مبادرة الهارب أيمن نور.. بوق الإرهاب ينعق بالفوضى
لم يكتفِ نور ببيع مبادئه المزعومة لتنظيم الإخوان، بل اعتاد على تشويه صورة مصر عبر إدارته لمنظومة الإعلام الإخوانية خارجيا.
7 سنوات عجاف أو أكثر مرت على المصري الهارب أيمن نور، حاول خلالها لعب دور "غراب السلام" بين قوى المعارضة في الداخل وقيادات الإخوان الإرهابية، مستندا إلى مبادرة مشبوهة أطلق عليها "الحوار الوطني".
لم يكتفِ بوق الإرهاب ببيع مبادئه المزعومة لتنظيم الإخوان الإرهابي، بل اعتاد على تشويه صورة مصر عبر إدارته لمنظومة الإعلام الإخوانية، ودعمها بملايين الدولارات، بتمويل من حلفاء الإرهاب في قطر وتركيا.
واليوم، يحاول أيمن نور بكل ما أوتي من قوة، الدعوة إلى مبادرة للحوار ظاهريا، وإن كانت في حقيقتها تستهدف شرعنة عودة تنظيم الإخوان الإرهابي إلى المشهد السياسي من جديد، وتحسين صورته، بعد خسائره الفادحة في الداخل والخارج.
إعادة تدوير الفوضى
يقول إبراهيم ربيع، الباحث في شؤون التنظيمات الإرهابية، لـ"العين الإخبارية"، إن الهارب أيمن نور، مؤسس قناة الشرق الإخوانية في تركيا، أصبح إحدى الأدوات التي تستخدمها الاستخبارات التركية والقطرية، لإعادة تدوير الفوضى في مصر مرة أخرى.
ربيع اتهم "نور" بتلقي تمويلات بملايين الدولارات من أجل خلق حالة من الفوضى السياسية تمهد لإعادة التنظيم الإرهابي إلى المشهد، في ظل رفض شعبي وحكومي كامل في مصر والمنطقة العربية لأي حديث حول المصالحة مع قيادات هذا التنظيم.
وأعلن عدد من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي، السبت 26 يوليو/تموز الماضي، تأسيس "المجلس العربي للدفاع عن الثورات والديمقراطية" في تونس؛ حيث يتزعم الهيئة التأسيسية له عماد الدائمي أمين عام "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية" التونسي، وأيمن نور رئيس "حزب غد الثورة" المصري، والإخوانية اليمنية توكل كرمان.
وحاول "نور" على مدار الأشهر الماضية استدراج عدد من السياسيين المصريين المحسوبين على تيار المعارضة للمشاركة في مبادرته، ودعا ما يزيد على 100 شخصية للحوار لم يستجب أي منهم، وفيما فضل الكثيرون تجاهل الدعوة المشبوهة، إلا أن عددا منهم أعلنوا صراحة رفض دعوة حليف الإخوان.
رفض قوي لمبادرة مشبوهة
وعقب دعوته المشبوهة، خرج عدد من السياسيين المصريين عن صمتهم مهاجمين "نور"؛ إذ يقول المفكر السياسي الدكتور عمار علي حسن: "ورد اسمي في قائمة دعاها أيمن نور لحوار، دون اتصال بي، أو ترتيب معي، أو رغبة منى، وأؤكد التزامي بالعهد الذي قطعته على نفسي وهو أن أختلف مع النظام وأعارضه من داخل مصر وسط تيار مدني لا تشوبه شائبة".
فيما أكد طارق أبو السعد، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن الرفض القوي لمبادرة أيمن نور من جانب قيادات المعارضة المصرية بالداخل، وإعلان عدد من الشخصيات ذلك يشير إلى أن نور "تمت تعريته تماما"، واكتشف أن كل رهاناته خاسرة.
ولم تكن دعوة حليف الإرهاب لأكثر من 100 شخصية معارضة بالداخل والخارج لجلسة حوار هي الأولى من نوعها؛ ففي سبتمبر/أيلول 2009 كان يمهد للترشح لانتخابات الرئاسة المصرية عام 2011، فدعا إلى تشكيل ما يسمى "جبهة وطنية" تحت مسمى مواجهة التوريث في مصر.
ويواجه أيمن نور تهما أمام القضاء المصري بالتحريض ضد البلاد ونشر أخبار كاذبة، فيما تقدم أحد المحامين المصريين ببلاغ للنائب العام في أبريل/نيسان الماضي اتهمه فيه بالتحريض على مؤسسات الدولة.
واتهم البلاغ أيمن نور بالتخطيط مع جهات أجنبية خارجية للسعي لقلب نظام الحكم في مصر، من خلال تحريضه على مؤسسات الدولة، لمنعها من ممارسة أعمالها الدستورية والتشريعية، ونشر الفوضى والاضطرابات في الشارع المصري، والإضرار بالمصالح العليا للبلاد.
وتضمنت الأسماء التي دعاها نور إلى الحوار الوطني: المرشح الرئاسي الأسبق أحمد شفيق، الذي كان رئيسا لآخر الحكومات في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، والأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى، ومحمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية السابق، ومحمود مكي نائب رئيس الجمهورية الأسبق، وعماد عبدالغفور مساعد رئيس الجمهورية الأسبق.
كما شملت قائمة الأسماء أيضا: زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء الأسبق، وإبراهيم منير نائب مرشد جماعة الإخوان الإرهابية، والأمين العام لجماعة الإخوان محمود حسين، والمرشح الرئاسي الأسبق خالد علي، والمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي.
إضافة إلى عدد من رؤساء الأحزاب، مثل: رئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي، ورئيس حزب المحافظين أكمل قرطام، ورئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي فريد زهران، وأعضاء البرلمان الحالي، وهم: أحمد طنطاوي، وهيثم الحريري، وطلعت خليل، وضياء الدين داود.