانت لحظة طريفة. وأشارت إلى أن ماكرون بدا منشغلًا بالتحقق من حالته الجسدية بدلًا من التجاوب مع زوجته، مع تسجيله حركة تحية قصيرة قبل أن يلتفت مجددًا.
من جانبه، قدّم خيسوس إنريكي روساس، المختص في قراءة تعابير الجسد، قراءة مفصّلة للمشهد، معتبرًا أن توقيت الحركة وطبيعتها يثبتان أن ماكرون لم يكن يتوقعها، إذ ظهر في وضعية استرخاء تام دون أي إشارات حذَر.
وأوضح روساس أن ما حدث لم يكن صفعة تقليدية، بل دفعًا مزدوجًا بالرأس باستخدام كلتا اليدين، مشيرًا إلى أن الرئيس الفرنسي حاول تدارك اللحظة أمام الكاميرات بتحية سريعة، ثم وضع يده على المقعد بجانبه، في إشارة إلى شعور داخلي بالارتباك أو الحاجة إلى تثبيت توازنه النفسي.
وأضاف أن ماكرون لم يغادر الطائرة على الفور، بل توقف لبرهة وجّه خلالها يده نحو أنفه، وهي حركة معروفة لدى محللي السلوك بأنها تعكس محاولات لاحتواء التوتر.
وعند النزول من الطائرة، مدّ ماكرون ذراعه لزوجته في إيماءة مرافق، إلا أنها لم تتجاوب، بينما أبقى هو ذراعه مرفوعة لثوانٍ قبل أن يعيدها إلى جانبه. لاحقًا، وخلال المصافحة الرسمية، لوحظ أنه قدّم راحة يده بشكل أفقي للأسفل، في حركة توصف بأنها تحمل طابعًا سلطويًا.
وفي صور تالية، رُصدت يده مشدودة على شكل قبضة، مع تغير ملحوظ في ملامحه، أبرزها تقلّص الشفتين واتساع خط الفك، ما يشير وفقًا لروساس إلى انفعالات مكتومة ونبرة جادة لا تتماشى مع طبيعته المعتادة في مثل هذه المناسبات.