بعد أنباء عن إزالته.. "العين الإخبارية" داخل منزل عباس العقاد في أسوان
زعمت أنباء نشرتها وسائل إعلام مصرية، أن منزل الأديب الراحل عباس محمود العقاد، الواقع في محافظة أسوان، جرى إخلاؤه تمهيدًا لإزالته.
وذكرت الأنباء أن المنزل، الكائن في شارع عباس فريد بمحافظة أسوان جنوب مصر ويقع على مساحة 220 مترًا، من المقرر إزالته تنفيذًا لتقرير فني صادر عن كلية الهندسة، وهو ما أثار ضجة واسعة فور تداول الخبر على نطاق واسع.
من هذا المنطلق، سعت "العين الإخبارية" إلى الوقوف على حقيقة الأخبار المتداول، وأطلعت على حالة منزل "عملاق الأدب العربي"، كما تأكدت مما ينوي المسؤولون في مصر اتخاذه من إجراءات تجاهه.
أسرة الأديب المصري تكشف الحقيقة
كذّب المهندس رامي العقاد، حفيد الأديب المصري، نبأ إخلاء المنزل تمهيدًا لإزالته، مؤكدًا أنه لا أساس له من الصحة، فهو يقيم بداخله. وأضاف "لم نُبلغ من المحافظة أو الحكومة بأي شيء عن هذا الموضوع".
نوه "رامي"، لـ"العين الإخبارية"، بأن المنزل يحتاج بحسب رأيه إلى الترميم، وتواصلت الأسرة مع مسؤولي محافظة أسوان، ومن ثم أرسل المحافظ، اللواء أشرف عطية، لجنة لمعاينة البناية في عام 2021، مضيفا أن "اللجنة أعدت تقريرها ورفعته إلى المحافظة ولم يحدث أي جديد".
سوء حالة المنزل يعود إلى تأثره ببناية مجاورة صدر بحقها قرار إزالة بحسب إشارة "رامي"، مؤكدًا أن هذا الوضع أثر بالسلب على البيت، وأن "تقرير اللجنة التي عاينت الوضع هو الفيصل في الموضوع".
ذكر "رامي" أنه في عام 2010 تواصل مسؤولون من إحدى الدول العربية مع والده، واقترحوا عليه ترميم المنزل كهدية إلى مصر، وتمت معاينة المنزل، لكن الموضوع قوبل بالرفض من جانب الحكومة وتوقف الأمر.
وتابع: "المفاوضات جرت في فترة أحداث يناير/ كانون الثاني 2011. ولا أتذكر من كان رئيس مجلس الوزراء حينها ولا حتى سبب الرفض".
وأوضح حفيد الأديب المصري أن المنزل يحتوي على الإصدارات الأولى من كتب العقاد، كما أن جزءًا من ممتلكات العقاد موجود داخل قصر ثقافة أسوان.
قرار منتظر
من جانبه، كشف اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أن اللجنة الهندسية التي عاينت المنزل أوصت بإزالته، لكنه راسل رئيس مجلس الوزراء بما آلت إليه نتيجة التقرير.
وأضاف "عطية"، لـ"العين الإخبارية"، أنه من المحتمل تشكيل لجنة جديدة للنظر في الأمر، و"نحن في انتظار قرار رئيس مجلس الوزراء".
كما نوه محافظ أسوان بأن هناك نية لتدشين متحف خاص لعرض مقتنيات "عملاق الأدب العربي".
فيما أوضح الدكتور هشام عطوة، رئيس هيئة قصور الثقافة، أن منزل عباس محمود العقاد لا يتبع الهيئة العامة لقصور الثقافة، مضيفًا لـ"العين الإخبارية": أنه "ملك لورثة الأديب الكبير" و"نحن لدينا بيت ثقافة العقاد وهذا غير منزله".
أهمية ترميم منزل "عملاق الأدب العربي"
الحفاظ على منازل رموز الأدب له عدد من الدلالات، تحدث عنها الروائي المصري خالد إسماعيل لـ"العين الإخبارية"، قائلا: "أحد أركان الحضارة الحديثة هو الاحتفاظ بجسور مع الماضي، حتى يقارن الجيل الجديد بين ما تم الوصول إليه من نهضة وتقدم، وبين ما كان الناس عليه في السابق".
وأردف الروائي المصري: "وضعية العقاد في الثقافة العربية هي وضعية الرجل العصامي، الذي علم نفسه بنفسه، وبالتالي استطاع أن يتحول إلى مثقف موسوعي وأن يكون جزءا من ثورة عظيمة في تاريخ الشعب المصري وهي ثورة عام 1919".
وتابع إسماعيل "كان الزعيم سعد زغلول يطلق على عباس محمود العقاد (الكاتب الجبار)، وبالتالي عندما نحتفظ بمنزله فنحن نحتفظ بجسر يصل الماضي بالحاضر، وترميم البيوت هو عمل حضاري في حد ذاته، وهؤلاء الرموز هم نماذج يستضيء الناس بها".
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز