تغير المناخ يعكر صفو رحلات الطيران.. الطريق في السماء أشد وعورة
مع انطلاق موسم السفر الصيفي الذي من المتوقع أن يكون "موسم الأرقام القياسية"، لا سيما في المطارات، يتم تنبيه المسافرين للاستعداد لما قد يكون رحلة وعرة أكثر من المعتاد.
ويواجه المسافرون تحديات لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك طوابير طويلة عند نقاط التفتيش الأمنية ومعايير الأمتعة المتغيرة باستمرار، غير أن هناك مصدر قلق جديد وربما أكبر، وهو الزيادة في اضطرابات الطائرات.
أظهرت الأبحاث أن هناك زيادة كبيرة في عدد مطبات الهواء على الرحلات الجوية المحلية والدولية، وأدت بعض هذه المطبات إلى الشعور بالذعر الشديد والقلق.
وأوضح رامالينجام سارافانان، رئيس قسم علوم الغلاف الجوي في جامعة تكساس "إيه آند إم" الأمريكية، أن مطبات الهواء مثيرة للقلق بشكل خاص، لأنه يكاد يكون من المستحيل التنبؤ بتواترها.
ويقول سارافانان في تقرير نشره 26 مايو/أيار الموقع الرسمي للجامعة: "المشكلة الرئيسية هي أنك لا تستطيع رؤيتها".
لكن ما علاقة هذا بتغير المناخ؟، أحد الأسباب الرئيسية لمطبات الهواء العنيفة هو كمية الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، والتي تراكمت بمعدل مرتفع تاريخيا خلال العام الماضي، حيث يتم إطلاقها في الغلاف الجوي كنتيجة ثانوية للأنشطة اليومية مثل قيادة السيارات أو حرق الغاز والنفط، ما يؤدي إلى سرعات رياح غير متسقة يمكن أن تسبب مطبات الهواء.
وأشار سارافانان إلى أن غازات الاحتباس الحراري، أي ثاني أكسيد الكربون والميثان، تعمل بمثابة غطاء لسطح الأرض، حيث تحبس الحرارة التي تنبعث منها وتشوه طبقتي التروبوسفير والستراتوسفير، وبالتالي تزيد من حدوث مطبات الهواء.
وأوضح سارافانان أن "غازات الاحتباس الحراري تدفئ الجزء السفلي من الغلاف الجوي المسمى التروبوسفير، حيث نعيش، وتبرد طبقة الستراتوسفير، حيث تطير معظم الطائرات، وتعتمد قوة الرياح على انحدار درجة الحرارة بين القطب وخط الاستواء، وفي الستراتوسفير، ينعكس هذا التأثير، ما يؤدي إلى زيادة اضطراب الرياح".
ويضيف سارافانان أن شركات الطيران ستكون مطالبة بالنظر في مسارات طيران أطول من المعتاد لتفادي مطبات الهواء، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار التذاكر.
وتستخدم الخطوط الجوية خبراء الأرصاد الجوية للطيران الذين يتنبأون بالرياح ويرسمون المسار لتقليل الرياح المعاكسة وزيادة الرياح الخلفية، لأنه عندما تهب الرياح ضدك، فإنك تحاول تجنبها والالتفاف حولها، ونظرا لأن حرق الوقود يكلف أموالًا، فإن شركات الطيران ستضيف تنبؤات بالاضطرابات الجوية الصافية إلى مسارات الرحلات الجوية، والتي قد تكلف أكثر قليلاً ويمكن أن تطيل المسار، كما يوضح سارافانان.
وفقًا لسارافانان، يمكن أن تؤدي القضية المتعلقة بارتفاع مستويات الغازات الدفيئة في البيئة إلى مشاكل أكبر من تلك التي تؤثر على السفر الجوي، مثل هطول الأمطار الغزيرة الذي قد يتسبب في حدوث فيضانات، وزيادة حالات الجفاف، وزيادة شدة العواصف، وارتفاع مستويات سطح البحر.
وكحل واحد ممكن، فإنه يمكن بذل المزيد من الجهد الواعي لتقليل بصمات الكربون الفردي، ويقول إنه "من خلال استخدام الطاقة بشكل أكثر كفاءة والتحول إلى المصادر المتجددة، ستقل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وهي عملية صعبة، لكنها ما نحتاج إلى القيام به لتقليل تغير المناخ".
aXA6IDE4LjIxOS4yNS4yMjYg جزيرة ام اند امز