رئيس البرلمان الليبي في الجزائر والمبادرة المصرية تتصدر مباحثاته
عقيلة صالح يزور الجزائر بعد إعلانها رغبتها في لعب دور الوساطة بين الفرقاء الليبيين ودعمها المبادرة المصرية
وصل رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، السبت، إلى الجزائر في زيارة رسمية هي الأولى له منذ 2016، لبحث المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات في ليبيا.
وكان في استقبال صالح بمطار هواري بومدين الدولي رئيس البرلمان الجزائري سليمان شنين ووزير الخارجية صبري بوقادوم، في مؤشر على أهمية الزيارة.
وقالت مصادر دبلوماسية جزائرية لـ"العين الإخبارية"، إن رئيس البرلمان الليبي سيتباحث مع المسؤولين الجزائريين بشأن المبادرة المصرية التي كشف عنها الأسبوع الماضي الرئيس عبدالفتاح السيسي لحل الأزمة الليبية.
وفي وقت سابق، أعلنت الجزائر ترحيبها بـ"إعلان القاهرة"، داعية إلى ضرورة العودة إلى قرارات الشرعية الدولية المتمثلة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
ودعا الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، الجمعة، الأطراف المتنازعة في ليبيا إلى فسح المجال أمام دول الجوار (الجزائر ومصر وتونس) لحل الأزمة في بلادهم، مشدداً على رفض الحل العسكري.
وانتقد الرئيس الجزائري عدم التزام أطراف إقليمية متورطة في الأزمة الليبية بمخرجات مؤتمر برلين، واتهمها بـ"إغراق هذا البلد بكميات كبيرة بالأسلحة".
وفي مقابلة صحفية مع وسائل إعلام محلية، كشف تبون أن "دولة لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه في مؤتمر برلين يمنع تدفق الأسلحة والمرتزقة، لكن هناك دولة أرسلت بعد شهر 3400 طن من الأسلحة إلى ليبيا" في إشارة ضمنية إلى تركيا.
وللمرة الأولى، وجه الرئيس الجزائري اتهامات ضمنية لتركيا بـ"نقل السيناريو السوري إلى ليبيا"، موضحاً أنه أبلغ "المشاركين في مؤتمر برلين بأن هذا السيناريو قد بدأ بالفعل.
وأضاف الرئيس الجزائري: "نفس الأطراف المتصارعة في سوريا موجودة في ليبيا".
ودعا تبون الأطراف الخارجية المتصارعة في ليبيا إلى "ترك حل الأزمة لجيرانها"، متهماً أطرافاً لم يسمها بمحاولة "الزج بالجزائر للدخول عسكرياً هناك".
وقال إن الجزائر "على مسافة واحدة بين جمع الأطراف الليبية"، بما فيها القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج.
كما وصف تدخل الجزائر في الأزمة الليبية بـ"السليم وليس لها أطماع توسعية أو اقتصادية ونهدف لحقن الدم الليبي وحماية حدودنا".
والسبت الماضي، طرحت مصر مبادرة تضمن العودة للحلول السلمية في ليبيا، ولاقت تأييدا دوليا وعربيا واسعا.
وتضمنت المبادرة المصرية التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي الليبية واستقلالها، واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والعمل على استعادة الدولة الليبية لمؤسساتها الوطنية مع تحديد آلية وطنية ليبية ليبية ملائمة لإحياء المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة.
ورغم التزام الجيش الليبي بتعهداته الدولية وقرار وقف إطلاق النار المنبثق عن إعلان القاهرة، إلا أن المليشيات الموالية لتركيا والمرتزقة السوريين لا يزالون يحشدون قواتهم للهجوم على تمركزات الجيش الليبي شرقي مصراتة غربي سرت.
وطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، في لقاء تليفزيوني قواته من المرتزقة القادمين من سوريا بمواصلة معاركها في ليبيا والدخول إلى مدينة سرت.