"العين الإخبارية" ترصد معركة أوباما- ترامب.. لماذا يتابع العالم رئيسين سابقين للولايات المتحدة؟
يحرص كل من باراك أوباما ودونالد ترامب، رئيسيْ الولايات المتحدة السابقين، على استخدام "السوشيال ميديا" بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
فقبل أن يتوليا زمام الأمور في الولايات المتحدة، وأثناء دخولهما البيت الأبيض، وحتى عقب الخروج منه، يبدي كل منهما آراءه عبر حساباته الشخصية على مواقع التواصل المختلفة.
هذا الحرص، انعكس على إحصائية أعدها موقع "وورلد إندكس"، الذي نشر قائمة ترصد أكثر 10 حسابات متابعة على موقع "تويتر"، حتى احتل باراك أوباما الصدارة بـ133.4 مليون متابع، فيما جاء ترتيب دونالد ترامب في المرتبة الثامنة بـ87.8 مليون متابع.
أوباما وترامب هما السياسيان الوحيدان اللذان ظهرا في هذه القائمة، وما أثار دهشة البعض، من واقع الإحصائية، هو مدى اهتمام المستخدمين حول العالم بهما رغم ابتعادهما عن موقع المسؤولية خلال الفترة الراهنة، بصرف النظر عن أدوارهما داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وهو ما حاولت "العين الإخبارية" معرفة أسبابه خلال السطور التالية.
سر متابعة أوباما وترامب
قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن باراك أوباما هو أول من استخدم "الشبكة العنكبوتية" للتواصل مع الناخبين، وجذب من خلالها الشباب للتصويت له، وكانت من أحد أسباب نجاحه وفوزه بمنصب الرئاسة.
بالنسبة لترامب، ذكرت "نهى"، لـ"العين الإخبارية"، أنه "شخصية جدلية يتفاعل مع القضايا المختلفة، واستخدم مواقع التواصل في فترة حكمه كبديل للقنوات الإعلامية التي عادته.. وهو مستمر في ذلك حتى الآن تحضيرًا لترشحه في انتخابات الرئاسة المقبلة".
وأضافت أستاذة العلوم السياسية بشأن ترامب: "لغته الصاخبة الشعبوية تجد آذانًا صاغية، فالحديث الشعبوي يجذب الانتباه في الأزمات، والعالم يمر بأزمة اقتصادية طاحنة في الوقت الراهن".
وأشارت "نهى" إلى أن أوباما ما زال يمارس تأثيره من خلال "الإدارة الأمريكية الديمقراطية"، ونفس الحال بالنسبة لترامب مع "الجمهوريين": "لا ننسى أنه فاز في انتخابات الرئاسة بأصوات المجمع الانتخابي وليس بعدد أصوات الناخبين".
وأردفت: "ترامب له مؤيدون قد يزيد عددهم بسبب مصاعب التضخم الناجمة عن الحرب الأوكرانية الروسية، وهو ما يروج له عبر السوشيال ميديا لكسب مزيد من الشعبية".
مواقع التواصل أداة سياسية فعالة
من جانبه، صرح المهندس محمد الحارتي، استشاري تكنولوجيا المعلومات والإعلام الرقمي، بأن منصات التواصل انتقلت من مرحلة تبادل الآراء بين المستخدمين إلى مكوّن للرأي، وبالتالي هناك جانب سياسي واقتصادي يضاف إلى مجالي التسويق والتجارة التي احتضنتها "السوشيال ميديا" في السنوات الأخيرة.
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية"، أكد "الحارتي" على كلماته بالإشارة إلى حشد ترامب لمناصريه عقب هزيمته في انتخابات الرئاسة أمام جو بايدن، وهو ما كلفه حظر حسابيه عبر "فيسبوك" و"تويتر" لاحقًا.
أما عن أوباما، قال "الحارتي": "هو ما زال يشارك بالرأي في الإدارة السياسة الأمريكية بشكل غير مباشر، والمتابعون يعيدون تغريداته ويتبادلون الآراء بشأن ما يقوله".
وتابع: "لا نستغرب من الأمر، المستخدم يبحث عن العلاقات والتأثير الاقتصادي والموضوعات المؤثرة على حياته الشخصية جراء متابعة هذا الثنائي".
فيما أوضح المهندس محسن فريد، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن "السوشيال ميديا" هي مساحة تتضمن طرح مختلف الآراء، حتى سحبت البساط إلى حد كبير في السنوات الأخيرة من بعض الوسائل الإعلامية.
وأضاف "فريد"، لـ"العين الإخبارية"، أن هذه المنصات من الوارد استعمالها كوسيلة لبث عدد من الأفكار المرغوب في نشرها، وهو ما يتوقف على الأسلوب الذي يُقدم به للمتابعين.
وعن متابعة الملايين لأوباما وترامب رغم خروجهما من البيت الأبيض، ذكر "فريد": "السياسي لا يخرج عن إطار السياسة. ما زال دورهما هامًا، ولن يتوقفا أو يتنازلا عن إبداء رأيهما. هما لديهما ما يقولانه".
aXA6IDMuMTM2LjIyLjE4NCA= جزيرة ام اند امز