الصواريخ الفرط صوتية تهدد عرش حاملات الطائرات.. عملاق مهدد بالزوال؟
لطالما كانت حاملات الطائرات حجر الزاوية في الأساطيل البحرية الكبرى، حيث توفر قاعدة متنقلة للطائرات المقاتلة والهجومية. لكن مع ظهور تهديدات جديدة مثل الصواريخ الفرط صوتية، يطرح السؤال: هل ستظل هذه القلاع العائمة قادرة على الحفاظ على تفوقها؟
ووفق مجلة "ناشونال إنترست" فإن حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية، تواجه خطر التحول لأعباء غير فعالة ومكلفة، خاصة مع تقدم تكنولوجيا الصواريخ المضادة للسفن، والأخرى الفرط صوتية.
وذكرت أنه "بدلاً من مواصلة الاستثمار بكثافة في هذه الأنظمة القديمة، ينبغي للولايات المتحدة أن تركز على توسيع أسطولها من الغواصات، وتطوير سفن حربية أصغر حجماً وأكثر قدرة على المناورة، وتطوير تقنيات الصواريخ والأسلحة الأسرع من الصوت لمواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية".
وتؤرق حاملات الطائرات الميزانيات العسكرية، حيث تبلغ تكلفتها نحو 13 مليار دولار، وتتطلب طاقما يبلغ قوامه الآلاف يحصلون على تدريب عال.
وتحت عنوان "كابوس حقيقي للبحرية.. عصر حاملات الطائرات يغرق"، قالت "ناشونال إنترست" إن "حاملات الطائرات التي كانت في الماضي رمزاً للقوة العسكرية، صارت تُرى بشكل متزايد على أنها أصبحت قديمة وعرضة للضعف في الحروب الحديثة، ومع تقدم تكنولوجيا الصواريخ المضادة للسفن".
وعلى هذا النحو تم بناء حاملات الطائرات لتدوم 50 عاما، بحسب موقع " cimsec". وشدد الموقع على أنه يُتوقع أن يشهد مستقبل حاملات الطائرات، تحديثات جوهرية تشمل تعزيز قدراتها القتالية، وتحسين تكاملها مع الأنظمة الحديثة، لتظل عنصراً رئيسياً في معادلة الردع والسيطرة.
وشدد على أن مستقبل حاملات الطائرات في تبني استراتيجيات وتقنيات جديدة لتعزيز بقائها، تشمل تطوير أنظمة دفاعية متقدمة، منها الليزر عالي الطاقة، والأسلحة الكهرومغناطيسية، لتحييد الصواريخ فرط صوتية قبل الوصول إلى الحاملة وتحسين شبكات الاستشعار، والرصد لتوفير إنذار مبكر، ومعلومات دقيقة عن التهديدات، ما يسمح بتفعيل أنظمة الدفاع بسرعة وكفاءة، بالإضافة إلى ذلك، قد يتجه التصميم المستقبلي لحاملات الطائرات نحو اعتماد أنظمة تخفي، وتقلل البصمة الرادارية للحد من فرص اكتشافها من قبل الصواريخ المتقدمة.
على المستوى العملياتي، يرى مراقبون أن حاملات الطائرات قد تضطر إلى العمل ضمن مجموعات قتالية موزعة بشكل أكثر مرونة وتعقيداً، لتقليل المخاطر وتعزيز قدرة الأسطول على المناورة والانتشار بسرعة. ويتطلب ذلك تكاملاً أكبر مع الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي لضمان التفوق في ساحة المعركة المستقبلية.
وبحسب تقرير"ناشونال إنترست" فإن هناك مخاوف متزايدة حال اندلاع مواجهة عسكرية بين الصين وأمريكا حول تايوان، خاصة أن بكين باتت بارعة في التكنولوجيا العسكرية المضادة للسفن الحربية، ما يعني تحولها إلى أسلحة غير فعالة في المواجهات العسكرية، وأنه مع هذا التطور تستطيع ترسانات هائلة من الصواريخ طويلة، ومتوسطة المدى أن تطغى على دفاعات حاملات الطائرات، وغيرها من السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية.
تكاليف التشغيل السنوية
وتحمل حاملات الطائرات الحديثة أوزانًا تتراوح بين 40,000 إلى 100,000 طن، ما يجعلها من أكبر السفن الحربية على الإطلاق، وتتجاوز أبعادها الطولية 300 متر، ويصل عرضها إلى حوالي 70 مترًا، بينما تستوعب عادةً بين 40 و 80 طائرة، بما في ذلك مقاتلات، وطائرات دعم وطائرات هليكوبتر.
وعلى سبيل المثال، حاملة الطائرات "جيرالد فورد" التابعة للبحرية الأمريكية يمكنها حمل حوالي 75 طائرة، ويمكن لحاملات الطائرات أن تصل سرعتها إلى حوالي 30 عقدة (55 كيلومترا في الساعة)، ويعتمد المدى على حجم الحاملة ونوع الوقود، لكن يمكن أن تمتد لفترة طويلة، بفضل قدرتها على التزود بالوقود، أو عن طريق التزود الداخلي، علاوة على ذلك يمكن أن تصل تكاليف التشغيل السنوية لحاملة طائرات إلى نحو 500 مليون دولار، بحسب مواقع متخصصة.
وتعد "يو إس إس جيرالد آر فورد (CVN 78) هي حاملة الطائرات الأضخم في العالم بوزن 100 ألف طن. كما تعد حاملة الطائرات الأحدث، والأكثر تقدمًا في البحرية الأمريكية وهي السفينة الأولى في فئة حاملات الطائرات (فورد) التي حلت محل الفئة السابقة من طراز (نيميتز). وبلغت تكلفتها أكثر من 13 مليار دولار وبدأ العمل في بنائها عام 2009 وتم تسليمها إلى البحرية الأمريكية عام 2017.
وخلص تقرير "ناشونال إنترست" إلى أنه "بدلاً من إهدار ميزانية أمريكا على أنظمة قديمة لن تكون مفيدة، يجب على البنتاغون الاستثمار في أسلحته الأسرع من الصوت وأسلحة الفضاء الجديدة لمواجهة التهديدات التي تواجهها قواته على مستوى العالم، وإلى أن يتخذ البنتاغون هذه الإجراءات، ستستمر فعالية الجيش الأمريكي ضد أعدائه في التدهور”.
واختتم بالقول إن "عصر حاملات الطائرات انتهى، وحان الوقت لنا جميعاً للمضي قدماً قبل فوات الأوان بالنسبة للقوة العسكرية الأمريكية".