قوات التحالف العربي أثبتت إمكانياتها النوعية وقدراتها العالية على استخدام التكنولوجيا باستهدافها رؤوس الإرهاب الحوثي.
مع مطلع القرن الواحد والعشرين التفت العالم إلى تلك المحركات الصغيرة الطائرة التي تحاكي الطائرات الكبيرة، والتي كانت استخداماتها محصورة لغايات تجارية، حينها تنبهت الدول إلى أهمية هذه التكنولوجيا وإمكانية تطويرها لأغراض عسكرية، ومدى خطورتها إذا ما وقعت بأيدي الأشخاص الخطأ من مليشيات وجماعات إرهابية، حيث تنبأ بعض الخبراء وقتها بأنها ستكون إحدى أهم أدوات الحرب الحديثة وهو ما نشاهده اليوم عند رؤية نشرات الأخبار التي تغطي مناطق الصراع اليوم.
كانت الطائرات المسيرة هي السلاح السري المُفضل للقوات الأمريكية في إطار معركتها مع إرهابيي القاعدة وطالبان في أفغانستان، وقد أثبتت طائرات الدرون فاعليتها في اقتناص العديد من قياديي القاعدة وطالبان، كانت أول تجربة للطائرات الدرون هي عملية استهداف نك محمد وزير القيادي في حركة طالبان في عام 2004، إيذاناً رسمياً بانضمام هذا النوع من الطائرات لقائمة الأسلحة النوعية في الشكل الجديد من الحروب.
ماذا لو –وهو ما حدث بالفعل- وقع هذا السلاح بيد الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة التي تحرص على استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية والبنى التحتية وبمساهمة مباشرة من دول ذات أطماع توسعية وتخريبية في المنطقة، كما تفعل مليشيا الحوثي التي تلقت هذه التكنولوجيا من إيران وطورتها على يد خبراء إيرانيين
إلا أن هذا التقديم لم يكن بالسهولة والترحيب المتوقع، فالمحاولة الفاشلة لاستهداف زعيم تنظيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري في قرية دامادولا الباكستانية عام 2006 خلفت 18 قتيلاً بينهم نساء وأطفال. فحتى التقنيات الأكثر تطوراً تحتاج إلى معلومات استخباراتية وميدانية دقيقة حول تحركات الأهداف وتجمعات المدنيين.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن قوات التحالف العربي أثبتت إمكانياتها النوعية وقدراتها العالية على استخدام هذه التكنولوجيا باستهدافها لصالح علي الصمّاد أحد رؤوس الإرهاب الحوثي في أبريل من العام الماضي في إصابة دقيقة على مركبته أثناء تنقله في الحديدة في موقع لا يشكل خطراً على المدنيين.
هناك قلق في المجتمع الدولي من تصاعد استخدام هذه التكنولوجيا دعا مكتب شؤون نزع السلاح في الأمم المتحدة إلى وضع ضوابط على الدول لاستخدام الطائرات المسيرة في مناطق الصراعات المسلحة، ويمكن إسباغ المسؤولية القانونية والأخلاقية ولو بحدها الأدنى على الدول عند استخدامها الطائرات بدون طيار في عملياتها العسكرية.
لكن ماذا لو –وهو ما حدث بالفعل- وقع هذا السلاح بيد الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة التي تحرص على استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية والبنى التحتية وبمساهمة مباشرة من دول ذات أطماع توسعية وتخريبية في المنطقة، كما تفعل مليشيات الحوثي التي تلقت هذه التكنولوجيا من إيران وطورتها على يد خبراء إيرانيين، واستخدمتها المليشيات المتطرفة في ليبيا بعد استلام عتادها من تركيا، في استخفاف واضح بحياة المدنيين الآن، ورفع قدرات الجماعات الإرهابية على المدى المتوسط والإضرار بالأمن والسلام الدولي على المدى البعيد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة