نقاد يكشفون لـ"العين الإخبارية" سر تألق فنانين بعد سن الـ50 (خاص)
حظي الجزء الثاني من مسلسل "موضوع عائلي" بردود فعل طيبة، أثناء عرضه خلال الأسابيع الماضية.
واستمرت أصداء هذا العمل حتى بعد عرض آخر الحلقات، في حالة امتلأت بإشادات واسعة من جانب النقاد، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أثنوا على أداء طاقم المسلسل كافة.
من بين الأمور التي جذبت اهتمام المشاهدين والنقاد، هو الأداء الذي قدمه الفنان محمد رضوان، والذي نالت موهبته الكبيرة استحسانهم، قبل أن يُفاجأوا بأنه يعمل في الوسط الفني لعقود سابقة، لكن إمكاناته لم تتفجر إلا بعد تجاوزه سن الـ50.
حالة محمد رضوان، سبق وأن عاشها عدد من النجوم، الذين باتوا يحظون بشهرة واسعة مع تقدم أعمارهم، منهم على سبيل المثال لا الحصر بيومي فؤاد، وسيد رجب، ولطفي لبيب.
تأخر نجومية هؤلاء الموهوبين ظاهرة لفتت انتباه كثيرين، ساعين إلى معرفة الأسباب التي تؤدي إلى حرمان المشاهدين من مواهب لعقود، وهو ما حاولت "العين الإخبارية" الوقوف عليه خلال السطور التالية.
لـ"الجان" دور ملموس
قالت الناقدة المصرية ماجدة موريس، إن أسباب تأخر نجومية بعض الموهوبين تتمثل في كيفية اختيار أبطال الأعمال في السينما والتليفزيون، فالأمر يكون متوقفًا على المظهر والملامح الجمالية والشبابية، ومن يحظون بهذه الصفات تتاح لهم الفرص ليكونوا أبطالًا دائمًا.
أضافت "ماجدة"، لـ"العين الإخبارية"، أنه مع اختيار مجموعة بعينها في دور البطولة، يستكمل القائمون على الأعمال الفنية الطاقم بممثلين آخرين يكون بينهم من خريجي معهد المسرح أو السينما، لكن ليس فيهم صفات "الجان".
تستبعد الناقدة المصرية أن يكون الفنان الموهوب سببًا في تأخير نجوميته، شارحةً: "الفنان يكون لديه رغبة في التحقق والحصول على مزيد من الأدوار، وأن يحظى بشهرة"، قبل أن تستدرك: "بالإمكان أن يتأخر الفنان لظروف خاصة، مثل التعرض لحادث على سبيل المثال أو لأسباب أسرية".
ما سبق، اتفق معه الناقد المصري محمد عاطف، الذي قال إن النجومية في مصر ترتبط بصفات "الجان"، أي أن النجم يكون شابًا صغير السن ووسيمًا.
نوه "عاطف"، في تصريحه لـ"العين الإخبارية"، أن اختيار البطل بصفات "الجان" يعود إلى "وجود قاعدة عريضة من المشاهدين تتكون من المراهقين وصغار السن، وأكثر ما يلفت انتباههم في الفن هو الشق الترفيهي، بخلاف عواطف الشباب التي تكون جياشة وغير متزنة وغير ناضجة بما فيه الكفاية".
استطرد: "هذه الفئة تكون لديها قوة اندفاعية، تجعلهم يبحثون عن نموذج يقلدون حركاته، كما أن الفتيات يبحثن عن شاب يكون على نفس النمط الذي تشاهدنه".
هذه العوامل، تدفع القائمين على الوسط الفني على اختيار الممثلين بعيدًا عن "حرفيتهم في التمثيل" بحسب "عاطف"، الذي تابع: "العاملون جمعيهم في الفن يقعون تحت شروط الصناعة التي تتغير بشكل شبه يومي، فلا أحد يقصر في حق نفسه من الموهوبين".
صناعة النجم غائبة
من جهتها، قالت الناقدة المصرية خيرية البشلاوي، إن صناعة الترفيه حاضرة بقوة، لكن ليس هناك صناعة نجوم: "الممثل يظهر حسب مجهوده أو الظروف المحيطة به، فلا توجد جهة مسؤولة تكتشف المواهب وتصنعها وتكبرها".
أوضحت "خيرية"، في تصريحها لـ"العين الإخبارية"، أن صاحب الموهبة عليه البحث عن نفسه وأن يلتمس طريقه: "صاحب الموهبة يكون في حاجة لدفعة، والتي بدورها تأتي منه فقط، فيجب أن يمتلك أدوات اجتماعية يصل بها للناس التي تكتشفه".
كما اعتبرت "خيرية" أن الصدفة لها دور في تفجر موهبة النجم: "الظروف والعلاقات والصدفة وكلها تشكل الحظ، لو نظرنا لتاريخ الفن وصناعة الترفيه لن نجد أناسا كثيرة تأخروا إذا كانت لديهم مواهب قوية، وهو أمر ناتج عن العشوائية في اختيار المواهب وعدم الجدية في التنقيب والبحث عن الموهبة الحقيقية".
aXA6IDE4LjIyNS4xNDkuMTU4IA== جزيرة ام اند امز