عباس محمود العقاد.. حكايات طريفة في حياة عبقري الكتابة
يتوقف عشاق القراءة كثيرا أمام تجربة الأديب والمفكر المصري عباس محمود العقاد، الذي كان أشبه بنهر متعدد الروافد، يفيض بالثقافة.
وعندما نتأمل كتابات "العقاد" التي تملأ المكتبة العربية، ندرك أنه لم يكن يوما مجرد ناقل للمعرفة، بل كان يصنعها بمهارة.
وبمناسبة ذكرى ميلاد كاتب العبقريات، والتي تحل الثلاثاء 28 يونيو 2022، تلقي "العين الإخبارية " الضوء على مسيرته الأدبية الحافلة بالعطاء، ومواقف طريفة تكشف عن خفة ظله.
بداية الطريق
ولد عباس محمود العقاد في محافظة أسوان عام 1889، لأب مصري وأم من أصول كردية، نشأ وسط أسرة فقيرة، لذا لم يكمل مشواره التعليمي، واكتفى بالحصول على الشهادة الابتدائية.
لم يستسلم "العقاد" للواقع الصعب، وقرر أن يتغلب على الظروف الصعبة التي لم يصنعها بيده، وراح يحصن نفسه بالقراءة والاطلاع، واستفاد من الجلوس مع السائحين الأجانب الذين يزورون أسوان دائما، وتعلم منهم اللغة الإنجليزية،
العقاد في القاهرة
مثل كثير من الناس، بحث "العقاد" عن وظيفة في القطاع الحكومي أملا في مصدر للرزق، وبالفعل عمل في مصلحة التلغراف، ثم هيئة السكك الحديدية، وبعدها انتقل إلى هيئة الأوقاف، ولكنه لم يعثر على ذاته العاشقة للمعرفة والكتابة بين جدران المؤسسات الحكومية، فهجر الوظيفة، وسافر إلى القاهرة من أجل العمل في بلاط صاحبة الجلالة.
وابتسم الحظ للعقاد، عندما التقي المفكر محمد حسين محمد، حيث تعلم على يده أصول كتابة النثر والشعر، وساهم في تشكيل وعيه، وبشكل سريع لمع اسم العقاد، ودفعه طموحه في الأدب لتأسيس مدرسة "الديوان" للتجديد في كتابة الشعر بالتعاون مع صديقه إبراهيم المازني.
أشهر مؤلفات العقاد
يحتوي أرشيف العقاد على مؤلفات متعددة الأصناف، فقد كتب 10 دواوين شعرية كان أولها ديوان "يقظة الصباح" والذي صدر عام 1916، تلاه "وحي الأربعين، عابر سبيل، أعاصير مغرب، أشباح الأصيل، وهج الظهيرة".
ومن أبرز مؤلفات العقاد: الإنسان الثاني، ساعات بين الكتب، هتلر في الميزان، أبو نواس، عبقرية محمد، عبقرية عمر، عبقرية المسيح، التعريف بشكسبير، ومئات المؤلفات الرائعة.
مواقف طريفة
كانت لغة العقاد في الكتابة صعبة إلى حد كبير، ولكن شخصيته مرنة ومحبة للضحك، كما روى من عاصره.
كان "العقاد" يعقد ندوة يوم الجمعة من كل أسبوع، في منزله الكائن بحي مصر الجديدة، وفي مرة سأله أحد المشاركين في الندوة لماذا لا ينزل بمستواه ويكتب شعرا وكتبا ومقالات سهلة للفهم على مستوى الشعب؟، فرد عليه العقاد بطلاقة قائلا: ولماذا لا يرفع القراء مستواهم الفكري ليفهموا ما أكتب؟
وسأله رجل في ندوة عن رأيه في أم كلثوم فقال العقاد: أم كلثوم هي دون شك معجزة إلهية وهبها الله لمصر.
وواصل الرجل حديثه وسأله هل كان يفكر في عمل كتاب عن أم كلثوم وإذا كان ذلك ممكنا فماذا يكون عنوان أو اسم هذا الكتاب، قال العقاد:" نعم أنوي وتحدثت مع أم كلثوم، واقترحت عليها أن أسمي الكتاب عبقرية أم كلثوم، لكنها رفضت الاسم احترامًا للعبقريات الأخرى التي كتبت عنها، وهذا يدل على ذكائها، لكن ربما أسمّيه أم كلثوم العبقرية".
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjIzNiA= جزيرة ام اند امز